رأس معالي الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان وفد المملكة العربية السعودية المشارك في أعمال الدورة العاشرة للجنة حقوق الإنسان العربية، والتي سيتم فيها مناقشة تقرير المملكة الأول المقدم وفقاً للميثاق العربي لحقوق الإنسان؛ وقد ثمن معاليه في كلمة القاها الجهود التي تبذلها لجنة حقوق الإنسان العربية، والتي سيكون لها الأثر في تحسين حالة حقوق الإنسان في الدول العربية وأشار معاليه أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان هو أهم الصكوك الإقليمية الشاملة في حقوق الإنسان عطفا على طبيعة أحكامه واشتمالها على جميع الحقوق والضمانات ، كما ان الميثاق هو احد ثمار العمل العربي المشترك والفعال ويعكس بحق ثوابتنا الإسلامية وقيمنا العربية الأصيلة. وأكد معاليه في كلمته التزام المملكة العربية السعودية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان انطلاقا من منهجها الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية التي أوجبت حماية حقوق الإنسان وحرَّمت انتهاكها على نحوٍ يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع، ووقال معاليه :يشكل الأمن والاستقرار والازدهار عوامل أساسية في مسيرتها الحضارية نحو تنمية مستدامة تحترم حقوق الإنسان وتحميها من خلال سن الأنظمة واللوائح، وإنشاء المؤسسات الحكومية ودعم مؤسسات المجتمع المدني ، وأكد معاليه أن المملكة تعمل على التعاون مع جميع الآليات الدولية والإقليمة والتي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية. ويأتي تقديم تقرير المملكة العربية السعودية الأول في اطار التعاون مع هذه الآليات التي تعزز العمل الدولي المشترك من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان. وقد اشتمل التقرير على معلومات مفصلة عن الجهود والمنجزات المتحققة في مجال حقوق الإنسان على أرض الواقع في المملكة. في إطارٍ قانوني ومؤسسي يعزز ويحمي حقوق الإنسان، تعززه التدابير الرقابية، ووسائل الانتصاف الفعالة. وأكد العيبان في كلمته أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بجميع المواثيق الدولية التي انضمت لها والتي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتدعو الى العمل المشترك من اجل حماية حقوق الإنسان بعيدا عن تسييسها حيث تشهد منطقتنا العديد من المآسي والتي وقف العالم صامتا امامها والتي يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان، والمتمثلة في قتل المدنيين لاسيما النساء والأطفال، والاعتقالات التعسفية، وممارسة التعذيب، وهدم المنازل، والتمدد الاستيطاني، وتهويد القدس الشريف، وتجريد الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, كما لا يزال المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب السوري من جرائم بشعة على يد النظام الفاقد لشرعيته والذي مازال يشن هجماته الوحشية التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء؛ جُلهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، مستخدماً في ذلك كل أنواع الأسلحة والعتاد، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً ، فضلا عن تهجير الملايين من أبناء شعبه، والمملكة اذا تشدد على اهمية العمل الدولي من اجل التصدي لهذا الإنتهاكات الجائرة وتدعو نظام الأسد للسماح للمساعدات الإنسانية للدخول للمناطق المنكوبة في سوريا، وفي اليمن لاتزال مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تمارس القتل والتشريد للشعب اليمني وعدم الإنصياع للقرارت الدولية ومواصلة أعمالها التخريبية. واستجابة لما يمليه الواجب الديني والأخلاقي فقد قامت المملكة العربية السعودية بجهود اغاثية لتخفيف معاناة تلك الشعوب حيث تم انشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية والذي يقوم بأعمال اغاثية استفاد منها الملايين من المتضررين. والمملكة العربية السعودية تؤكد على أهمية دور الجامعة العربية ولجانها المتخصصة وعلى رأسها لجنة حقوق الإنسان العربية، إلى العمل الدؤوب مع مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة لإنهاء معاناة هذه الشعوب. وأضاف معاليه : يشهد العالم اليوم تصاعد في وتيرة الإرهاب وتنامي جذوره؛ و قد حذَّرت المملكة منه مرارا، وعملت على التصدي له بجميع السبل، ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهته بكل الوسائل حفاظا على استقرار الإنسان في كل مكان وهو ما أكد عليه المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الإرهاب ؛ الذي استضافته المملكة ؛ بدعوةٍ كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ، والذي أكد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على ضرورة التصدي للإرهاب ومحاربته، ودعم الجهود الدولية للقضاء عليه، وعلى ضرورة تصدي العلماء والمثقفين له ومواجهته فكرياً بكافة السبل والوسائل.
مشاركة :