مشاري الذايدي: عام السياسة.. ربما

  • 1/1/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مرحبا بكم في اليوم الأول من العام الجديد 2015. مع أطيب المنى لكم بعام سعيد، تقول دراسة جديدة لمختصين في علم السكان وللأمم المتحدة، نشرت نتائجها مجلة «ساينس» الأميركية، إن عدد سكان الأرض سيبلغ على الأرجح 11 مليار نسمة في نهاية القرن الحالي، أي أكثر بملياري نسمة من التوقعات السابقة. أحد كتبة هذا التقرير، وهو أدريان رافتيري الأستاذ في جامعة واشنطن، أكد أن هذا الانفجار السكاني العالمي «يفاقم مشاكل عالمية أخرى مثل التغير المناخي وتفشي الأمراض المعدية والفقر». إذا كثر الناس كثرت المشكلات.. تزامن رعب الأمراض الفتاكة، مثل إيبولا وسارس وأنواع الحمى من الدجاج للخنازير للبقر للإبل، مع عربدة «داعش» وأخواته في سوريا والعراق، وخروج المستذئبين على الناس في المقاهي والمدارس على حين غرة. بيد أن هناك منجزات سياسية واستراتيجية تمت في العام الفائت تخص منطقتنا. مهندس هذه التحولات هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فهو من قاد واحتضن المصالحة الخليجية، وهو من أطلق مشروع المصالحة بين قطر ومصر، وهو من ساند مصر في تحولاتها نحو حماية الدولة، وحمى الشرعية المصرية في المحافل الدولية، وقدم كل ما يقدر عليه لضمان إبحار السفينة المصرية، وقد كان ذلك.. برغبة المصريين وقيادة الربان الماهر الرئيس السيسي. السعودية كانت المحرك الأول لقيام تحالف دولي لمحاربة «داعش»، حماية لصورة الإسلام نفسه قبل أي شيء آخر. ستستمر الحرب على «داعش» في سوريا والعراق، وفي النهاية سيُهزم «داعش» إذا ما توافر المناخ السياسي الصحي في سوريا والعراق. في البلد الأخير هناك بوادر أمل برحيل الطائفي الدعوي نوري المالكي، وحلول دعوي آخر، أكثر انفتاحا، هو حيدر العبادي، أما في سوريا فما زال العالم يجرب مع قصف الطائرات لـ«داعش»، قصف المبادرات السياسية. ورغم عدم ثقة الدول الحليفة للمعارضة السورية، بروسيا، فإن الباب ما زال مواربا. وقد وجهت مصادر فرنسية رسمية انتقادات للمبادرة الروسية حول سوريا، لكن هذه المصادر قالت لصحيفة «الشرق الأوسط» إن هناك حالة «إرهاق دولي عام» تجاه سوريا قد تدفع لحل سياسي «حقيقي». وهناك الآن حديث يجري في القاهرة، بين المعارضة القريبة للأسد، والمعارضة المعادية له، لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة سوريا وبقاء الدولة، ورحيل «نظام» الأسد، وليس شخص بشار فقط. لنراقب هل ستنجح مصر في ما أخفق فيه غيرها! يبدو أن المنطقة، كما قال قيادي «حزب الله» محمود قماطي قبل أيام: «ذاهبة لحل سياسي». «حزب الله» يعرف كيف أن تدخله السوري جلب دب الإرهاب للكرم اللبناني. أواخر يونيو (حزيران) الماضي كانت لحظة «داعش» الكبرى باحتلال الموصل وإعلان الخلافة منها. لكن انتهاء خلافة «داعش» عملية وقت، شرط قيام عملية سياسية صحية في العراق وسوريا. المهم هو إنهاء «داعش» الثقافة لا التنظيم. العام الجديد سيكون عام الحلول السياسية ربما، فالكل تعب.

مشاركة :