مع تزايد الاهتمام الدولي بعيد الربيع في الصين تحولت هذه المناسبة إلى فرصة للعالم للمشاركة في السوق الصينية، ولا سيما بالنسبة إلى مزارعي الزهور المحليين والدوليين الذين نشروا زهورهم في الحدائق ومراكز التسوق والمنازل ما أضفى مزيدا من الروعة والبهجة إلى الأجواء الاحتفالية ودفع النمو الاقتصادي. وتشير الإحصاءات إلى استقبال حدائق بكين حوالي 9.38 مليون زيارة خلال العطلة التي استمرت 8 أيام، حيث جذبت الفعاليات الشهيرة المتعلقة بالزهور مثل تنسيق الزهور العائلي في حديقة يوييوانتان ومعرض الأوركيد في حديقة تشونغشان كثيرا من الزوار للاستمتاع بجمال الزهور ما أسهم بدفع مبيعات الزهور بشكل كبير خلال العطلة. وبرزت حديقة بكين لزهور العالم كأحد الأمثلة البارزة حيث جذب "شلال الزهور" الزوار لالتقاط الصور عنده حيث شعروا وكأنهم في أرض عجائب الزهور، فيما أذهل عرض الآلاف من زهور الأوركيد على شكل الفراش الجميع وأصبح مكانا شهيرا للتصوير، الأمر الذي حوّل الحديقة هذا العام لمكان يزخر بالألوان النابضة بالحياة والأزهار العطرة وجعله وجهة لا بد من زيارته. كما تألقت الحديقة بمعرض هيبيستروم الذي ضم 35 نوعا من الزهور من جميع أنحاء العالم ونحو 1000 نبتة. ويرمز "هيبيستروم" المعروف باسمه الميمون "تشو دينغ هونغ" الذي يعني باللغة الصينية "قطعا سيزدهر" إلى الحظ السعيد والازدهار، وفقا لـ شي ون فانغ مدير حديقة بكين لزهور العالم. وقال شي:"إنها المرة الأولى التي نعرض فيها الكثير من أصناف "هيبيستروم"، نصفها مستورد. لقد أصبحت أشكالها الفريدة وألوانها الزاهية ومعانيها الرمزية عامل جذب رئيسيا. وخلال عطلة عيد الربيع، استقبلنا حوالي 35 ألف زائر بزيادة 20 في المائة عن العام الماضي". وبدوره، قال ليو منغ المسؤول في شركة "هوالانتسي بكين" المحدودة للتكنولوجيا: "لقد تم بيع أكثر من 50 ألف حزمة تقريبا من هيبيستروم. كما زادت مبيعاتنا الإجمالية من الزهور قبيل حلول العام الصيني الجديد بنحو 30 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي". وأضاف ليو أن الورود الإكوادورية حظيت أيضا بشعبية كبيرة حيث تم بيع أكثر من 40 ألف زهرة قبل وأثناء عطلة عيد الربيع، مشيرا إلى أن قنوات الاستيراد الأسهل والأسعار المنخفضة جعلتها الخيار الأفضل. ولفت ليو إلى ارتفاع الطلب بشكل متزايد على الزهور المتنوعة عالية الجودة مع ارتفاع مستويات المعيشة، منوها بدور استيراد الزهور في توفير المزيد من الخيارات للمستهلكين ما يساعد على تلبية احتياجاتهم لتصبح جزءا أساسيا من التسوق في العطلات للأجيال الشابة. وشهد العام الجاري طرح "خريطة كنز زهرة السنة الجديدة" لتسهيل عملية تسوق الزهور في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين. فمن خلال مسح بسيط لرمز الاستجابة السريعة يمكن للمشترين العثور على أنواع الزهور الخاصة بالحي ومواقع المزارع وتفاصيل الشراء وصولا إلى المزارعين الفرديين ومواقعهم والأنواع والكميات المتوفرة. وفي حي تسنغتشنغ في قوانغتشو، طورت 18 قرية في بلدة تشونغشين صناعة زهور تولد قيمة إنتاج سنوية تبلغ 57 مليون يوان (حوالي 7.95 مليون دولار أمريكي) مع نحو ألفي مو (حوالي 133 هكتارا) من المساحة المزروعة ما ساعد أكثر من 1500 قروي على زيادة دخولهم. وبرزت الصين كأكبر منتج للزهور في العالم حيث تبلغ مساحة زراعة الزهور 1.5 مليون هكتار وأكثر من 5 ملايين عامل في الصناعة، وفقا لجمعية الزهور الصينية.