يوم التأسيس السعودي .. ملحمة تاريخية ومجد لا يزول

  • 2/18/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حين يدور الزمن وتتعاقب الأيام، يبقى يوم التأسيس السعودي محفورًا في ذاكرة التاريخ، شاهدًا على بزوغ فجر الدولة التي غيرت مجرى الجزيرة العربية، وصنعت لها مجدًا لا تزعزعه العواصف. ليس مجرد تاريخ يُروى، بل ملحمة سطرها الأبطال بدمائهم، وأرست دعائمها سواعد الرجال الذين حملوا همَّ الوحدة والنهضة والاستقلال. قبل ثلاثة قرون، حين كانت الديار تموج بالفوضى، والأرض تبحث عن قائد يوحدها، خرج الإمام محمد بن سعود من قلب نجد، لا باحثًا عن ملك زائل، بل رجلٌ يحمل مشروع أمة. بسط راية العدل، وأعلن قيام دولة تحمل في أعماقها هوية عربية إسلامية صلبة، وتاريخًا ممتدًا في جذور الأرض. لم يكن التأسيس مجرد لحظة عابرة، بل كان بذرة لمملكة عظيمة، تحمل رسالة، وتصنع مستقبلًا، وتواجه التحديات بقوة لا تلين. منذ ذلك اليوم، والمملكة تسطر ملحمة البقاء والتطور، تجتاز الأزمات، وتعيد رسم خريطة المجد. سقطت الدولة الأولى فنهضت الثانية، ثم توحدت تحت راية التوحيد على يد الملك عبدالعزيز، لتبدأ رحلة التمكين، وصولًا إلى عهدٍ تكتب فيه السعودية فصلًا جديدًا في صفحات الريادة العالمية. يوم التأسيس ليس احتفالًا عابرًا، بل هوية وطن، وذكرى رجال أخلصوا، وبذلوا أرواحهم ليبقى هذا الوطن شامخًا. هو رسالة أن المجد لا يُوهب، بل يُنتزع، وأن الدول العظيمة لا تُبنى بالكلمات، بل بالأفعال. اليوم، ونحن نعيش في ظل قيادة حكيمة، تطوّع المستحيل، وتصنع من الطموح واقعًا ملموسًا، ندرك أن ذلك التأسيس لم يكن بداية فقط، بل كان وعدًا بمستقبل أعظم، وإنجاز لا يعرف التوقف. في يوم التأسيس، نقف إجلالًا لوطنٍ لم يعرف الخضوع، وتاريخٍ لم يعرف الانكسار، وقادةٍ جعلوا من المستحيل نقطة انطلاق. عاشت السعودية أبد الدهر، وعاش مجدها خالدًا لا يزول .

مشاركة :