جدة 22 شعبان 1437 هـ الموافق 29 مايو 2016 م واس أكد الأستاذ بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مسعود بن محمد القحطاني أن المملكة العربية السعودية التي من الله عليها بأن جعلها مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين ، فأشرقت منها أنوار التوحيد وعمت الأرجاء بذلت جهوداً جبارة في خدمة حجاج بيت الله الحرام لا تنتظر جزاءً ولا شكوراً من أحد فهي مؤمنة بواجبها وتقوم به مرضاة لله سبحانه وتعالى واستجابة لندائه : "وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود" ، ولن يقبل أي مسلم أن يتم التشكيك في جهودها العظيمة أو في استعدادها الدائم لاستقبال ضيوف الرحمن وتوفير كل سبل الراحة والأمن والأمان لهم . وأبرز الاهتمام الذي توليه الدولة بالمشاعر المقدسة والذي لم يكن وليد اليوم بل كان أساساً من أساسات البناء التي وضعها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- ومن ثم سار عليها أبناؤه البررة الكرام ، ومنذ أن وحدت المملكة، وهي تقدم جهوداً كبيرة وخدمات وفرتها لضيوف الرحمن بشكل يفوق كل التوقعات ، ومن يقف اليوم في المشاعر المقدسة يلمس التطور الواضح والملحوظ في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام . وقال : إن هذه الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في هذا المضمار لا تقتصر على رعاية الحجاج داخل الحرمين الشريفين أو حتى داخل المملكة فقط ، بل تبدأ هذه الجهود الجبارة بداية من سفارات وقنصليات المملكة في الخارج التي تستقبل طلبات الحج الضخمة كل عام، وتوفر لمقدمي الطلبات كل السبل لكي يقوموا بجميع الإجراءات بيسر وسهولة، ثم يكون دور رجال وزارة الداخلية في تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة وتوفير جميع الإمكانات التي تجعلهم لا يعانون أي مشاق أو متاعب كما توفر المملكة الإمكانات لسكن وتنقل الحجاج ومراعاة الحالات الخاصة وكبار السن وتوعية الحجاج أنفسهم. وأضاف : تقوم المملكة بتوعية مواطنيها فيما يجب عليهم تجاه إخوانهم المسلمين الذين يفدون للأراضي المقدسة في كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة، وكل تلك الجهود الجبارة تؤديها المملكة العربية السعودية في صمت وبدون هالة إعلامية إيمانًا بواجبها تجاه ربها سبحانه وتعالى وتجاه أمتها الإسلامية ، وبعد كل هذه المجهودات الجبارة المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية يأتي دور الحاج في الاستفادة منها وأداء هذا النسك العظيم وتطبيق أنظمة الدولة في إخراج هذا الحج العظيم بأنقى نسك والحصول على الثواب والأجر من الله. وأكد أن كل هذه الجهود من المملكة قد لاقت استحسان جميع وفود الحجاج من المسلمين من شتى أصقاع الدنيا نطقت بها ألسنتهم ودونتها أقلامهم ونشرها إعلامهم وفاء منهم لهذه الجهود العظيمة ، إلا وأنه مع كل ذلك وللأسف لا تزال هناك جهات مغرضة تحاول أن تشكك في هذه الجهود وتسئ إلى المملكة العربية السعودية والى القائمين على أمر الحجاج لأهداف سياسية وضيعة أو طائفية مقيتة ولكن هيهات فانه لا يخفى على ذي عينين وضوح نور النهار ، ومن يحاول تجاهل هذا النور فانه يطعن في سلامة بصره وليست غريبة على إيران محاولة التشغيب أو الإثارة على مواسم الحج فإنها تستقي ذلك من إرث تاريخي مشؤوم سطره التاريخ وتحاول أن توظف كل ذلك في سبيل مصالح سياسية مقيتة لا تمت إلى الإسلام بصلة. واستطرد يقول : إن القائمين على هذه الاستفزازات .. نقول لهم ، دونكم هذه المحاولات فإنه سيقف لها بحزم ولاة الأمر في هذا البلد المبارك ومن ورائهم علماء المسلمين وعامة الشعوب المسلمة التي تريد للحج ان يبقى في الأيدي الأمينة التي تدافع عن الإسلام الصحيح والسنة الغراء ويبقى للحج أمنه وأمانه ليكون أنموذجا إسلاميا واضحا للسلم والسلام والعبادة الحقة بالاستسلام لله وحده، ومظهراً من مظاهر وحدة الصف والإخوة والمساواة في الحج ومناسكه العظيمة . وسأل الله تعالى أن يديم الأمن والأمان على الحرمين الشريفين وأن يعين ولاة أمر هذه البلاد على المهمة العظيمة وأن يرد كيد الحاسدين وكيد الكائدين في نحورهم وأن يفضحهم ويكشف سترهم ويكفي الأمة جمعاء كيدهم ومكرهم ، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير . // انتهى // 18:10ت م spa.gov.sa/1505434
مشاركة :