مكتبة الطالبات في جامعة الشارقة واحدة من إحدى عشرة مكتبة موزعة داخل وخارج الحرم الجامعي في أفرع الجامعة في مدينة خورفكان وكلباء والذيد وكليات المجتمع في الشارقة ودبا الحصن ومليحة، ومن خلال صفحة المكتبة على الإنترنت، يمكن للراغبين الاستفادة من خدمات الفهرسة الإلكترونية في البحث عن العناوين المرغوبة، كما تضم صفحة المكتبة على الإنترنت، الروابط التي تتيح للمستفيدين دخول قواعد البيانات، وبرامج الاستشهاد المرجعي، ونماذج الطلب الإلكترونية، كما تضم صفحة المكتبة معلومات عن خدمات المكتبة المتنوعة وأدلة الاستخدام والسياسات والتعليمات والإجراءات المتبعة والخدمات الأخرى المقدمة. زائرات المكتبة هن كل الطالبات والإداريات والتدريسيات، بالإضافة إلى الزائرات من خارج الحرم الجامعي، اللاتي يتمكنّ من الاستفادة من المعارف كافة، التي تقدمها، بل واللقاء والتعاون من أجل الإنجاز العلمي، حيث تتوفر في المكتبة الغرف الدراسية مختلفة المساحات، وتسمح باجتماع المجموعات الدراسية على اختلاف أعدادها. تقول طالبة هندسة الطاقة المتجددة حنين آيار العرفج، إن زيارتها لمكتبة الطالبات لا تقتصر على الاطلاع على الكتب التي تحتاجها في دراستها فحسب، بل كل الكتب التي تنمي وتعزز المعلومات الشخصية والمعرفية لديها، فمكتبة الطالبات، كما تشير العرفج تضمّ مختلف المصادر والمراجع المتخصصة بالعلوم الإنسانية والتطبيقية، ولأن تخصصها علمي بحت، تحتاج من المكتبة للكتب وأمهات الكتب في المجال العلمي كالفيزياء والرياضيات وغيرها، والأهم هو أنها تجد كل ما تحتاجه بدون أن تضطر للاستعانة بمكتبة خارجية. وقد يعتبر البعض أن شروط المطالعة والاستعارة في المكتبة صعبة، لكن الحقيقة نجدها على لسان مرتاداتها، اللاتي يرين في شروطها مصلحة للجميع، وهذا ما تؤكده العرفج قائلة: حظر المأكولات والمشروبات والتحدث عبر الهاتف المحمول، والالتزام بالهدوء من الأمور التي تعود على الجميع بالنفع، كما أن وجود غرف خاصة لمجموعات الطالبات صاحبات المشاريع يتيح لهن الفرصة للنقاش حول متطلباتهن بدون إزعاج الأخريات. وتزور إسراء حازم القيسي طالبة الترجمة واللغويات، المكتبة 3 مرات أسبوعياً، ولا تقتصر زياراتها على حاجتها الدراسية منها، بل لمعارفها العامة، وحول أجواء المكتبة تقول: تتمتع المكتبة بأجواء معرفية هادئة تشجع الطالبات وكل الزائرات عموماً على ارتيادها؛ لما لها من خصوصية في استقبال الفتيات والنساء فقط، حيث تشكّل ميزة اجتماعية مضافة لمزاياها المعرفية، ولذلك عملت على تشجيع أسرتي وجيراني لارتيادها، وفعلاً تمّت زيارتها من قبل العديد من معارفي، فلا بد من حث الأخريات على استثمار عام القراءة في استغلال أوقات فراغهن في القراءة؛ لما لها من فوائد جمة على المستويين الشخصي والمهني أو الدراسي. وتشير ندى الشاعر طالبة الثانوية في مدرسة العلا الخاصة، إلى أنها علمت بشأن مكتبة الطالبات في جامعة الشارقة من إحدى معارفها، حيث لم تكن تعلم أنها بإمكانها زيارتها، رغم أنها ليست من طالبات الجامعة، وقد استفادت من زيارتها لها، لما تتمتع به من أجواء معرفية تحث على نهل المعارف. علوية أمين آل طويلب، طالبة محاسبة في الجامعة، ترى أن البيئة العامة في إمارة الشارقة كلها مشجعة على القراءة في كل الأعوام وليس فقط عام القراءة، إلا أن لعام القراءة ميزة مختلفة، ألا وهي تنبيه الجميع إلى أن القراءة أمر يسير وفي متناولهم في خضم عدد المكتبات الزاخرة بالكتب في الشارقة، ومنها مكتبة الطالبات التي تتيح لكل فتاة وطالبة وأم أن تزود نفسها بالمعرفة، وتضيف آل طويلب حول أهمية استخدام الكتب الورقية: لم يغنني يوماً الكتاب الإلكتروني عن الورقي، فرغم توفر الكتب الإلكترونية في مكتبتنا هنا، فإن الكتاب الورقي هو الأكثر إقبالاً من قبل طالبات وزوار المكتبة، فتتيح لي المكتبة استعارة الروايات والقصص وكتب التنمية البشرية، وأستمتع بقراءتها بدون أن أجد ما يرهق نظري، فيما لو قرأتها إلكترونياً، فنصف متعة القراءة بالنسبة لي ملمس الكتاب. وتزور مريم سالم باحثة المكتبة بين الحين والآخر، وما يشجعها على ذلك هو ليس فقط توفر كل المراجع والمصادر التي تحتاجها لبحوثها العلمية، بل خصوصية المكتبة التي تعدّ زائراتها فقط من النساء، وهذا الأمر بالنسبة لها يجعلها أكثر راحة من أي مكان آخر، وحول ذلك تقول: قد تعتقد الكثيرات أن عدم السماح بالاستعارة من مكتبة الطالبات أمر سلبي، لكن الحقيقة غير ذلك، فالمكتبة توفر للزائرات من خارج الجامعة إمكانية التصوير الورقي لهن بأسعار رمزية جداً، وتوفر المكتبة إمكانية الاستفادة من جميع مرافق المكتبة بدون تمييز، وتتوفر فيها كل ما تحتاجه الزائرة مع التعامل اللطيف، الذي يعدّ ميزة مضافة للخصوصية، التي تتمتع بها الزائرة، وخلال تجربتي زرت عدة مكتبات، ووجدت راحتي في مكتبة الطالبات. ورغم دراستها تخصص علوم الكيمياء، فإن آلاء أحمد الجاسم، تعتبر الاستفادة من خدمات المكتبة يجب ألّا تقتصر على إنجاز البحوث والتقارير الدراسية، فمنذ بدء هذا العام الدراسي اكتشفت الجاسم أن الاستفادة من خدمات المكتبة، مهم وذو مردود معرفي، وممتع، على حد سواء، وتشير: أصبحت أتردد على المكتبة؛ لإنجاز التقارير الدراسية حيث يطلب منا 3 أسبوعياً، ولأننا نحظى بفترة استراحة مدتها تقريباً 2-3 ساعات، صرت أقضي جلّ هذا الوقت في المكتبة، أنجز تقاريري وأذاكر دروسي والامتحانات، وأستعير الروايات والقصص لقراءتها في المنزل، ولم أعد أعتقد بالقول السائد: لا يوجد وقت للقراءة، فالقراءة بحاجة فقط للإرادة، ويمكن دائماً خلق الوقت لها. وتقول زميلتها أميرة عبدالله السعدي، متزوجة وأم لولد، إن المكان الأمثل لها لمذاكرة دروسها وإجراء المشاريع والتقارير هو المكتبة، التي تتمتع فيها بهدوء تام وخصوصية تمكّنها من إنجاز كل متطلباتها الدراسية قبل ذهابها للمنزل، حيث لديها من المسؤوليات الكثير. وتضيف : أعتقد أن اتساع مساحة المكتبة ووفرة الكتب وتوفر كل المتطلبات من مقهى وغرف دراسية ومتطلبات أخرى كتصوير المستندات ورقياً وضوئياً، يجعل الساعات الطويلة في المكتبة أمراً غاية في الأهمية والراحة، وتزامناً مع عام القراءة دفعت لتشجيع الصديقات والقريبات على زيارة المكتبة؛ للاستفادة من خدماتها. وتنوه السعدي بأن المكتبة تضمّ الكثير من الكتب التي نفعتها شخصياً خلال زواجها، وبعد إنجابها، منها كتب التربية والأمومة والطفولة، ممّا أعانها على تربية ولدها. متعة اللقاء والمعرفة والإنجاز تجمع الطالبات الصديقات: نور النعيمي وفاطمة الزهراء حسني وريم بن رشيد، في مكتبة الطالبات بشكل دائم، حيث يقضين ساعات طوالاً بين أروقتها ما بين القراءة وتنفيذ المشاريع، ضمن اختصاصهن في الهندسة المعمارية. تقول النعيمي: تتوفر في المكتبة المستلزمات والمناضد الكبيرة، التي تساعدنا على إنجاز الرسومات الهندسية بشكل كبير، خاصة أننا نشترك في المشاريع الهندسية، ونجد غرف المجموعات اللازمة لإنجاز مشاريعنا، ولدينا في المكتبة قسم خاص للهندسة المعمارية، سواء كانت كتباً أم مراجع، وما إلى ذلك. وتقول زميلتها حسني، إن هناك عدداً من المواد الاختيارية، التي يتم دراستها مع التخصص، مثل فقه السيرة، والثقافة الإسلامية، وأصول التربية الإسلامية، وهي مواد يتمّ القراءة عنها في المكتبة لملاءمة الأجواء، مما يتيح الخروج قليلاً عن المخططات الهندسية، فهي بمثابة الراحة لهن في أجواء مفعمة بالهدوء والمعرفة. القراءة للجميع تتضمن مكتبات جامعة الشارقة، بحسب نادية مسعود، القائمة بأعمال مدير المكتبات، المصادر المطبوعة والإلكترونية، ويمكن لكل زائر أن يستفيد منها أينما كان، وفي أي مكتبة منها، حيث توفر المكتبة له ذلك، ويبلغ عدد الدوريات الإلكترونية ذات النص الكامل أكثر من 62 ألف دورية، فيما يبلغ عدد الرسائل الجامعية المتاحة بالنص الكامل، أكثر من مليون وثمانمئة ألف رسالة، ويزيد عدد الكتب المطبوعة في مقتنيات المكتبات على 280 ألف كتاب مطبوع، و160 ألف كتاب إلكتروني. ويبلغ عدد مقالات الدوريات المحكمة المتوفرة بالنص الكامل أكثر من 32 مليون مقالة، تخدم برامج الجامعة المتنوعة. وحول مكونات المكتبة تقول مسعود: تتكون المكتبة من 3 طوابق، طابق أرضي واثنين علويين، يتضمن الطابق الأرضي إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والكتب الحديثة التي تردنا أولاً بأول، لتتمكن الزائرات من البقاء على اطلاع على كل ما هو حديث، ومنطقة للاستقبال والإعارة الذاتية عبر نظام إلكتروني، ومقهى للاستراحة والمطالعة، وقاعات للمحاضرات، أما الطابق الأول، فهو مخصص للمجموعات المرجعية، التي لا يمكن استعارتها وأجهزة الحواسيب وأماكن المطالعة، بينما يمكن للزائرات استخدام الطابق الثاني لأجل الحصول على الكتب التي يمكن مطالعتها واستعارتها والاستفادة من خدمات التصوير الورقي والضوئي والطباعة، وتشير مسعود إلى أن خدمة الإنترنت متوفرة في أرجاء المكتبة.
مشاركة :