التقى البابا فرنسيس، أمس، مئات الأطفال، وبينهم صبي نيجيري غرق أبواه في تحطم قارب، وأبلغهم بأن المهاجرين لا يشكّلون خطراً، لكنهم في خطر. يأتي اللقاء في وقت استقبلت خدمات الطوارئ الإيطالية نحو 800 مهاجر انتشلوا من قوارب متهالكة في البحر المتوسط عند وصولهم إلى ميناء كاتانيا في صقلية أمس. واستقل الأطفال، ومعظمهم إيطاليون، قطاراً خاصاً من جنوبي إيطاليا إلى محطة القطارات الخاصة بالفاتيكان، وخلال اللقاء احتضن البابا الطفل النيجيري أوساياندي الذي كفلته أسرة إيطالية. وعرض البابا على الأطفال سترة نجاة برتقالية اللون أعطاها له عامل إنقاذ إسباني يعمل في البحر المتوسط. وقال البابا: أعطاني سترة النجاة، وقال وهو يبكي: يا أبانا لقد فشلت. كانت فتاة صغيرة تغرق في البحر ولم أستطع إنقاذها. كل ما تمكنت من الوصول إليه هو سترة النجاة. بدورها، قالت الناطقة باسم هيئة إنقاذ الطفولة جيوفانا دي بينيديتو: عدد القصّر الذين يقومون بالرحلة بمفردهم ويصلون إلى أوروبا أعلى بكثير مما شاهدناه في العام الماضي. يأتي ذلك في وقت أكد خفر السواحل الإيطالي أن ما لا يقل عن 45 مهاجراً لاقوا حتفهم، بينما تم إنقاذ أكثر من ألفي قارب مع ارتفاع عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر إيطاليا. وذكر خفر السواحل والأمم المتحدة أنه جرى إنقاذ نحو 14 ألف شخص من قوارب متهالكة، وأنه يعتقد أن ثلاث سفن على الأقل غرقت في مياه البحر المتوسط. وقدّر ناجون وطواقم السفن أن عدد الغرقى يصل إلى المئات، ولكن لا توجد تقديرات رسمية لإجمالي عدد الضحايا. وقال خفر السواحل إن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى زيادة أعداد المهاجرين الذين يحاولون العبور من ليبيا. ويدفع المهاجرون -ولا يجيد أغلبهم السباحة أو لا يرتدون سترات نجاة- مئات وربما آلاف الدولارات للسفر إلى أوروبا. وقدرت منظمة الهجرة الدولية عدد من لقوا حتفهم في البحر منذ بداية العام بـ1485 شخصاً.
مشاركة :