بيروت: نذير رضا اتسعت دائرة الاشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة في جنوب دمشق، أمس، إلى مدينة بيت سحم المتاخمة لمخيم اليرموك المحاصر الذي تمكن العشرات ممن يمثلون «حالات إنسانية حرجة» فيه، من الخروج. جاء ذلك في وقت تواصل فيه قصف القوات النظامية أحياء في مدينة حلب، حيث عثر في ريفها على مقبرة جماعية تضم 15 جثة، حمل ناشطون مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» مسؤوليتها. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله ومقاتلي «لواء أبو الفضل العباس» من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، على أطراف بلدة بيت سحم المتاخمة لمخيم اليرموك والمحاذية لطريق المطار الدولي. وتعد هذه المنطقة استراتيجية لأنها ممر من العاصمة السورية التي تشدد فيها القوات النظامية تدابيرها الأمنية، إلى مطار دمشق الدولي، ويتقاسم السيطرة عليها الجيشان النظامي والحر، كما في بلدتي عقربا وببيلا المتاخمتين لها. فيما تكثف القوات النظامية من حملاتها على أطراف بيت سحم بهدف تأمين خط المطار الذي بات السلوك إليه خطرا. وقال ناشطون إن الاشتباكات اندلعت ليل السبت/ الأحد، فيما يبدو أنها محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على البلدة واقتحامها. وأوضح ناشطون أن الهجوم بدأته القوات النظامية على الجانب الشمالي من الأوتوستراد، وترافق مع قصف عنيف على مواقع المعارضة. وترافق ذلك مع استمرار الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على مخيم اليرموك منذ عام، وأدى إلى مقتل 48 شخصا جوعا. وإثر تحركات كثيرة نفذتها المعارضة ووساطات السلطة الفلسطينية، تمكنت المنظمات الدولية من إدخال مساعدات بسيطة إلى العائلات، كما توصلت إلى اتفاق لإجلاء المحاصرين الذين يعانون من مضاعفات صحية. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «بدأ إخراج عدد من الحالات الإنسانية الحرجة من مخيم اليرموك»، مشيرا إلى أن «العدد وصل إلى قرابة 50 حالة حتى الآن، ومن المنتظر إخراج نحو 100 حالة بنهاية هذا اليوم (أمس)». وأضاف: «سنعمل على إخراج أعداد إضافية يوميا حتى يصار إلى إخراج نحو 600 حالة» يعاني أصحابها من أوضاع صحية حرجة وأمراض مزمنة بالإضافة إلى حوامل وأطفال. وقال عبد الهادي إن قافلة جديدة من المساعدات تنتظر عند مدخل المخيم الشمالي «مكونة من 400 طرد ستدخل اليوم (أمس) عند استكمال عملية إخراج هذه الحالات». وتواصلت الاشتباكات في مدن وبلدات ريف دمشق أمس، حيث تعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قبل القوات النظامية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جانب، ومقاتلي عدة كتائب إسلامية مقاتلة من جانب آخر على أطراف بلدة صيدنايا. كما دارت اشتباكات في بلدة المرج التي قال ناشطون إن القوات النظامية تحاول التقدم فيها. وقال المرصد السوري إن أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما، تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية. وفي حلب، أفاد ناشطون سوريون بأن طيران القوات النظامية واصل استهدافه عدة مناطق في المدينة وريفها بالبراميل المتفجرة مما أوقع قتلى وجرحى. وجاء ذلك غداة سقوط أكثر من 60 قتيلا جراء إلقاء البراميل المتفجرة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة حي الميسر بحلب، إضافة إلى بلدات الحاضر وتل الضمان والشيخ نجار والمدينة الصناعية. كما قصف الطيران منطقة شارع التل بحلب القديمة، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار النيرب العسكري. في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين قوات المعارضة ومقاتلي «داعش» في ريف حلب، في حين أظهر تسجيل فيديو على الإنترنت العثور على مقبرة جماعية في قرية قبتان الجبل في ريف حلب، وأظهر جثث نحو 15 شخصا يزعم أن عناصر تنظيم «داعش» نفذوا قتلهم. وفي تطور لاحق أمس، دعا زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال «النصيرية والروافض»، في إشارة إلى النظام السوري، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية. وقال البغدادي «ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية». وأضاف «هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، أذكره أن المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدو». وأوصى زعيم «داعش» مقاتليه بالقول «تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه، وعظم ذنبه وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لأهل السنة جميعا». لكنه هدد قائلا إن «عجزتم وأعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فأنتم لها، وكونوا على يقين لا محالة».
مشاركة :