واصل رجال الإنقاذ في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين في يوم الثلاثاء المنصرم، ولليوم الرابع على التوالي، عمليات بحثهم عن ناجين بعد انهيار أرضي مميت ضرب قرية جينبينغ في محافظة جيونليان بمدينة ييبين يوم السبت الماضي. وجعلت التضاريس غير المستقرة والانهيارات الصخرية المستمرة العمليات صعبة، لكن فرق الإنقاذ تتقدم باتباع نهج قائم على الشبكة. وفي هذا السياق، قال لي وان تشيانغ، رئيس مكتب إدارة الطوارئ في ييبين:" لقد قسمنا الموقع إلى مناطق شبكية، وزودنا كل فريق بأدوات الإنقاذ والاتصالات المتخصصة". ومن جانبها، أعلنت السلطات المحلية أنه تم تأكيد وفاة شخص واحد حتى الآن وفقدان 28 شخصا وأصابة اثنين آخرين تم نقلهما إلى مستشفى في حاضرة المقاطعة، تشنغدو، لمزيد من العلاج. وتم إجلاء ما إجماليه 360 شخصا من 95 أسرة إلى ملاجئ مؤقتة. وأظهرت لقطات لطائرة بدون طيار صباح الأحد الماضي أن الانهيار الأرضي امتد إلى حوالي 100 متر عرضا، مع انخفاض عمودي يزيد عن 400 متر وامتداد لمسافة 1.2 كيلومتر. وتم نشر 949 فردا من فرق الإنقاذ المتعددة بما في ذلك الشرطة المسلحة ورجال الإطفاء وعمال إنقاذ المناجم وضباط الشرطة وخبراء من قطاعات النقل والطب والاتصالات للمساعدة في البحث. ويستخدم رجال الإنقاذ كلاب البحث وكاميرات الكشف عن الحياة بالإضافة إلى الحفارات وغيرها من معدات الإنقاذ المتخصصة لتحديد مواقع الناجين. وتضيء الأضواء الكاشفة والطائرات بدون طيار موقع الكارثة في الليل، ما يسمح بمواصلة جهود البحث دون انقطاع. ويجري تزويد القرويين الذين نزحوا إلى ملجأ مؤقت أقيم في مدرسة ثانوية في محافظة جونليان بالوجبات الساخنة والرعاية الطبية. كما وصل أخصائيون نفسيون لتقديم المشورة للناجين وعائلات المفقودين. وبدوره، قال يوان مين لان، أحد الأخصائيين النفسيين في الموقع: "التعافي النفسي جزء حيوي من الاستجابة للكوارث"، مؤكدا: "سنبذل قصارى جهودنا لمساعدة الضحايا على التغلب على الصدمات واستعادة صحتهم الوجدانية". وفي الملجأ المؤقت، شوهد القرويون النازحون يتجمعون حول النار، ويتحدثون مع بعضهم البعض، حيث وفر الدفء الراحة من البرد الليلي. ولمنع الكوارث الثانوية، نشر المسؤولون طائرات بدون طيار ورادارات منحدرات وأجهزة مراقبة التصدع لضمان المراقبة على مدار 24 ساعة. وقال ليو تشنغ يوي، رئيس مكتب الموارد الطبيعية والتخطيط في مدينة ييبين:" نحن نجمع بين الخبرة البشرية والتكنولوجيا لمراقبة المخاطر وضمان سلامة فرق الإنقاذ". كما تقوم السلطات المحلية بتوسيع عمليات فحص المخاطر الجيولوجية في جميع أنحاء المنطقة لمنع الكوارث في المستقبل. وقال ليو:" نجري فحوصات شاملة على منحدرات مماثلة في جميع أنحاء المدينة ونطلق جولات متعددة من عمليات التفتيش حول مناطق الخطر المحددة". وأضاف ليو قائلا:" نهدف إلى الكشف المبكر والإنذار المبكر والعمل الفوري لضمان أقصى حماية للأرواح والممتلكات في المناطق الجبلية".