كهف برونيكيل عند وادي افيرون في منطقة التارن وغارون جنوب غرب فرنسا، يصعب الوصول اليه. لكن ارتفاعه من الداخل يصل الى 330 متراً. وفيه اكتشف الباحثون اشكالاً دائرية حددت بواسطة صواعد كلسية تم اقتطاعها من الارض، كما وجدوا آثاراً لاشعال النار كالعظام المتفحمة. وحسب جاك جوبير الاستاذ في جامعة بوردو، فإن هذه الآثارات من صنع رجل النياديرتال اذ انها تعود لما قبل 170 ألف عام اي قبل وصول رجل الهوموسابيان الى اوروبا. واضاف هذا يفرض عملاً جماعياً، بالطبع كان هناك من يدير هذه العملية ومعهم مساعدون ، اذ كان وجود اناس للاضاءة ضرورياً. توغل الانسان القديم تحت الارض، صورة لم نتخيلها ابداً قبل عدة سنوات كهف برونيكيل هو اقدم الكهوف التي اكتشفت في اوروبا حتى اليوم، إنه يحمل معه اسراراً ابدى الباحثون اهتمامهم لكشفها الا وهي اسباب استخدام رجل النياديرتال لهذه الدوائر البعيدة عن النور الطبيعي وبيعدة عن المدخل الرئيسي. معلومات اضافية كهف برونيكيل تم اكتشافه عام 1990، ولم يتكمن العلماء من كشف اسراره حتى عام 2013 حين حاول ثلاثة باحثين ان يقوموا بتحليل الصواعد الكلسية عبر تقنيات جديدة. لم تعرف حتى اليوم اي بناء مصنوع من الصواعد الكلسية بهذا الحجم، خاصة وانه تم تكسريها لرصها فوق بعضها. منها من شكل صفين او ثلاثة وحتى اربعة صفوف مع دعامات واوتاد لها. عدد هذه الصواعد بلغ 400 وحدة يبلغ مجموع طولها 112 متراً وتزن حوالى 2.2 طن وقد قدر العلماء ان مجموع طول هذه الصواعد يصل الى 112 متر، طولها يصل الى 120 متراً. توغل الانسان داخل الارض العصر الحجري في اوروبا وجنوب آسيا واستراليا، شهد توغل الانسان في باطن الارض بعيداً عن النور الطبيعي. ولم يصلنا سوى رسومات وتقوش على جدران الكهوف كتلك الموجودة في كهوف شوفيه ولاسكو في فرنسا وغيرها من المناطق. لكن في كهف برونيكيل، عمر هذا بناء الصواعد الكلسية هذه يعود لما قبل وصول الانسان الحديث في اوروبا قبل اربعين الف عام. لذلك فإن صانعي هذا البناء هم رجال النيانديرتال والذين لم يفترض العلماء ابداً ان يكونوا قد عاشوا في اماكن داخل الارض وانهم تمكنوا من استخدام النار للانارة او حتى اقامة اي شكل من اشكال البناء. المصدر: بيان صادر عن المركز الفرنسي للابحاث العلمية N�andertal � Bruniquel par CNRS #Bruniquel : une grotte qui change notre vision de Néandertal https://t.co/bfQmI0HAOb pic.twitter.com/zJJ9ATb1N3— CNRS (@CNRS) 25 mai 2016