قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إن الوضع الراهن في المنطقة يتطلب درجة عالية من التنسيق مع الأشقاء العرب توحيداً للرؤى والجهود لاسيّما في ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويله وتسليحه. ولفت الشيخ منصور بن زايد في تصريحات له في أبوظبي أمس إلى أن النظام العربي مر بظروف مماثلة من قبل واستطاع أن ينجو منها، لكن الوضع الراهن مختلف لأسباب عدّة، منها أن بعض الدول العربية أضحت أضعف بكثير في ظلّ عدم قدرتها على ضمان الأمن وتوفير الحاجات الأساسية لشعوبها، ما جعلها بيئة خصبة لنمو بذرة الإرهاب المدعومة بالسلاح والمال والتحريض. وتتعاون الإمارات تعاوناً وثيقاً مع المملكة العربية السعودية في إطار التحالفين العربي والإسلامي لمواجهة التحديات الراهنة في اليمن والمنطقة عموماً. وأعلن البلدان الأسبوع الماضي إنشاء مجلس للتنسيق المشترك بينهما، يرأسه كلٌ من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ونائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وأكد الشيخ منصور أن منطقة الخليج تتأثر سلباً أو إيجاباً بمحيطها إلا أن التفاف الشعوب في دول مجلس التعاون الخليجي خلف قياداتها يحصّنها ويحافظ على أمنها واستقرارها. وقال «على رغم ذلك لا بدّ أن نكون حذرين قيادة وشعوباً لنفوّت الفرصة على كل مَنْ تسوّل له نفسه العبث بأمن المنطقة والتدخل في شؤونها». وأكد أن القوات المسلحة الإمارتية تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، لافتاً إلى أنه لم يكن قد مرّ على تأسيس دولة الإمارات عامان حتى أرسلت جنودها إلى مصر للمشاركة في حرب أكتوبر (تشرين الأول) وبعدها بثلاثة أعوام أرسلت فرقة إلى لبنان للمشاركة في قوات الردع العربية. وأضاف الشيخ منصور «منذ ذلك الحين وجيش الإمارات يساهم في الوقوف إلى جانب الأشقاء وحفظ السلام والمشاركة في حملات الإغاثة الإنسانية، والمشاركة في عاصفة الحزم في اليمن»، مؤكداً أن مشاركة الإمارات في هذه الحملات تستند إلى قناعة راسخة بضرورة الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء ومساعدتهم على الخروج من أزماتهم، وهو واجب وطني وإنساني تمليه علينا عقيدتنا وثقافتنا وحضارتنا وانتماؤنا. فنحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن العربي الكبير، كما أننا جزء من المنظومة العالمية الساعية إلى تعزيز الأمن والاستقرار الدولييْن». ونوه في هذا الصدد بدور القوات المسلحة الإماراتية في اليمن التي حازت على إعجاب القيادات العسكرية في العالم، قائلاً «من هذا المنبر نشيد بكفاءة قواتنا المسلحة ومهاراتها القتالية وجهودها الإغاثية والإنسانية التي رفعت علم الإمارات عالياً، ونقول لجنودنا أنتم حصن الإمارات القوي وحماة إنجازاتها ومستقبلها، وأنتم فخرنا جميعاً». وأكد الشيخ منصور بن زايد أن الحضور القوي والفاعل للديبلوماسية الإماراتية على الساحتين الإقليمية والدولية، واستضافة الإمارت للعديد من المؤسّسات والمؤتمرات الدولية ومشاركتها في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرّف وسعيها إلى بناء بيئة إقليمية ودولية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة وما تقدّمه من مساعدات تنموية وإنسانية، فضلاً عن مساهماتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة التعمير للمناطق المنكوبة وغيرها، مكّنت الإمارات من بناء سمعة وصورة دولية متميّزة.
مشاركة :