يوم التأسيس.. جذور ممتدة ومستقبل واعد

  • 2/20/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تاريخية تُروى، بل هو لحظة تستدعي التأمل العميق في مسيرة وطن شقّ طريقه وسط الرمال والشدائد، متسلحًا بالعزم والإيمان. ففي 22 فبراير من كل عام، يقف السعوديون أمام ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م، حين أطلق الإمام محمد بن سعود شرارة بناء كيان سياسي مستقر في قلب الجزيرة العربية، بعد قرونٍ من التفرق والصراعات. إن الاحتفاء بهذا اليوم هو استعادة للهوية واستحضار لمعاني الثبات والقيادة الحكيمة التي وضعت الأساس لوطنٍ قويٍ ومتجذر. فلم يكن التأسيس مجرد إعلان حكم، بل كان انطلاقة لمشروع حضاري مبني على الوحدة والعدل والازدهار، وهو ما استمر لاحقًا عبر الدولة السعودية الثانية ثم الثالثة، حتى أصبحت المملكة اليوم نموذجًا عالميًا في الاستقرار والتقدم. يوم التأسيس هو يومٌ للوعي، يربط الحاضر بالماضي، ويجعلنا ندرك أن ما ننعم به اليوم لم يكن وليد المصادفة، بل ثمرة تضحيات رجال واجهوا التحديات بسواعدهم وإيمانهم. واليوم، يحمل كل فرد مسؤولية حفظ هذه المكتسبات، ونقلها للأجيال القادمة لتظل المملكة شامخة في كل وقتٍ وزمان. وفي ظل رؤية المملكة 2030، يأخذ هذا اليوم بعدًا أعمق، إذ يُعيد رسم العلاقة بين التاريخ والمستقبل، ويؤكد أن جذور القوة لم تنقطع، بل نمت وتفرعت لتواكب العصر وتحمل الوطن إلى آفاق جديدة. إنه يومٌ يتجاوز الاحتفالات الرسمية إلى إحساسٍ متجدد بالمسؤولية، حيث يُلهم الأجيال الجديدة لتكون امتدادًا لمن سبقها، وتسير على خطى أولئك الذين بنوا هذه الأرض بعرقهم ودمائهم. واليوم، يقع على عاتق كل سعودي مسؤولية تعزيز هذه المسيرة، من خلال العمل الجاد والإبداع والابتكار، والسعي الدؤوب للمحافظة على مكتسبات الوطن وتنميتها. فكل إنجاز فردي هو لبنة جديدة في صرح هذا الوطن العظيم، وكل جهد يُبذل بإخلاص هو امتداد لمسيرة بدأت قبل ثلاثة قرون ولا تزال تُكتب فصولها بأيدي السعوديين. يوم التأسيس ليس مجرد ماضٍ يُستذكر، بل هو قصة مجدٍ تُكتب في كل عصرٍ وزمان، ومسؤولية وطنية تتجدد مع كل جيل.

مشاركة :