أعلنت أكثر من 10 شركات صينية لصناعة السيارات عن إدخال نماذج "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي في سياراتها حتى الآن، بما في ذلك "جيلي" و "جريت وول" و "شيري" وغيرها. يُذكر أن نموذج ديب سيك-آر1، الذي تم إصداره في يناير الماضي، حقق أداء يضاهي أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي الرائدة، مثل تشات جي بي تي من أوبن أيه آي، ولكن بتكلفة تطوير أقل بكثير. وفي مجال ذكاء السيارات، أحدثت تقنية الذكاء الاصطناعي تغييرات كبيرة. ويعتقد خبراء صناعة السيارات أن الذكاء الاصطناعي لن يحدث فقط "تغييرا جذريا" في تجارب المستخدم واختراقا عميقا للخدمات الشخصية، ولكن أيضا من حيث تقنية القيادة الذاتية، يمكنه تحقيق "قفزة في الكفاءة" من خلال الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، وتسريع تدريب خوارزميات القيادة الذاتية، وتقصير دورة تطوير القيادة الذاتية. ومع ظهور "ديب سيك"، من المتوقع أن تسرع إستراتيجيته التدريبية منخفضة التكلفة للنماذج الكبيرة وتيرة تنفيذ القيادة الذكية للسيارات. وسيؤدي هذا أيضا إلى تغييرات في حالة المنافسة في السوق وفي المنافسة الذكية في صناعة السيارات، كما من المتوقع أن تعوض شركات السيارات التقليدية بسرعة عن أوجه القصور في الذكاء وتضيق الفجوة في الذكاء مع شركات السيارات الجديدة. ومع طفرة الذكاء الاصطناعي التي أطلقها "ديب سيك" بين الجمهور، تَسارع ذكاء السيارات لتنتقل وظائف القيادة الذكية المتطورة، التي كانت متوفرة في السابق فقط في الموديلات الراقية، إلى الموديلات المنخفضة والمتوسطة. وأعلنت شركة "بي واي دي" في 10 فبراير الجاري أن جميع الموديلات التي تنتجها ستكون مجهزة بنظام القيادة الذكي المتطور "عين الإله"، ودخلت الدفعة الأولى المكونة من 21 موديلا الفترة التحضيرية لدخول السوق، منها موديلات تتراوح أسعارها بين 100 ألف يوان (دولار أمريكي واحد يساوي نحو 7.3 يوان) إلى 200 ألف يوان سيتم تجهيزها بنظام القيادة الذكي "عين الإله" كمعيار قياسي، وسيتم أيضا تجهيز معظم الموديلات التي يقل سعرها عن 100 ألف يوان بنظام القيادة الذكي، بما في ذلك موديل بسعر 69800 يوان. وفي السابق، كانت السيارات المجهزة بقيادة ذكية متطورة تتركز في النطاق السعري لأكثر من 200 ألف يوان، وكان هناك رأي في صناعة السيارات مفاده أن السبب المهم لمعدل التزويد المنخفض بالقيادة الذكية المتطورة هو التكلفة العالية، ليس فقط التكلفة العالية لأجزاء النظام، ولكن أيضا عدم وجود تأثير على نطاق واسع، ما جعل من الصعب تخفيف التكلفة على المدى القصير. واعتبر وانغ تشوان فو، رئيس مجلس إدارة شركة "بي واي دي" أنه خلال سنتين أو ثلاث سنوات، ستصبح القيادة الذكية المتطورة تكوينا لا غنى عنه مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية. وأشار تشانغ يونغ وي، نائب رئيس لجنة "تشاينا إي في 100" إلى أن ذكاء السيارات يدخل مرحلة التعميم المتسارع الشامل. وسواء كانت هناك تغييرات في الصناعة أو تغييرات في وضع التطوير التنافسي للشركات أو قرارات المستهلكين لشراء السيارات أو تغيرات في المواقف تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فقد أثبت الواقع تماما أن القدرة التنافسية في الذكاء، التي يقودها الذكاء الاصطناعي، أصبحت مرتفعات تطوير جديدة ونقطة ارتكاز استراتيجية لصناعة السيارات وشركاتها.■