يستوحي الموسيقى الفلسطيني نزار روحانا بعضاً من مؤلفاته الموسيقية من ضفاف نهر الفرات، ومن الثقافة العربية عموماً، وبدا ذلك واضحاً في الأمسية الفنية التي قدّمها في عمّان، مطلقاً خلالها ألبومه الثاني «فرات». وأتى روحانا عازف العود من هولندا ليقدم لأبناء جلدته في فلسطين والأردن ألبومه الجديد الذي اعتمد فيه على منح آلة العود مساحات موسيقية أكبر، مع إضفاء روح المعاصرة من خدش قواعد آلة العود. وبإيقاع هادئ وسريع افتتحت الأمسية بمقطوعة «مدار حجاز» التي بدأت من خلالها أيضاً حكاية روحانا مع نهر الفرات وارتباطه بكل ما يتعلق بالحضارة العربية خصوصاً تلك المدن والقرى المطلة على النهر. وترجم روحانا عشقه لهذا النهر عبر مقطوعة تحمل عنوان «فرات» استهلها بآلة العود وإيقاعات عربية. وتعبر هذه المقطوعة وفق روحانا عن الأجواء المميزة على ضفاف نهر الفرات والحضارات الممتدة منها. اختار روحانا مدينة الميادين السورية المطلة على نهر الفرات، تلك المدينة الأثرية عنواناً لمقطوعة تحكي عن تاريخ الحضارة عبر انجسام تام بين العود والباص غيتار. واختتمت الأمسية بمعزوفتي «صفصاف أبيض» و«جورجينا بياتي». وقال الموسيقي الفلسطيني نزار روحانا في حديث إلى «الحياة» إن ألبوم «فرات» يهدف إلى فتح مساحة أوسع بأسلوب معاصر غير معتاد لآلة العود، موضحاً أنه سخر عشقة لنهر الفرات والمدن المجاورة له لتوصيل فكرته الموسيقية الجديدة. وأكد روحانا أن ألبوم «فرات» كان نتاج سنتين من العمل المتواصل، وأن أول عرض له كان في فلسطين قبل شهرين، وينوي عرضه بعد ذلك في مدن أوروبية عدّة. وكان روحانا أصدر ألبومه الأول «سرد» عام 2008، ويضم خمسة ألحان، إضافة إلى توزيعات لبعض الألحان القديمة باستخدام آلات موسيقية عدة لا سيما العود والكونترباص والقانون والإيقاع. وتأثر روحانا البالغ من العمر 41 سنة بوالديه الموسيقيين اللذين اكتشفا اهتمامه بآلة العود منذ سن الثالثة عشرة، الأمر الذي كبر معه يوماً بعد آخر فتخصّص في علم العود وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من الجامعة العبرية. وعمل روحانا كمدرّس لآلة العود في فلسطين لسبع سنوات قبل أن يستقر في هولندا عام 2013، لمتابعة دراسته لشهادة الدكتوراه تزامناً مع حرصه على حياته العملية والتفكير دوماً في تأليف وتلحين مقطوعات موسيقية جديدة.
مشاركة :