ما يحدث في لاس فيجاس يبقى في لاس فيجاس، مقولة أميركية شهيرة متداولة بين المواطنين الأميركيين، الذين يذهبون إلى هذه المدينة لقضاء أوقات دون الالتزام بأي معايير أخلاقية أو عادات وتقاليد تحكـــــمهم؛ لذلك يقنعون أنفسهم بهذه المقولة حتى يلهوا كما يحلو لهم. ولكن، إذا كان الأميركان مقتنعين للغاية بهذه المقولة، فصناع الدراما المصرية لا يعترفون بها، لا سيما إذا كانت الأحداث مرتبطة بالزمان وليست بالمكان؛ وهو ما سنشاهده خلال الموسم الرمضاني المقبل الذي ضم في أعماله مسلسلين يتناولان حال وضع المصريين والمجتمع المصري خلال حقبة السبعينيات. أفراح القبة يظهر هذا جليًا في أحداث مسلسل أفراح القبة المأخوذ عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ تحمل نفس الاسم ويخرجه محمد ياسين، فالعمل يدور حول إحدى الفرق المسرحية خلال حقبة السبعينيات، وخلال إحدى جلسات القراءة لنص مسرحي جديد ينتوون تقديمه يتضح للفريق التمثيلي الخاص بهذا العمل أن الشخصيات المعروضة عليهم تمثيلها ليست إلا شخصياتهم الحقيقية مع ذكر واضح لكل الأفعال المشينة التي قاموا بها طوال حياتهم ويخجلون من معرفة الآخرين بها. وهو ما يدفع طاقم التمثيل أجمع الخاص بهذه الفرقة إلى بذل مجهودات كبيرة لرفض هذا النص المسرحي واستبداله بآخر، لكن هذه المجهودات تقابل برفض تام من مالك الفرقة المسرحية، ويصر على تقديم هذا النص. العمل يضم في فريق تمثيله كوكبة كبيرة من أفضل الفنانين العرب موهبة؛ بداية من المصريات منى زكي ورانيا يوسف وصابرين ومحمد الشرنوبي ومرورًا بالسوريين جمال سليمان وكندة علوش والأردنيين إياد نصار وصبا مبارك وآخرين. جراند أوتيل جريمة قتل تتعرض إليها موظفة في أحد الفنادق الضخمة بعاصمة أرض المحروسة القاهرة، خلال حقبة السبعينيات أيضًا؛ فيبدأ شقيق هذه الموظفة البحث عن قاتل شقيقته لتقديمه إلى العدالة والانتقام منه، لكن هذا يورطه داخل عالم كبير من الفساد. وحول هذا تدور أحداث مسلسل جراند أوتيل، الذي تستقبله الشاشات الدرامية الرمضانية أيضًا. المسلسل من صناعة نفس فريق عمل مسلسل طريقي الذي قدم في رمضان الماضي، وتناول حقبًا زمنية مختلفة؛ بدءًا من الستينيات وحتى الثمانينيات، وكان عامل جذب رئيسًا في نجاح العمل لكلاسيكيات الستينيات التي قدمها المخرج محمد شاكر خضير والسيناريست تامر حبيب ومصممة الأزياء مونيا فتح الباب. العمل من بطولة عمرو يوسف ودينا الشربيني وأمينة خليل ومحمد ممدوح وأحمد داوود وأنوشكا وأمير صلاح الدين وآخرين.