أطلق الرئيسان السابقان الفنزويلي هوغو شافيز والكوبي فيديل كاسترو عام 2004 مبادرة البديل البوليفاري للقارة الأميركية، في تحالف إقليمي للقادة اليساريين يهدف لإسقاط اتفاقية التبادل التجاري الحر التي دفعت أميركا باتجاهها لعقد من الزمن. وتراجعت آمال واشنطن في السنوات اللاحقة حيال ضم 34 بلداً تحت لواء اتفاق تجارة موحد، كما بدأ نفوذها في المنطقة يتقلص بفعل إيمان ناخبي أميركا اللاتينية بقادتهم السياسيين ناريي الخطب، المتعهدين بتوزيع ثروات فورة السلع والإطاحة بالنخب البالية في الحكم. إلا أن المتاريس اليسارية لأميركا اللاتينية تميل إلى الانهيار اليوم، إزاء مدّ الفساد وتراجع الاقتصاد الصيني وضعف الخيارات الاقتصادية، وبعد فشل القادة بتكريس اقتصادات متنوعة. ويمكن لأميركا أن تساعد جيرانها بأن تصبح أكثر تنافسيةً واستقراراً عبر تعزيز الاستثمار التكنولوجي، والابتكار والتعليم الجيد. كما يسعها أن تدعم مبادرات مكافحة الفساد التي يشكو منها المواطنون على امتداد نصف الكرة. ولا يمكن لمستقبل أكثر إشراقاً في أميركا اللاتينية أن يعتمد على أميركا. ويتطلب حتماً وجود قادة يخضعون لمحاسبة مواطنيهم، ويبدون استعداداً للاستثمار في الازدهار على المدى الطويل وليس في طواقمهم السياسية، وممن يقرون بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبها أسلافهم.
مشاركة :