بأحكام تصل إلى خمسة وعشرين عاما سجنا، الأرجنتين تدين خمسة عشر ضابطا عسكريا ساميا من دكتاتورييها الذين تورطوا في مجازر وتجاوزات لا إنسانية في حق شعبهم في إطار المخطط كوندور ضد المعارَضة ابتداء من سبعينيات القرن الماضي. الحُكم الذي أُقرَّ أمس الجمعة بحضور عائلات الضحايا يشمل رِيْنَالْدُو بِينْيُونِي البالغ من العُمر ثمانية وثمانين عاما الذي حُكم عليه بعشرين عاما سجنا. لاوْرا إلْغْوِيتَا دِياثْ تعد من بين الناجيات من مخطط الكوندور، وتقول عن هذه الإدانات والأحكام: يوجد اثنان وعشرون شيليًا، اثنتان وعشرون عائلة تعيش في مختلف بقاع العالم في الظرف الحالي، تترقب هذا الحُكم. والآن، لدينا أمل في أن تكون هذه الخطوة البداية نحو الحقيقة، ونحو إمكانية توحيد بلداننا حول قيم العدالة والحق الذي تم إحقاقه في نهاية المطاف هنا في الأرجنتين. خلال تلك الفترة العصيبة من سبعينيات القرن الماضي في العديد من دول أمريكا الجنوبية، وحَّد ديكتاتوريو كل من الأرجنتين والشيلي والأوروغواي والبرازيل وبوليفيا والباراغواي جهودهم لمطاردة المعارِضين اليساريين لأنظمتهم بمختلف أساليب القمع والاضطهاد، من بينها الاختطاف والتعذيب والقتل. ودفعت شعوب هذه البلدان ثمنا تراجيديا لهذا المخطط الرهيب الكوندور. واشنطن كانت على عِلم بمخطط حلفائها ولم تمانع بل أطبقت الصمت بشأنه في سياق تاريخي طغت عليه الحرب الباردة بين الكتلتيْن الشرقية اليسارية والغربية الرأسمالية.
مشاركة :