بعد أن كشف القرعة الرسمية لنهائيات كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الأردن 2016 FIFA التي سحبت في العاصمة عمان، لم يعلوا إلاّ صوّت الحديث عن التنافس ورفع راية التحدي، فمع إقتراب هذا الحدث الذي سينطلق في ثلاث مدن أردنية يوم 30 سبتمبر/أيول المقبل، بدأ ربابنة المنتخبات التفكير بصوت عال بعض الشيء، ورغم أن الهدوء والمنطق كان المسيطر على ردود الفعل في المنطقة المختلطة إلا أن نبرة التحدي وارتفاع سقف الطموحات بدا واضحا على محيّاهم. بعد أن انتهت مراسم القرعة وأخذ مدربوا كل مجموعة الصورة التذكارية المعهودة أمام كأس البطولة، اقترب موقع FIFA.com منهم أثناء خروجهم من قاعة الحفل وأخذ آرائهم عما أسفرته القرعة. قرعة مثيرة بعد أن وضع منتخب الأردن على رأس المجموعة الأولى كانت الأنظار مركزة نحو هوية المنتخبات الثلاث التي سيحظى صاحب الضيافة بمنافستها خلال ظهوره الأول في تاريخ هذه البطولة، وبعد أن كشفت الأوراق وانضمت أسبانيا، المكسيك ونيوزيلندا إلى الأردن، توجهنا إلى المدرب الإنجليزي روبي جونسون الذي تسلم مهامه في قيادة منتخب الأردن قبل أربع أسابيع فقط من القرعة، وسألناه كيف تتطلع للمواجهة الإفتتاحية أمام أسبانيا؟ وبهدوءه الإنجليزي "من الواضح أنها ستكون مباراة مثيرة لنا، أعتقد أن أسبانيا أحد المنتخبات المرشحة للذهاب بعيدا في البطولة، فقد خسر فرصة التتويج في النسخة الماضية أمام اليابان، وأهدر لقب أوروبا قبل أيام بركلات الترجيح أمام المانيا، ولذلك أرى أن هذه المواجهة ستجلب الأنظار بكل تأكيد". يضيف جونسون "اعتباراً من يوم الغد ستبدأ الفتيات العمل وفي مخيلتهن هؤلاء المنافسين، سنبني خططنا على هذا الأساس ولابد من العمل بجهد كبير، لدينا عدة أشهر لرفع نسق التحضيرات، عليهن الإيمان بأنفسهن، وعندما نصل إلى اليوم الموعود من يدري ماذا يمكن أن يحصل". وختم حديثه "صباح يوم القرعة صادفت الزملاء من منتخب نيوزيلندا، تبادلنا الحديث وقالوا لي بأنهم يريدون اللعب مع الأردن وأنا أجبت بكل تأكيد ونحن نريد مواجهتكم أيضا، أعتقد أن القرعة لبّت مطالبنا (يضحك)". مجموعة الموت بعد أن وضع المنتخب الألماني في المجموعة الثانية، كان الترقب كبيراً من بقية المنتخبات الذين سينافسون بطل أوروبا، لتكتمل الصورة في النهاية بوجود فنزويلا، الكاميرون وكندا، ولم يُخفِ كينيث وينسلو روسو مدرب منتخب فنزويلا بطل أمريكا الجنوبية وصاحب المركز الرابع في النسخة الماضية وصف هذه المجموعة فأطلق عليها (مجموعة الموت) حيث قال "ستكون صعبة للجميع، المانيا فازت للتو بلقب كأس أوروبا، كندا بدأت العمل منذ سنوات على تطوير الفرق النسوية، أما الكاميرون فهو يأتي للمرة الأولى بحماس كبير ومتأكدون أنه يحمل سمة الكرة الأفريقية". مضيفا "لكن هذا لن يحبطنا بل على العكس سيمنحنا الكثير من الروح للتحضير بكل جهد خلال الأشهر المقبلة. قدمنا في كوستاريكا 2014 أداء جيدا وكان يمكن أن نتوج بميدالية، والآن نعود بعد سنتين لخوض محاولة جديدة نتأمل أن تتكلل بالنجح هذه المرة". لن نكون مجرد رقم مدرب منتخب إنجلترا جون أنطوني جريفيثس تحدث بواقعة عن حظوظ فريقه في المجموعة الثالثة إلى جانب نيجيريا، البرازيل وكوريا الشمالية، فقال "في الواقع هذه البطولة تضم أفضل 16 منتخب في العالم ولذلك أرى أن جميع المجموعات ستكون صعبة. تنوع المدارس الكروية أمر مثير بكل تأكيد، ونريد أن نثبت قدراتنا بالطبع، لن نكون مجرد رقم بل سنأتي للفوز والتأهل، أتمنى أن نحقق بداية جيدة". وماذا عن مواجهة كوريا الشمالية أحد الأبطال السابقين؟ اعترف جون "نعم، نعم ستكون صعبة بكل تأكيد، دوما مواجهة منتخبات لها تاريخ في مثل هذه البطولات يُصعّب من المباراة، لقد فازوا بلقب النسخة الأولى وأحرزوا لقب آسيا في الطريق للبطولة، لكن نحن سنكون مستعدين للجميع". وكيف يمكن أن تدفع الحماس في عروق اللاعبات لكي يستفدن من تجربة منتخب السيدات الذي فاز العام الماضي ببرونزية كأس العالم للسيدات كندا 2015 "بالفعل نريد أن نحقق ما حققوه هناك، هذا الأمر سيعود إيجابا على الفريق في تكرار إنجازهم والصعود على المنصة في الأردن 2016". سنستفيد من الضغوطات بعد أن أظهر منتخب اليابان قدرات فائقة في نسخة كوستاريكا 2014 وتوج عن جدارة باللقب الكبير، سألنا مدربه ناوكي كوسونزي، كيف يمكن أن يؤثر هذا الضغط على الفريق الذي سينافس في المجموعة الرابعة إلى جانب أمريكا، الباراجواي وغانا، فقال "ندرك جيداً مقدار الضغوطات التي ستلقى على كاهل الفريق للحفاظ على التاج، سنحوله ليكون عاملاً مساعداً ودافعا إيجابيا للاعبات لتكرار ما فعلنا قبل سنتين". مضيفا هنا "مجموعتنا صعبة وقوية بكل تأكيد، اللعب أمام هذه المنتخبات لن يكون سهلا، الجميع سيحضر إلى البطولة وهدفه التغلب علينا ويجب أن نكون مستعدين جيداً للظهور كيفما نريد". والآن سيبدأ العد التنازلي بالنسبة لكل المنتخبات، أربعة أشهر من التركيز حتى موعد ركلة البداية، سيكون صيفا طويلا على اللاعبات فلا مجال للإجازة هذا العام، فالتدريبات اليومية والمعسكرات والمباريات الودية هو كل ما ستعيشه الفتيات حتى الوصول إلى الأردن في سبتمبر/ايول المقبل.