الفن المعاصر الى جانب الأعمال الدينية الإسلامية في معرض بينالي جدة

  • 2/13/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يضم بينالي جدة الذي ينظم تحت عنوان "وما بينهما"، 500 قطعة أثرية إسلامية، من بينها أجزاء من "كسوة الكعبة"، القماش الأسود المطرز بالذهب والفضة الذي يغطي الكعبة، وحوالى 30 عملا معاصرا، ويمتد على مساحة 100 ألف متر مربع في الصالة الغربية بمطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة الساحلية (غرب). وتتضمن هذه القطع الأثرية عناصر قيّمة مستعارة من الفاتيكان، مثل الترجمات القديمة للقرآن الكريم وخريطة لنهر النيل تعود إلى القرن السابع عشر. ويقول أمين المعرض الفنان السعودي مهند شونو "الجمع بين (الفن) المعاصر والماضي يؤكد حقًا التغيير الذي تمر به المملكة العربية السعودية". والسعودية مملكة محافظة الى حدّ كبير، ذات أغلبية سنية. وتحظر معظم المذاهب الإسلامية السنية تصوير الأشخاص والحيوانات. لذلك، أصبحت الأنماط الهندسية منتشرة على نطاق واسع في الفن الإسلامي. ويتميز معرض بينالي جدة أيضا بزخارف فارسية من العصور الوسطى، بما في ذلك صور ملكية، بالإضافة إلى نافورة صممها الفنان اليمني الإندونيسي أنهار سالم، وتتكوّن بلاطاته الفسيفسائية التي تم تجميعها بالألوان، باستخدام الذكاء الاصطناعي، انطلاقا من صور رمزية تم الحصول عليها عبر الإنترنت. "مفاهيم تقليدية" ويقول عبد الإله قطب، وهو مهندس معماري يبلغ من العمر 31 عاما وجاء خصيصا من مكة، "لدينا مفاهيم تقليدية عن الإسلام وتاريخه، وقد حان الوقت لإعادة النظر فيها من زاوية جديدة". من خلال "قلب المنادير"، وهو تركيب نحاسي يمكن من خلاله للزوار مشاهدة البينالي رأساً على عقب، تتساءل الفنانة الفرنسية اللبنانية تمارا كالو، "ما يعنيه أن نرى وأن نكون شهوداً". وتستكشف ثنائية الشرق والغرب، والضوء والظلام، وترديد صدى الفلسفة الإسلامية، وخاصة إرث ابن الهيثم، أبو البصريات. يتفاجأ الزوار بأعمال أخرى جريئة. من بينها القرص الضخم الذي يدور بلا هوادة ويبلغ قطره أمتارا عدة، وهو مغطى بطبقة سميكة ولزجة من النفط الذي تعد السعودية المصدّر الأول له في العالم. تحت تأثير الدوران، يتدفق السائل، الذي "لا يتخذ الشكل نفسه أبدا"، من دون أن يختفي تماما، في "رمزية للوقت"، كما يشرح مصممه الفنان الإيطالي أركانجلو ساسولينو، على بعد أمتار قليلة من ألواح "كسوة الكعبة". "تقاسم المساحة" تهدف خطة الإصلاح الطموحة "رؤية 2030"، بقيادة ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، إلى وقف ارتهان اقتصاد المملكة بالنفط عبر الاستثمارات الضخمة في الرياضة والفن والثقافة، إلى تلميع صورة المملكة، التي شوهها قمع المعارضين. يقول جيمس دورسي من جامعة سنغافورة الوطنية "منذ اليوم الأول، أدرك محمد بن سلمان أهمية الفنون وأهمية صناعة الترفيه. البينالي هو جزء من هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى إبراز صورة الانفتاح، وهو أمر ضروري لنجاح رؤية 2030". ويضيف أنّ المملكة الخليجية الثرية، التي كان يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها "سرية ومحافظة للغاية"، عانت من "عجز في السمعة". ويتابع "كان الانفتاح ضروريا لكي تصبح المملكة اقتصادا رائدا وتجتذب الاستثمارات الأجنبية". وتشمل التحولات تطورات اجتماعية كبرى، مثل زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة. يجذب البينالي، الذي يقع في محطة بجوار المحطة المخصصة للحجاج في طريقهم إلى مكة، "على بعد 93 كيلومترا من العاصمة المقدسة للمسلمين"، جمهورا فريدا من محبي الفن والمؤمنين العابرين. يلاحظ المؤرخ الإيطالي جوليان رابي، أحد المديرين الفنيين للبينالي "خلال النسخة الأخيرة، عبر الحجاج الطريق لرؤية الأجنحة". ويقول المنظمون إنّ 600 ألف زائر حضروا المعرض خلال دورته الأولى في العام 2023، ما يعني أنّ "بينالي جدة" يحظى بحضور قريب من بينالي البندقية، الذي اجتذب 700 ألف زائر في العام 2024. ويسعى بينالي جدة راهنا لاجتذاب أكثر من مليون زائر، معظمهم من خارج البلاد. وأضاف "هذه العالمية هي عكس صورة المملكة العربية السعودية المنعزلة تماما". وأضاف " كان العالم الإسلامي دائما في حوار وديناميكية". وأمام منحوتتها الفولاذية السوداء الضخمة التي تمثل شجيرة ورد تطفو فوق نافورة البينالي، تعرب الفنانة الأردنية رايا قسيسية عن فخرها بالاستفادة من المنصة التي يوفرها بينالي جدة. وتقول "نحن قادرون وعلى المستوى المطلوب على الحوار وتقاسم المساحة مع الغرب".

مشاركة :