اشتباكات عنيفة بين الفصــــائل المقاتلة و«داعش» شمال حلب

  • 5/29/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة وتنظيم «داعش» في مدينة مارع، شمال حلب، بعد تمكن التنظيم من قطع آخر طريق إمداد إلى المدينة التي تعد ثاني أبرز معاقل الفصائل في محافظة حلب، في حين أعلنت رئاسة الأركان التركية مقتل 104 إرهابيين من التنظيم في سورية، بقصف مدفعي تركي، وغارات جوية لطائرات التحالف الدولي، أول من أمس. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن معارك عنيفة اندلعت في أطراف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بين الفصائل المقاتلة المتحصنة داخل المدينة، وتنظيم «داعش» الذي شنّ هجوماً عنيفاً الليلة قبل الماضية، في محاولة للسيطرة على مارع. وأفاد بمقتل 16 من عناصر التنظيم، و10 من مقاتلي الفصائل المعارضة خلال الهجوم. رجب طيب أردوغان: «يجب على أصدقائنا في حلف شمال الأطلسي، ألا يرسلوا جنودهم إلى سورية، وهم يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية». وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات العنيفة التي تمكن التنظيم فيها من اختراق أسوار المدينة، ترافقت مع تفجير عربات مفخّخة من قبل التنظيم، بالإضافة إلى عمليات قصف واستهداف متبادلة بين الجانبين. وشنّ التنظيم فجر أول من أمس، هجوماً مفاجئاً في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ما أتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة إعزاز، أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب. من جهته، قال الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء مأمون الخطيب، المتحدر من مارع والموجود في إعزاز، لـ«فرانس برس»، إن التنظيم هاجم أمس، مارع من محاور عدة وتحديداً من الشرق والشمال، مستخدماً الدبابات ومفخختين. وتوجد في مارع، وفق الخطيب، فصائل مقاتلة تضم أغلبيتها الساحقة مقاتلين من أبناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 50 ألفاً قبل نزوحهم تدريجياً. وأكد الخطيب أنه لايزال نحو 15 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال محاصرين داخل المدينة. في السياق، أبدت منظمات حقوقية وإنسانية مخاوفها إزاء مصير عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في منطقة إعزاز قرب الحدود التركية المقفلة. وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، أمس، عن «قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة إعزاز». وقالت إنهم «يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة». وأشارت في بيان إلى أنها «نبهت السلطات التركية على الفور حول التطورات في شمال سورية»، داعية إلى «حماية الحقوق الأساسية والسلامة الجسدية» لهؤلاء النازحين. وتقفل تركيا حدودها أمام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ اشهر عدة، على الرغم من مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية أنقرة فتح حدودها، ما أدى إلى تجمع عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية في منطقة إعزاز، وسط ظروف معيشية صعبة. وفي حلب، قال المرصد إن مروحيات القوات السورية، ألقت، أمس، ما لا يقل عن 22 برميلاً متفجراً، استهدفت مناطق في أحياء بستان الباشا وبعيدين والحيدرية والجندول بمدينة حلب، كما قصفت القوات السورية مناطق في حي الهلك بمدينة حلب، بقذائف مدفعية وصاروخية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وفي محافظة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سورية، واصلت طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعماً لهجوم بدأته «قوات سوري الديمقراطية»، الثلاثاء الماضي، وفق المرصد. كما تواصلت الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي، بين «قوات سورية الديمقراطية» المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، مع التنظيم، بريف تل أبيض الجنوبي وريف عين عيسى بمحافظة الرقة. إلى ذلك، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس، مقتل 104 إرهابيين من «داعش»، باستهداف مواقع التنظيم في سورية بقصف مدفعي تركي، وغارات للتحالف الدولي، أول من أمس. وقالت في بيان، إن القوات التركية استهدفت مواقع لـ«داعش» في سورية، بـ233 قذيفة مدفعية ثقيلة، و40 قذيفة صاروخية أطلقت من راجمات الصواريخ، بمشاركة أربع دبابات في عملية القصف، إلى جانب تنفيذ طائرات التحالف الدولي 11 طلعة جوية ضد مواقع التنظيم. بدوره، دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، الولايات المتحدة، بسبب دعمها المقاتلين الأكراد في سورية، بعد أن أظهرت صور لـ«فرانس برس» كوماندوز أميركيين يرتدون شارات «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة مجموعة «إرهابية». وقال أردوغان في خطاب ألقاه في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا، حيث غالبية السكان من الأكراد «أدين الدعم الذي يقدمونه لوحدات حماية الشعب الكردية»، مضيفاً «يجب على هؤلاء الذين هم أصدقاؤنا ومعنا في حلف شمال الأطلسي، ألا يرسلوا جنودهم إلى سورية وهم يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية». واتهم أردوغان الولايات المتحدة بـ«عدم الصدق»، بسبب دعمها تلك الميليشيا الكردية.

مشاركة :