طالب فلسطيني يخترع سيارة تعمل بالماء بدلاً من الوقود

  • 1/20/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

«سيارة تعمل بالماء بدلاً من الوقود»، هو الاختراع الذي حصل بموجبه الشاب الفلسطيني عاطف عبدالرحمن شكوكاني (20 عاماً)، وهو طالب في جامعة القدس، يدرس الاقتصاد وعلم الحاسوب، على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني في رام الله. وشكوكاني الذي كان يحلم بدراسة الهندسة، لم يحقق حلمه بسبب عدم حصوله على المعدل المطلوب في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) لقبوله في هذا التخصص، لكنه أصر على إنجاز «السيارة الحلم»، والتي تقوم على فكرة «استثمار الماء بشكل أساسي لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل السيارة، من دون الحاجة إلى مشتقات البترول للقيام بذلك، كما هي الحال الآن في غالبية المركبات التي تسير في شوارع العالم، والمركبات الفلسطينية، حيث لم تتعامل فلسطين بعد مع الشركات المزودة للسيارات العاملة بالطاقة الكهربائية». ويشرح شكوكاني آلية عمل السيارة المائية، بقوله: «الشرارة الأولى تطلقها بطارية السيارة كما في السيارات الأخرى، ثم يتم فصل النظام والانتـــقال الى نظــام تزويد الطاقة اللازمة لتشغيل السيارة باستخدام الماء بدلاً من الوقود». وبدأ شكوكاني، حين كان طالباً في المرحلة الثانوية، بالعمل على سلسلة اختراعات، إلى أن تمكن برفقة زملاء له من إنجاز سيارة صغيرة على الطاقة الشمسية، تلتها سيارة أكبر على الطاقة الشمسية أيضاً، وهذه استغرقت منه وقتاً طويلاً، لكنه استفاد منها كثيراً لإعداد «السيارة المائية». كانت تلك السيارة التي تتسع لشخص واحد وتعمل على الطاقة الشمسية حافزاً للشاب الفلسطيني نحو المزيد، ففكر بأخرى متكاملة تتسع لأربعة ركاب وتعمل على الطاقة الشمسية، لكن تكلفتها فاقت قدراته فعدل عن الفكرة. ونظراً إلى أن والده ميكانيكي سيارات، فقد كان «كراج» الوالد، أو محل تصليح السيارات، المساحة التي تعرف فيها الولد الى الكثير من التفاصيل والمعلومات والتقنيات. ويقول: «كنت أقضي ساعات طويلة أراقب والدي كيف يعمل، وكان هو معلمي، ومستشاري، وهو من يلبي نهمي لمعرفة الكثير من التفاصيل». ويضيف: «كل مشاريعي العلمية خرجت من هناك، وكان والدي يطلع على تفاصيل العمل أولاً بأول، وكان يستعين برفاقه في المنطقة الصناعية لمدينة البيرة، لإنجاز بعض الأمور التي أحتاجها. من كراج والدي تعرفت الى تركيبة السيارة، وكل القطع داخلها، وهو ليس بالأمر السهل». وحظي اختراع شكوكاني بالاهتمام على أعلى المستويات في فلسطين، حيث التقاه وشجعه واحتضن فكرته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمشاركة جمع من الوزراء والمسؤولين وذوي العلاقة، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله (المقاطعة)... ويضيف شكوكاني لـ «الحياة»: «كان لقاء حميماً، ولقيت كل الدعم من الرئيس الذي وجهني إلى المجـــلس الأعلى للتميز والإبداع، ليوفروا لي كل ما احتاجه من تكاليف مالية، وأمور لوجستية لإنجاز السيارة، ليخرج المشروع من كونه أفكاراً على الورق حازت براءة اختراع، وليتحول بالتدريج إلى واقع ملموس نحو إنتاج سيارة فلسطينية الصنع تسير بالماء بدلاً من الوقود». وكان أحد الخبراء في هندسة الميكانيك، ويدرسها في جامعة القدس، وبعد فحص كل جوانب المشروع، أشاد به وبالطريقة التي قدم بها، وأوصى بالعمل على مساعدة الطالب شكوكاني في إنجاز «السيارة المائية»، واعتبرها اختراعاً غاية في الأهمية، فتواصل مع مهندسين ألمان أصدقاء له، وهذا كان من بين الدراسات التي قدمها شكوكاني للرئيس الفلسطيني والمسؤولين في لقائهم بـ «المقاطعة». وما بعد إنجاز مشروع «السيارة المائية»، والذي قد يستغرقه سنوات، يطمح شكوكاني الى «تأسيس شركة تقوم بتصنيع السيارات العاملة بالطاقات البديلة»، مؤكداً أن المشروع ليس مستحيلاً، ويمكن تطبيقه على أرض الواقع، وإن كان يدرك دقته. ويقول: «طموحي ليس في إنتاج سيارة واحدة، بل خط إنتاج فلسطيني لهذا النوع من السيارات، بحيث تقوم فلسطين بتصديرها مع الوقت إلى العالم».

مشاركة :