«الهلال»: وفرة السيولة تعيق قروض المشاريع الصغيرة

  • 5/30/2016
  • 00:00
  • 54
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سامر شقير، نائب الرئيس، الهلال للمشاريع أن عدم إقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة يعد نتيجة أخرى لوفرة السيولة إذ تحصد البنوك عوائد أكبر بكثير جراء إقراضها الشركات الكبيرة، مما تحصل عليه من إقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ورغم أن هذا أحد أوجه عدم الكفاءة وينبغي نظرياً أن يتحسن، فإن التحول في القطاع المصرفي قد يستغرق وقتاً أطول. وأكد أن قنوات تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ككل معرضة لتغيرات جدية. فمع نمو الاقتصاد التشاركي وعمليات الإقراض المباشر، مدعومة بتحسن المشهد التنظيمي، فإن النظام المالي التقليدي كما نعرفه اليوم قد يصبح قريباً شيئاً من الماضي. في الواقع، ان الإقراض المباشر ينمو بسرعة. وفي حين أن حجم القروض لا يزال صغيراً نسبياً بقيمة تقارب 41 مليار دولار في عام 2014، إلا أن أحجام القروض قد تضاعفت عاماً بعد عام. ومصادر التمويل هذه توفر بديلاً جيداً وموثوقاً لتمويل الشركات المبتدئة. ورغم أنها لا تزال حديثة العهد نسبياً في منطقتنا، فهناك المزيد والمزيد من هذه المنصات التي تنشأ وتصبح متاحة في كل يوم. وأضاف أن تراجع أسعار النفط سيؤدي إلى تحسين الكفاءة في سوقنا. فمنطقتنا تعاني عادةً من عدم الكفاءة بسبب وفرة المال والثروة أو المال السهل. وقد بدأنا نرى هذا النقص في الكفاءة بعد عام 2008، وسيعود مرة أخرى إلى دائرة اهتمام وتركيز الشركات والحكومات، مما سيؤدي إلى اقتصاد أكثر كفاءة، والمزيد من المنتجات والخدمات المبتكرة، مع منافسة أفضل، وسوق أقل تقلباً. فرص واعتبر أن فترات الانكماش الاقتصادي تشهد ازدهاراً في الابتكار وبالتالي ولادة أعمال وشركات ناجحة. وفي حين قد يبدو هذا الأمر غير منطقي، إلا أن واقع الحال يفيد بأن الحاجة التي تنشأ عن الانكماش تترجم إلى شركات وأعمال يتم إنشاؤها على أسس مدروسة بعناية فائقة على أيدي رجال أعمال طموحين. في الواقع، إن مفهوم الانكماش ليس جديداً، لكن لو تعاملنا معه على أنه عائق أمام الأفكار التجارية الجديدة فهذا سيترك أثراً سلبياً على الأسواق الشابة كتلك الموجودة في الشرق الأوسط. قد يكون من الصعب تصديق ذلك، لكن عمالقة التكنولوجيا في عصرنا الحالي، مثل سيسكو، إتش بي، وجوجل، تبادر إلى تأسيس متاجر جديدة لها خلال الظروف الاقتصادية الصعبة. وفضلاً عن الجانب المتعلق بالابتكار، فإن تأسيس الأعمال والمشاريع الجديدة خلال فترات الركود يحقق مزايا تجارية عدة، ومنها أن انخفاض الطلب على المساحات المكتبية ينتج عنه تدني الإيجارات، كما يصبح لدى رجال الأعمال مجال أوسع لاستقطاب ذوي الكفاءات، بما في ذلك الخريجون الجدد، أو المهنيون المتخصصون الذين يمتلكون المهارات المناسبة لدعم أهداف المشروع، كما أن الموردين يكونون أكثر استعداداً للتفاوض وخفض هوامش الربح، مما يقلل من النفقات العامة. التمويل وحول تحديات تأسيس مشروع صغير أو متوسط بفترة الركود، قال: إن توفر مصادر تمويل مستمر هو التحدي الأكبر الذي من المرجح أن يواجه رواد الأعمال الجدد. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في جميع الظروف فإن الفكرة التجارية القوية يمكنها أن تسوق لنفسها وتستقطب اهتمام الممولين. في أكثر الأحيان، يتم التركيز أكثر على نقص تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في حين أن الحاجة الأكثر إلحاحاً هنا هي تقديم أفكار تجارية مبتكرة ومستدامة وأكثر كفاءة. من جانب آخر، هناك صناديق لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقتنا تتطلب من رجال الأعمال الطموحين أن يكون لديهم وظيفة تدر دخلاً ثابتاً يمكن استخدامه كضمان. وهذا يعني أنه يتوجب على أي شخص يريد البدء بمشروع تجاري أن يكون لديه دخل جيد ومريح، وألا يفكر في ترك عمله. وأعتقد أن هذا هو السيناريو الأمثل لما أحب أن أسميه متلازمة صموئيل بيربونت لانغلي. لقد كان صموئيل سكرتير مؤسسة سميثسونيان، وكان من العلماء البارزين في الولايات المتحدة الأميركية في زمن الأخوين رايت. وكان لانغلي مختبر الطائرات الوحيد الذي حصل على تمويل حكومي، وقام بتوظيف أفضل العقول التي يمكن استقطابها بالمال، كما حصل على مقعد في جامعة هارفارد، لكنه لم يستطع أن يجد حلاً عملياً للطيران قبل ظهور الأخوين رايت. في المقابل، لم يكن الأخوان رايت من ذوي التعليم العالي، بل كانا يديران محلاً للدراجات، ولم يكن لديهما أي مصدر من مصادر التمويل الخارجي. المنافسة وأضاف أن من التحديات الأخرى التي تواجه الشركات الصغيرة خلال فترات الركود هي وجود منافسين أقوى. فمن الممكن أن تظهر فكرة تجارية ما بأشكال مختلفة في نفس الوقت. في هذه الحالة، يكون الفارق الحقيقي الذي يؤدي إلى النجاح هو كيفية التنفيذ، أي إعطاء الناس ما يريدون حقاً. أخيراً، يجدر القول إن فترة الركود تؤثر دائماً على الإنفاق الاستهلاكي، ورغم أن ذلك قد يعني انخفاضاً في تكلفة الموارد، فإنه أيضاً يؤثر على الشركات الجديدة نفسها. والمهم هنا هو التعامل مع انخفاض حجم الإنفاق بتوفير المزيد من القيمة مقابل المال في المنتجات أو الخدمات التي تقدمها. 5 نصائح يرى سامر شقير، أنه خلال فترات الركود يجب على المشاريع الصغيرة والمتوسطة الناشئة البحث عن الفرص التي تتيح إجراء تحسينات حقيقية قابلة للقياس على الكفاءة والتي تعزز سهولة بيع المنتج أو الخدمة، والاستفادة من الأوقات الصعبة كمقياس حقيقي لقدرة المشاريع على الاستمرار. فإذا كان قادراً على النهوض الآن، فإنه بالتأكيد سيستمر وينجح عندما تتحسن الظروف الاقتصادية، وضرورة المحافظة على السيولة، وإيجاد فريق العمل المناسب فالمواهب والكفاءات المتاحة ستكون أكثر من المعتاد.

مشاركة :