تكثيف الوعي المجتمعي يقضي على التسول

  • 5/29/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - مصطفى عدي: دعا عدد من المواطنين إلى ضرورة تكثيف الوعي المجتمعي بظاهرة التسول، لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المبارك واستغلال المتسولين لأجواء الشهر الفضيل لاستعطاف المواطنين والمقيمين والحصول على أموالهم بحيل وأساليب مبتكرة في النصب والاحتيال، مستخدمين في ذلك تقارير طبية ووثائق ومستندات مزورة للحصول على أموال المحسنين. وقال المواطنون لـ الراية إنه لا بد من وجود مجموعة من الحملات التوعوية والإرشادية تقوم بها الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني حول خطورة هذه الظاهرة التي تنتشر عادة خلال شهر رمضان وفي الأعياد، مشيرين إلى أن الجهود التي بذلتها وزارة الداخلية خلال الأعوام الماضية ساهمت بشكل كبير في الحد من الظاهرة، إلا أن زيادة الوعي المجتمعي بها من شأنه أن يقضي عليها تماماً. ورأوا أن القضاء على ظاهرة التسول ليس مسؤولية الجهات الأمنية وحدها ولا تعتمد مواجهتها على جهة دون أخرى، وإنما هي مسؤولية مجتمعية على جميع الجهات والأفراد، ويجب أن يكون هناك تفاعل من قبل المواطنين والمقيمين من أجل مكافحة ضعاف النفوس ممن تسول لهم أنفسهم النصب والاحتيال على المحسنين مستغلين الأجواء الروحانية في الشهر الكريم. ودعوا المحسنين إلى توجيه تبرعاتهم إلى الجمعيات الخيرية المعتمدة التي تنفقها في أبواب الخير وتذهب بالمساعدات إلى من يستحقونها. فمن جانبه، قال أبو طلال إن المتسولين لديهم حيل كثيرة، فهناك التسول الظاهر وغير الظاهر، فالتسول الظاهر هو ذلك التسول الصريح الذي يمد فيه المتسول يده مستجدياً الناس ويطلب العطاء، والآخر المستتر من خلال عرض أشياء أو بيع سلع تافهة لا قيمة لها أو تقديم خدمة رمزية مثل مسح الزجاج في بعض محطات تعبئة الوقود، والمتسولون يكون موسمهم في شهر رمضان أو الأعياد أو صلاة الجمعة، وهناك أيضاً متسولون دائمون ومستمرون طوال العام في تسولهم وهم في الحقيقة من محترفي التسول أو من يمثلون دور أنهم مصابون بعاهات يستدرون من خلالها عطف الناس. وأضاف: من يحتاج بالفعل إلى المال لا يتسوله.. والقضاء على هذه الظاهرة يحتاج إلى تكثيف حملات الرقابة على المتسولين، خاصة في شهر رمضان. وقال محمود عبدالله إن وسائل المتسولين تتطور، إذ إن التسول لم يقف عند حد مد اليد طلباً لبعض المال أو حمل صغير والمرور به على المنازل للادعاء أن حاملته مطلقة وتعوله وإخوته أو أنه يتيم الأب، وغيرها من الأساليب المعتادة، فقد ابتكر المتسولون وسائل جديدة كأن يطلب أحدهم تحويل رصيد للهاتف الجوال، مشيراً إلى أن أحد المتسولين أتاه وطلب منه رصيداً لهاتفه فأعطاه مبلغاً قليلاً من المال من الذي كان متوفراً معاه فرفض المبلغ وطلب 500 ريال فتركه وغادر. أما حسن الحاجي، فطالب بضرورة دراسة الأسباب الحقيقية وراء هذه الإشكالية وتوفير الحلول المناسبة ودراسة دوافع هؤلاء المتسولين. وقال: قطر بلد خير وفيها الجمعيات الخيرية التي لا تقصر في توفير كافة متطلبات المعيشة للأسر المتوسطة، لكن هناك من يسعى للحصول على أكبر قدر من المال بأي شكل، لذلك يجب الانتباه إلى مثل هذه الظواهر السلبية من أجل القضاء عليها. وأكد الحاجة إلى حملات توعوية عن مخاطر التسول وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة من قبل جميع أفراد المجتمع. وأضاف محمد عيسى أن هذه الظاهرة ليست حضارية، فضلاً عن أنها تشوه صورة المجتمع بشكل كبير، وأكد أن هناك العديد من السيدات يتوجهن لمنازل العائلات مستغلات كرمهم وعدم ردهم لأي سائل، والغريب في الأمر أن هناك البعض من هؤلاء المتسولين لا يحتاجون للمال ولكن الطمع هو الذي يدفعهم لجمع أكبر قدر من المال، خاصة خلال موسم الشهر الكريم، ويوجد بعض المتسولين الذين يقصون قصصاً وهمية، ويجب على كل مواطن أو مقيم ألا ينخدع في هذه القصص. وأضاف: من الضروري اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات القاسية لمواجهتها، فضلاً عن ضرورة تحذير المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة في كشف هؤلاء المخادعين، وعدم تصديقهم وكيفية مواجهتهم بالطرق الصحيحة، الأمر الذي سوف يساهم إلى حد كبير في القضاء على هذه الظاهرة. من جانبه قال عبدالجبار الحجاجي إن المتسولين يمارسون التسول في كل مكان وبوسائل غريبة منها عرض أنواع مجهولة من العطور ومسابح فيتقاضون أضعاف ثمنها في صورة بطالة مقنعة، خاصة أمام المجمعات التجارية والمساجد والمنازل. وطالب بتفعيل دور المؤسسات الخيرية في الوصول للفئات المحتاجة حتى لا يكون هناك أي مبرر للبعض لممارسة نشاط التسول، مشيراً إلى أن أي شخص محتاج فعلاً للمال يذهب للمؤسسات الخيرية بالوثائق التي تثبت حاجته ولن تخذله هذه المؤسسات التي تدرس الحالات وتقدم المساعدات لمن يستحقونها. ضمن خطة مكثفة للبحث الجنائي خلال رمضان 35 دورية لمكافحة المتسولين على مدار الساعة تكثيف الدوريات أمام المساجد والمجمعات والأسواق والمناطق السكنية الدوحة - الراية: أعدت إدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية خطة لمكافحة أعمال التسول التي تكثر خلال شهر رمضان المبارك، من خلال تكثيف الدوريات أمام المساجد والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية والمناطق السكنية والتعاون مع دوريات شرطة الفزعة وقوة لخويا والجهات المعنية. وأكّد العميد جمال محمد الكعبي مدير إدارة البحث الجنائي جاهزية خطة الإدارة لتنفيذها خلال شهر رمضان المبارك والأعياد، حيث يستغل المتسولون الأجواء الإيمانية التي يتميز بها الشهر الكريم لاستعطاف أفراد المجتمع والحصول على أموالهم. وقال إن التسول ليس ظاهرة في المجتمع القطري ولكن يدخل إلى البلاد بعض المتسولين الذين يمارسون أساليب مبتكرة لحث أهل الخير من المواطنين والمقيمين على التبرع لهم بمالهم، إذ يروجون قصصاً في سبيل النصب والاحتيال ويقدمون تقارير طبية مزورة للتحايل عليهم، منها ادعاء المرض أو مرض عائلته وحاجتهم إلى العلاج أو الطعام أو المشاركة في بناء مسجد أو مدرسة أو كفالة يتيم، ويعزز بعضهم ادعائه بوثائق مزورة للتحايل على المحسنين، فضلاً عن أن البعض يمارس أعمال التسول من خلال عرض منتجات مغشوشة ومقلدة كمدخل للتسول. وأعلن عن خطة إدارة البحث الجنائي لمكافحة المتسولين خلال الشهر الكريم والتي تغطي مختلف مناطق الدولة من خلال تكثيف الدوريات الراجلة والراكبة والتي وصلت إلى 35 دورية، تتكون من العنصر الرجالي والنسائي موزعين في الدوحة على مدى 24 ساعة للتعامل مع المتسولين من الجنسين، كما توجد دوريات أخرى تابعة للمراكز الأمنية بالتنسيق مع أقسام البحث الجنائي بالإدارات الأمنية الجغرافية. وخصصت الإدارة خطين هاتفين لاستقبال بلاغات المواطنين والمقيمين عن المتسولين وهما 2347444 و33618627 .. مشدداً على أن جهود إدارة البحث الجنائي ستستمر في هذا الخصوص بالتعاون مع كافة الإدارات الأمنية للقضاء على هذه المشكلة. من جانبه أوضح ملازم أول عبدالله سعد الدوسري المكلف برئاسة فرع مكافحة التسول بإدارة البحث الجنائي أن فرع التسول نجح خلال رمضان الماضي في القبض على أكثر من 280 متسولاً ومتسولة كانوا يتسولون أمام المساجد ومجمعات التسوق والأسواق الشعبية وفي المناطق السكنية مشيراً إلى أن أي متسول يتم ضبطه من قبل دوريات البحث الجنائي أو دوريات الجهات الأمنية المتعاونة معها يتخذ ضده الإجراءات القانونية اللازمة، مناشداً كافة المواطنين والمقيمين توجيه صدقاتهم وتبرعاتهم للمؤسسات الخيرية المعروفة والتي تقوم من جانبها بتوزيع تلك التبرعات على من يستحقها، وأكد أن هذا السلوك سيساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة التسول. وأشار إلى أن أغلب من تم القبض عليهم من المتسولين أظهرت التحقيقات معهم أنهم دخلوا البلاد بتأشيرات سياحية أو أنهم من مقيمي دول مجلس التعاون أو دخلوا إلى البلد بتأشيرة زيارات عائلية، مؤكداً أن مشكلة التسول ما زالت تحت السيطرة الأمنية وإن كان هناك ابتكار من قبل المتسولين في أساليب وآليات التسول لاستعطاف الجمهور. وطالب المواطنين والمقيمين بالتعاون مع الجهات الأمنية بالإبلاغ عن أي متسول يشاهد أمام المساجد أو داخل المجمعات السكنية أو المجمعات التجارية حتى نحقق هدفنا في مواجهة المتسولين. بدوره، قال ملازم أول همام سعد العبد الله ضابط فرع مكافحة التسول إن خطة الإدارة لمكافحة مشكلة التسول لم تغفل الجانب التوعوي من أجل القضاء على هذه المشكلة نهائياً حيث يتم التنسيق مع إدارة المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لحث الأئمة وخطباء المساجد لتوعية المواطنين والمقيمين وتوجيه صدقاتهم للجهات الخيرية المعتمدة بالدولة وإبلاغ الجهات الأمنية عن أي متسول، كما تقوم الإدارة بتوزيع بوسترات توعوية مع تكثيف الدوريات التي تتكون من العنصر الرجالي والنسائي للتعامل مع المتسولين، مع تحديد دوريات أمنية ثابتة بالقرب من الساحات والمساجد، موضحاً أن فرع مكافحة التسول لا يتوان في السعي لمواجهة هذه المشكلة التي تتطلب تعاون المواطنين والمقيمين وعدم منح المتسول الأموال، باعتبار ذلك وسيلة أيضاً للحد من التسول بخلاف ما تقوم به إدارة البحث الجنائي من تتبع المتسولين والقبض عليهم.

مشاركة :