البذيئون هيهات لهم أن يعدلوا

  • 5/31/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مازلت أؤمن بأن إصلاح المجتمعات، هو أول خطوة للنهوض من كبوات متتالية تلاحق المواطن العربي، فمنذ أن وعى على هذه الدنيا، وهو يشاهد الخيبات المتزايدة التي انتهت ببلاد عربية تتشظى، ودول غربية توصد أبوابها في وجوه الهاربين من جحيم انقساماتها. قليل من أولئك الذين تمكنوا من الهروب من جحيم الحرب في بلدانهم، لجأوا إلى دول غربية، بينها فرنسا وألمانيا، ووضعوا أنفسهم بيادق في يد تيار يسعى إلى إحداث مزيدٍ من التشظي وصبِّ الزيت على النار في بلاده التي تركها ولا يملك بقية أهلها فرصة الفرار منها، وكأني به يقول: طالما صرت خارجها فيحق لي أن أدير معركتها. حتى لو كان حطب المعركة هم أهله وبقية مواطنيه. لا أؤمن بمعارك الشرف التي تقودها الكلمات البذيئة حتى لو كان المقصود مجرم حرب مثل رئيس النظام السوري الغارق في قتل مواطنيه. وأولئك الذين يضعون أنفسهم في مواجهة أزلامه أصبح بعضهم يتصرف بذات الطريقة التي كرهوها في ذاك النظام، وأصبحنا أمام مشهد شبيحة يهاجمون شبيحة، والخاسر الأكبر في المعركة هو القضية السورية التي تفقد يوماً بعد آخر تعاطف العالم معها، وتأييد مثقفيه لها أمام هجمة لصوص الفوضى على المشهد العام. أصبحت مدركاً بشكل كبير أن التغيير لا يتأتى بالفوضى، فالفوضى دوماً يسرقها اللصوص، أما الشرفاء فيمكثون في الأرض، ينتظرون الدعوة، ولا يملكون الجرأة، وقلة الحياء اللازمة لاختطاف مقعد في المشهد الجديد، لذا ترون مشهدنا العربي مملوءاً بالبذاءات، وهي التي تأتي مع تلك العوالم الكامنة في أرضية الفساد التي لا تستحي أن تكرر كل تجارب الفساد تحت اسم جديد. مازلت أقول، وسأبقى، في وجوه كل مَن يدَّعون إصلاح أوطانهم بوسائل باطلة فاسدة: مَن يتقن الهدم لا يضمن البناء. وحتى موعد وصول مصلحين حقيقيين من خلال وعي مجتمعي راقٍ، وقيم إنسانية تعلو لأوطان عربية تتمزق، أقول ومثلي ملايين الناس لكل أولئك المتفرقين والمتحزِّبين: عضُّوا على أوطانكم بالنواجذ.

مشاركة :