الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان. والدين الإسلامي فيه أمور ثابتة لا تتغير مثل أركانه الخمسة وهناك أمور قد تلامس الشأن العلمي أو الإداري وهذه تحكمها المتغيرات. فقبل نصف قرن من الزمن لم يكن أحد يتجرأ أن يقول إن تلك المرأة حامل ويتم تحديد جنس الجنين ذكرا أم أنثى في وقت نقرأ في القرآن آية «ويعلم ما في الأرحام». ولكن أصبح الطب في هذا الوقت يعلم كل شيء عن الجنين. وقبلها كانت كروية الأرض موضوع جدل وتغير الحال بعد تطور العلم وغير ذلك من الأمور. وفي العقود القليلة الماضية تسارع التطور العلمي وانفتح الاقتصاد العالمي في الكرة الأرضية ولكن لم يقم الكثير من الباحثين الإسلاميين بمجاراة المتغيرات. بل ان العكس حصل من خلال توسيع دائرة الحرام وتضييق دائرة الحلال. وأصبح كل حديث عن التطوير وكأنه مجاراة للغرب أو تغيير بسبب ضغوطهم في الوقت الذي نرى فيه متطلبات التغيير أو البحث تأتي من الداخل. وأصبح الغرب وغيره في الوقت الراهن بدلا من أن يتحدث عن عظمة الإسلام وانجازاته رأيناه يتداول فتاوى غريبة ما أنزل الله بها من سلطان. بل اننا بدأنا نسمع فتاوى لا نعلم لماذا في هذا الوقت بالذات يتم البحث فيها. وأصبح النظر في بعض الأمور الشرعية مطلبا ضروريا. ولكن الكل كان يعلم أن الخوض في الأمور الشرعية أمر صعب في ظل ما هو متعارف عليه. ومنذ عدة أيام سمعنا حديثا مطولا مع فضيلة الشيخ صالح المغامسي لامس فيه أمورا كان الخوض فيها ليس بالسهل. والغريب في الأمر هو أن الكثير ركز على كلماته التي تخص الموسيقى مع العلم أنه لامس موضوعا أكثر حساسية. وهذا الأمر له علاقة فيما يخص جواز دخول غير المسلم للمدينة المنورة. لأن هذا يعكس سماحة الإسلام ويعكس أسلوب التعامل مع غير المسلمين الذي هو أمر ضروري للحث على دخول الإسلام. ورغم ان ما تحدث عنه فضيلة الشيخ صالح المغامسي هو أمور وأحكام قليلة نسبة لما هو متداول، إلا أن ما قاله و تحدث عنه قد فتح بابا كان لا بد من طرقه منذ زمن طويل. ولهذا السبب سمعنا عن أصوات معارضة لفضيلة الشيخ مع العلم أن ما قاله غير ملزم، ولكن لا بد من نقاش ما قام بالحديث عنه. ففي ظل المتغيرات سواء في التعاملات التجارية أو العلاقات الدولية أو التغيرات العلمية الحديثة أو الأنظمة القضائية فيلزم الكثير من الباحثين والراسخين في العلوم الشرعية من النظر لها بمنظور يفرضه الزمان. بل ان هناك ضرورة لمراجعة أي أمور شرعية يكون فيها لبس أو شك في صحتها حتى نرى الدين الإسلامي ينتشر بسلام في أرجاء المعمورة دون أن نترك لكل متربص أي فرصة لكي يتحدث عن هذا الدين بأسلوب سلبي. وحديث مثل حديث الشيخ صالح المغامسي هو مثل النسيم العليل الذي يهب علينا ليوضح للكثير سماحة الإسلام.
مشاركة :