بدأ تطبيق "تيك توك" الشهير للمقاطع المصورة القصيرة بتنفيذ عمليات تسريح واسعة النطاق لموظفي فريق الثقة والأمان المسؤول عن إدارة المحتوى، وذلك ضمن إطار عملية إعادة هيكلة عالمية، وفقًا لما أفادت به ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز". وأكد مصدران، أن آدم بريسر، رئيس العمليات في "تيك توك" والمسؤول أيضًا عن الإشراف على وحدة الثقة والأمان، بعث بمذكرة رسمية إلى الموظفين يوم الخميس لإخطارهم بقرار التسريح. ووفقًا للمصدرين، فقد بدأت عمليات الاستغناء عن الموظفين في اليوم ذاته وشملت فرق العمل في مناطق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ولم يصدر عن "تيك توك" أي تعليق رسمي حتى الآن. يأتي هذا الإجراء في وقت يواجه فيه "تيك توك" مستقبلاً غير واضح، خاصة في الولايات المتحدة. وكان التطبيق الذي يستخدمه ما يقرب من نصف سكان الولايات المتحدة قد واجه حجبًا مؤقتًا في البلاد الشهر الماضي. وعلى الرغم من هذه الضغوط القانونية، عاد التطبيق للعمل مجددًا في الولايات المتحدة بعد صدور أمر تنفيذي من الرئيس السابق دونالد ترمب يقضي بالسماح باستمرار عملياته مؤقتًا لمدة ثلاثة أشهر. وتعد عمليات التسريح الأخيرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتقليص القوى العاملة في "تيك توك" والتركيز على التقنيات المتطورة، ففي أكتوبر من العام الماضي سرحت الشركة مئات الموظفين على مستوى العالم، بما في ذلك نسبة كبيرة من العاملين في ماليزيا، مع تحول استراتيجيتها نحو الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في إدارة وتعديل المحتوى. وأكدت "تيك توك" أن لديها 40 ألف متخصص في الثقة والأمان على مستوى العالم، ومع ذلك لم تتمكن "رويترز" حتى الآن من تحديد العدد الدقيق للموظفين الذين تم إنهاء خدماتهم ضمن عملية إعادة الهيكلة الحالية. وتواجه "تيك توك" تحديات متزايدة من جهات تنظيمية في العديد من الدول، في ظل تزايد المخاوف بشأن خصوصية البيانات وتأثير التطبيق على الأمن القومي، ما يضع الشركة تحت ضغوط متزايدة للتكيف مع المتغيرات القانونية والتكنولوجية العالمية.
مشاركة :