كيف تكون منتجا في العمل

  • 5/31/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عالم الأعمال هو عالم حافل بالكثير من التطورات السريعة، والأشخاص ذوو الأعمال الكثيرة يحتاجون أن يكونوا أكثر انشغالا لمواكبة السرعة التي يعمل بها هذا العالم، ولكن هل هذا صحيح؟ ما اظهرته العديد من الدراسات هو أن تكون أكثر انشغالا فهذا لا يعني بالضرورة أن تكون أكثر إنتاجية. من المفاجئ أنه في الغالب أكثر الأشخاص إنتاجية يكونون أكثر استرخاءً من الأشخاص ذوي الأداء المتوسط. الأمر يتلخص في كيفية قضاء الوقت أو ببساطة كيفية الاستفادة منه بأقصى درجة. من خلال فهم الطريقة التي يقضي بها الاشخاص المتفوقون أوقات عملهم تستطيع أنت أن تتعلم كيف تصبح أكثر إنتاجية، وربما أقل انشغالا في عملك اليومي. كثرة الممارسة تؤدي إلى نتائج كاملة وناجحة، حيث كشفت دراسة أُجريت في تسعينيات القرن الماضي بين مجموعة من طلاب الكمان بعض الأفكار عن أنماط العمل المختلفة وعواقبها. يبدو أن الطلاب الذين تم تقسيمهم إلى مجموعتين «المتوسطة» و«النخبة» يقضون الوقت نفسه في التدرب على الكمان، ومع ذلك فإنه من الواضح أن المجموعة الثانية تتطور بوتيرة أسرع من المجموعة الأولى. لماذا يحدث هذا الأمر؟ بعد خضوع الطلاب لسلسلة من المقابلات المتعمقة، تم إعطاؤهم من قبل الباحثين مفكرة لكتابة يومياتهم التي تقسم فترة كل 24 ساعة إلى اجزاء من 50 دقيقة، ومن ثم أرسلوهم إلى منازلهم لتسجيل كيف يقضون يومهم بدقة. سرعان ما أصبح الأمر واضحا بأن الفرق كان في كيفية قضاء وقت التدريب. مجموعة النخبة كانت تقضي ما يقارب ثلاثة اضعاف الوقت على تمارين مركزة، في حين أن مجموعة «المتوسطة» كانت توزع اعمالها طوال اليوم. ومن هنا أمران بسيطان قد حدثا. «العمل الشاق» الذي يتكون من تركيز الاهتمام على مهمة معينة، قد يكون أكثر صرامة، ولكنك ستكون قادراً على إنجازه في خلال فترة زمنية محددة. هذا النمط من العمل يوفر لك قدراً واضحاً من التقدم، بحيث يمكنك إكمال المهمة بشكل كامل في غضون فترة زمنية واحدة. «عمل من الشاق فعله» من ناحية أخرى، هو العمل الذي أكملته بصعوبة، بسبب سوء إدارة الوقت أو المقاطعة أو المُماطلة. ولأنك تحتاج إلى أن تحول تركيزك إلى المهمة المعينة لك باستمرار، فإنّ هذا الأمر يولد شعورا زائفا بالانشغال وتضييع وقت ثمين، كما أن قياس التقدم بشكل واضح يصبح أكثر صعوبة مما يؤدي إلى نتائج أسوأ. والتكيف مع أسلوب العمل هو أمر مهم. أسبق لك أن أمضيت يومك تقفز من مشروع الى آخر حيث يبدو أنك تحرز القليل من التقدم؟ من الواضح أن كيفية تطبيق ما تبذله من مجهود وكيفية توزيع عبء عملك له تأثير على أدائك. هنالك بعض النصائح لخلق اسلوب عمل أكثر تركيزاً للحصول على نتائج أفضل والحد من حس الانشغال الزائف. لا تؤدّ عملك الشاق على مدى اليوم. فهذا يؤدي إلى المزيد من التوتر وإنتاجية أقل. وبما أن المهام الصعبة تأخذ الكثير من الجهد، فإنه من المنطقي تحديد الأولويات، ابذل أقصى جهدك في هذه المهام أولاً، بما أن طاقتك ستتضاءل بطبيعة الحال مع مرور اليوم. كن حذراً من تعدد المهام.. فإنّ تعدد المهام تفقد فائدتها عندما تقفز من مشروعٍ إلى آخر، ستكون مشتتا بكونك مشغولاً بالمشاريع بدلاً من القيام بها. للحصول على أفضل النتائج، ينبغي لك العمل على شيء معين بطريقة مستمرة للحصول على أفضل النتائج. لا شيء يتفوق على الفعالية. تَعَلُّم مهارات جديدة يمكن أن يساعدك على القيام بالمزيد من العمل بشكل أسرع، على سبيل المثال تعلم كل شيء عن برنامج معالجة النصوص (مثلاً برنامج مايكروسوفت وورد) يساعدك على تحرير أو إنشاء المستندات بشكل أسرع وأكثر فعالية. اكتب قائمة بأعمالك. لا شيء يتفوق على متعة الشعور بالتقدم وأنت تحذف البنود بنداً بند من قائمة مهامك والذي يظهر لك التقدم الذي تحرزه خلال يومك. العالم لن ينتهي إذا لم تستطع القيام بكل شيء اليوم، حيث في الكثير من الاحيان، السر لفعل الكثير هو تجنب أن تفعل أكثر من اللازم. في ساحة العمل التنافسية نحن غالبا ما نأخذ على عاتقنا الكثير من المهام على افتراض أن هذا هو الأمر المتوقع منا عمله. ولكن إكمال ثلاث أو أربع مهام على نحو كامل ومثالي أفضل من القيام بعشرات من المهام وإكمالها على نحو أقل من المثالي. تذكر أنك في النهاية إنسان، لديك القدرة ولكن بحدود، لا تأخذ مهمة تحتاج الى معرفة خاصة أنت لا تملكها ولا تملك الموارد للحصول عليها. لا تحاول إكمال كل شيء في آن واحد، ولا تقلق من الأمور الصغيرة. في النهاية، الإنتاجية هي أمر جيد ولكن الانشغال الزائف هو عدوك، حاربه بمجهود مركز عن طريق القيام بمهمة واحدة مع التركيز الكامل وإجادتها. من خلال العمل بهذه الطريقة ستكون أكثر استرخاءً حيال ترك مهمة مع معرفة أنك قد أديتها بالشكل المطلوب ومن ثم الانتقال إلى المهمة التالية. في هذا العالم الرقمي السريع لا يزال القول المأثور صحيحاً «ببطء وثبات تفوز بالسباق».

مشاركة :