سلمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اليوم (السبت)، ثلاثة محتجزين إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين. وأفادت مصادر فلسطينية بأن عملية التسليم جرت بحضور مقاتلين مقنعين من كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، حيث وقع أحد عناصر القسام على وثائق الإفراج قبل نقل المحتجزين إلى فريق الصليب الأحمر. وذكر شهود عيان أن المحتجزين الثلاثة، وهم ساشا ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن، ظهروا بحالة صحية جيدة أثناء عملية التسليم، وسط انتشار مكثف لعناصر القسام والجهاد الإسلامي في خانيونس لتأمين العملية. وخلال عملية التسليم، أعرب المحتجز ساغي ديكل حن عن أمله في استمرار الصفقة، قائلا أطلب من الحكومة فعل كل شيء لإنجاز الاتفاق". فيما شدد يائير هورن على ضرورة إطلاق سراح جميع المختطفين، قائلا: "يجب إعادتهم جميعا إلى منازلهم، ولايوجد وقت للمماطلة". ويأتي ذلك ضمن الدفعة السادسة من الصفقة، والتي تشمل الإفراج عن 369 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، بينهم 36 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد و333 معتقلا من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، بحسب مكتب إعلام الأسرى. وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم أنه تسلم المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة الذين أفرجت عنهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، مشيرا إلى أنهم في طريقهم إلى إسرائيل برفقة وحدة خاصة من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك). وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن قوة من الجيش والشاباك تسلمت المختطفين الثلاثة داخل قطاع غزة، حيث يخضعون لتقييم طبي أولي قبل نقلهم إلى إسرائيل. وأضاف البيان أن "قادة وجنود الجيش يحيون المختطفين المحررين ويحتضنونهم في طريق عودتهم" ، دون تقديم تفاصيل إضافية عن ظروف الإفراج عنهم أو حالتهم الصحية. من جانبها، أفادت الاذاعة العبرية، نقلا عن مصادر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن "الانطباع الأولي يشير إلى أن حالة الرهائن معقولة". وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن في بيان أمس عن تسليم المحتجزين الثلاثة، فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن أحدهم، ساشا ألكسندر تروبنوف، يحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، بينما يحمل ساغي ديكل حن الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية. وبحسب مصادر محلية، وصلت مركبتان إلى موقع التسليم، إحداهما تابعة لكتائب القسام تم الاستيلاء عليها خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023 ، والأخرى تابعة لسرايا القدس. وأفادت تقارير بأن مقاتلي القسام والجهاد الإسلامي ظهروا وهم يحملون أسلحة إسرائيلية، من بينها بنادق "تافور" التي تستخدمها وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، في استعراض عسكري خلال عملية التسليم. واعتبرت حركة حماس في بيان فور عملية التسليم ان إطلاق سراح الدفعة السادسة من الأسرى، "تأكيد أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار". وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن استئناف عملية تبادل الأسرى جاء بناء على التزام الحركة بالاتفاق مع الوسطاء، وحصولها على ضمانات تلزم إسرائيل بتنفيذه. وأضاف القانوع، في تصريح صحفي، أن حماس تترقب بدء تنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني، وفق ما وعدت به من قبل الوسطاء وضماناتهم. وأشار إلى أن موقف الحركة، إلى جانب جهود الوسطاء، أسهم في إلزام إسرائيل بالاتفاق، مؤكدا استمرار الاتصالات لمتابعة تنفيذ بنوده والاستعداد لمفاوضات المرحلة الثانية. وأكد القانوع أنه "لا بدائل أمام الاحتلال للإفراج عن باقي أسراه إلا من خلال تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار". واعتبر أن الاتفاق "له تداعيات قد تهدد مستقبل حكومة بنيامين نتنياهو، كما فعلت معركة طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن "مماطلة نتنياهو ومحاولته التهرب من استحقاقات الاتفاق تهدف إلى إنقاذ حكومته، لكن حماس لن تسمح بإفشاله". وجرت عملية التسليم في الوقت الذي أعلن فيه رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن أي من الكرفانات أو المعدات والآليات الثقيلة الموجودة على الجانب المصري من معبر رفح لم تدخل إلى قطاع غزة حتى اللحظة، معربا عن أمله في وصولها خلال الساعات المقبلة، وفقا لتطمينات الجهات ذات العلاقة. وأضاف معروف، في بيان صحفي، أن الجهات المختصة تتابع سلوك إسرائيل وتضع الوسطاء في صورة الخروقات اليومية، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني ينتظر التزام إسرائيل بتعهداتها في اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء إدخال جميع المستلزمات المتفق عليها ضمن البروتوكول الإنساني، وفقا للأصناف والكميات المحددة والجداول الزمنية المقررة.
مشاركة :