شهد مقر غرفة تجارة وصناعة موسكو، يوم أمس الأول (الاثنين)، ملتقى الأعمال بين (الشارقة - روسيا)، الذي أقيم بمناسبة زيارة البعثة التجارية من إمارة الشارقة لمدينتي موسكو وسانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية، التي انطلقت أمس الأول، وتستمر حتى الثاني من يونيو/حزيران القادم، تهدف زيارة البعثة، التي تضم إضافة إلى الغرفة، هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، هيئة الإنماء السياحي والتجاري إلى جانب شركات تجارية وصناعية عدة بالشارقة، إلى تطوير التعاون الاستثماري والتجاري والسياحي بين إمارة الشارقة وروسيا، والتعريف بالفرص الاستثمارية التي يتمتع بها كل جانب لتقوية مجالات التعاون الاقتصادي، إضافة إلى اكتشاف مجالات الاستثمار المشترك بين رجال الأعمال لدى الجانبين، وتحظى بدعم من الغرفة التجارية والصناعية لروسيا الاتحادية. بدأت أعمال الملتقى الذي حضره عدد من الوزراء الروس وكبار المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة موسكو والهيئات الاقتصادية الروسية الاتحادية، وجاءت بعنوان فرص التعاون التجاري والاستثماري، بكلمة نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية الروسية الاتحادية فلاديمير بادالكو الذي أثنى على تنظيم إمارة الشارقة لهذه البعثة. وأكد أن اللقاءات المباشرة بين المسؤولين ورجال الأعمال تحقق نتائج أوسع وأبعد ضمن جهود من قبل الدولتين لتطوير علاقاتهم الاقتصادية داعياً رجال الأعمال في الشارقة إلى دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة التي تتمتع بها بلاده بوجود فرص استثمارية مشتركة بين بلاده ودولة الإمارات في مجالات مواد البناء والزراعة والخدمات والسياحة والنفط والغاز وفي المشاريع الصغيرة والمتوسطة واقتصاد المعرفة، وأن الغرفة الروسية الاتحادية لن تدخر جهداً في تقديم التسهيلات والإمكانات المتاحة كافة لدعم التعاون بين القطاع الخاص لدى الجانبين. وأشار الجانب الروسي إلى أن التعاون بين روسيا والإمارات كان دوماً على أعلى مستوى، وأن العلاقات التجارية والاقتصادية تجد دعماً كاملاً من الدولة، والدور الذي تقوم به الغرف التجارية في كلا البلدين هو جزء من هذا الدعم الرسمي. وشدد على أن الاهتمام الروسي بالاستثمار في الإمارات ارتفع في السنة الأخيرة إلى نحو 30% كما أن التعاون بين الأقاليم الروسية والإماراتية ينشط كذلك من طرفه، حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 3 مليارات دولار، كما أن نحو 750 ألف سائح يزور الإمارات سنوياً، في حين تحتل إمارة الشارقة المرتبة الأولى، من حيث الشركات الروسية المسجلة لديها، مؤكداً أهمية مثل هذه اللقاءات، التي تسهم في التقارب بين المسافات، وتفتح الأبواب أمام الحوار المباشر بين أصحاب الشأن لتحقيق المصلحة المشتركة. ثم ألقى وليد بوخاطر النائب الثاني لرئيس مجلس الغرفة، كلمة الوفد الترحيبية، قال فيها بكل مشاعر السرور والترحاب يسعدني وإخواني أعضاء وفد الشارقة المشارك في أعمال ملتقانا اليوم أن نحييكم ونشكركم على استضافتكم لنا في عاصمة جمهورية روسيا الصديقة، موسكو مدينة التاريخ والثقافة والفنون والأدب والعلوم. وأضاف بوخاطر أن ملتقى الشارقة روسيا للأعمال، الذي يأتي ضمن زيارة وفد تجاري من إمارة الشارقة بدولة الإمارات يشمل كلاً من مدينتي موسكو وسان بطرسبورغ يهدف إلى تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، والتعرف إلى مجالات وفرص التعاون الاستثماري والاقتصادي بين مجتمع الأعمال في الشارقة وروسيا. وأضاف نستند في هذا على ما تم إنجازه حتى الوقت الراهن في العلاقات الثنائية، فارتفع حجم التبادل التجاري من 155 مليون دولار عام 2001 إلى 3 مليارات دولار في 2015، وتم تأسيس صندوق الاستثمار بقيمة خمسة مليارات دولار فيما زاد حجم الاستثمار المتبادل بين البلدين على 18 مليار دولار. وتابع كما وقع البلدان على اتفاقية تنص على تشجيع استثمارات رؤوس الأموال وحمايتها في كلا البلدين إلى جانب القرار الأخير الذي اتخذته روسيا لاستثناء هيئات الاستثمار وصناديق الثروة السيادية الإماراتية من الضرائب، وجميعها عملت على تعزيز تواجد الاستثمارات الإماراتية في روسيا. وقال بوخاطر في كلمته: تعمل أكثر من 3 آلاف شركة روسية في أسواق الإمارات في القطاعات كافة، وعلى رأسها التجارة والصناعة والنفط والغاز وقطاعات أخرى عديدة، ومنذ أوائل التسعينات من القرن الماضي أصبحت دولة الإمارات وما تزال محط أنظار للسياح الروس، حيث زار الإمارات 750 ألف سائح روسي عام 2015 عبر 124 رحلة طيران أسبوعياً من روسيا للإمارات ومنها الشارقة. وشملت كلمة رئيس بعثة الشارقة التجارية تسليط الضوء على أبرز المشاريع التي تمثل قصة النجاح المميزة في العلاقات بين الشارقة تحديداً وروسيا من خلال المشاريع العملاقة القائمة بين مجتمع الأعمال في الجانبين: - مشروع الغاز المشترك بين شركة روس نفط وشركة نفط الهلال باستثمارات تزيد على 630 مليون دولار. - مشروع الحمرية ستيل شركات مشتركة بين مستثمرين من الجانبين. - عقد بقيمة 275 مليون دولار وقعته شركة غلفتينرا إحدى أبرز الشركات في الشارقة لإدارة ميناء أوست لوغا الواقع بالقرب من مدينة سان بطرسبورغ. وأوضح بوخاطر أن إمارة الشارقة تولي اهتماماً كبيراً لبناء جسور التعاون المشترك بين جمهورية روسيا الاتحادية والإمارات، باحتضانها نحو 200 شركة روسية تمثل قطاعات اقتصادية متنوعة، ويصل حجم التبادل التجاري بين الشارقة وروسيا تحديداً مع نهاية 2015 إلى 200 مليون دولار، كما أسهمت الشارقة في دعم العلاقات بين البلدين من خلال استضافتها لمنتديات وملتقيات روسية عدة مشتركة مع الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، علاوة على تمثيل غرفة الشارقة لدولة الإمارات في عضوية مجلس الأعمال الإماراتي الروسي. وأشار بوخاطر إلى أن غرفة الشارقة لديها وفي إطار من التعاون والتنسيق مع الدوائر الحكومية المعنية والهيئات الاستثمارية المتخصصة في الشارقة، تسهيلات وحوافز عدة، يمكن للجانب الروسي الاستفادة منها في مضاعفة حجم استثمارات ومشاريع القطاع الخاص، كما وسبق للغرفة أيضاً طرح مبادرات عدة يمكن أن تمثل بدراستها وتنفيذها وسائل فاعلة في تطوير ومضاعفة حركة الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين، مثل إطلاق مبادرات تنظيم معرض دوري للمنتجات والخدمات الروسية في مركز إكسبو الشارقة ودعوة الفعاليات الروسية للمشاركة في معارض دولية ومتخصصة بمركز إكسبو، والعمل على تنظيم ملتقيات ومنتديات استثمارية مشتركة بين البلدين أيضاً، وهي مبادرات نأمل تفعيلها والاستفادة منها لصالح الجانبين. ودعا النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة في ختام كلمته،إلى تأسيس آلية عمل لتعاون مثمر مشترك يعزز من العلاقات الاستراتيجية في ظل ما لدى كل جانب من إمكانات وفرص واستعداد وحرص على إنجاح هذه الآلية تحقيقاً لما نصبوا إليه من شراكة قوية تبرز قدرة القطاع الخاص ودوره في مساندة وتنويع هذه الشراكة في جميع المجالات دون إغفال الاستفادة من مزايا وتسهيلات اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين. مذكرة تفاهم وتوجت الغرفة المحطة الأولى من زيارة البعثة لروسيا بتوقيع اتفاقية تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة موسكو وغرفة تجارة وصناعة الشارقة وقعها من جانب الغرفة وليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، فيما وقعها من الجانب الروسي سورين سيردنيان نائب رئيس غرفة موسكو. وقال وليد بوخاطر، إن الاتفاقية تستهدف في المقام الأول تعزيز مجالات التعاون بين الغرفتين، لما فيه مصلحة الأعضاء من ممثلي القطاع الخاص عامة وأصحاب المشاريع الرائدة، كما تهدف إلى التعاون بتطوير ما فيه فائدة متبادلة في مجالات التجارة والتعاون التقني. وأضاف كما شملت بنود المذكرة أن يقوم كل طرف بالتعاون في الترويج لمصلحة الطرف الآخر لتقوية وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وأيضاً التعاون بين رواد المشاريع في موسكو والشارقة وتبادل الخبرات والمعلومات بشأن الاتجاهات الجديدة في المشاريع الاقتصادية وآليات إدارتها وتشغيلها. وذكر أن مذكرة التفاهم شملت العمل المشترك على تنظيم بعثات تجارية لممثلين عن مجموعات من رجال الأعمال لتبادل الزيارات بين الجانبين والاشتراك في المعارض والأحداث الاقتصادية وغيرها من الفعاليات التي ستقام لدى الجانبين، ودعم تأسيس مكاتب تجارية وتقديم التسهيلات للمستثمرين الراغبين في إنشاء مشاريع لهم حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها لدى الشارقة وروسيا. دراسة المشاريع وأوضح أن مذكرة التفاهم تضم في بنودها أهمية التشاور فيما يتعلق بمزاولة النشاط التجاري الخارجي، ولقاءات التجارة الخارجية، ولقاءات العمل المشتركة والمحاضرات وغيرها من الفعاليات التي تهدف لدراسة مشاريع فيها منفعة مشتركة وأيضاً التعاون لتقديم المساندة اللازمة في مجال التحكيم التجاري والاستفادة من خدمات مراكز التحكيم في تسوية المنازعات التجارية بين الشركات. عرض ترويجي ل الإنماء السياحي أكد خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، أهمية العلاقات التجارية التي تربط بين روسيا والإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص، حيث تُعد روسيا من أهم الشركاء للدولة على الصعيد الاقتصادي، كما يوفر السوق الروسي فرصاً استثمارية واعدة للشركات الإماراتية العاملة في الإمارة. وأوضح أن تواجد الشركات الروسية في سوق الدولة كذلك يشهد نمواً ملحوظاً، لذا تسعى إمارة الشارقة ومن خلال البعثات التي تنظمها غرفة الشارقة إلى تعزيز أواصر التبادل التجاري والتعاون المشترك، وتقديم المزيد من الفرص لرجال الأعمال، إلى جانب توسيع دائرة العلاقات التجارية التي تربط بين الشارقة ودول العالم كافة، وتحرص هيئة الإنماء التجاري والسياحي على المشاركة بفعالية في هذه البعثات، وتقديم أشكال الدعم كافة لغرفة الشارقة بما يروج لتجارة الشارقة الخارجية، ويخدم مصلحة القطاع الاقتصادي ككل. وشهد الملتقى تقديم العروض الترويجية والتعريفية عن مقومات الاستثمار والمزايا التي توفرها إمارة الشارقة، حيث سلطت الضوء على ما تزخر به الإمارة من مقومات ومناخ استثماري مشجع وواعد، إضافة إلى عروض عن الفرص الاستثمارية في قطاعات متعددة تسعى الشارقة من خلالها إلى التعاون مع المستثمرين الروس الراغبين في الاستثمار بالشارقة بإقامة مشاريع تخدم تلك القطاعات. عرض شامل قدم محمد جمعة المشرخ نائب مدير مكتب الاستثمار الأجنبي المباشر في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، عرضاً شاملاً حول مميزات الاستثمار في إمارة الشارقة، مستعرضاً مجموعة من المشاريع الريادية فيها ضمن مختلف القطاعات، وما توفره من فرص قيمة للمستثمرين ذات عوائد جاذبة. وبين المشرخ خلال عرضه جاذبية الشارقة باعتبارها من أكثر المدن الجاذبة للمستثمرين في منطقتي الخليج والشرق الأوسط، وذلك بفضل امتلاكها مزيجاً فريداً من العوامل المساعدة، التي يأتي في مقدمتها تنوع اقتصادها ومرونته إزاء التقلبات العالمية، والموقع الجغرافي القريب من الأسواق العالمية، والبيئة التشريعية الموائمة، وتعدد المناطق الحرة التي تسهل ممارسة الأعمال، وسهولة إجراءات تأسيس الشركات، وغيرها الكثير، وبسبب كل هذه العوامل باتت مجموعة من القطاعات الواعدة في الإمارة، وعلى رأسها: التنمية البيئية، والرعاية الصحية، والنقل والخدمات اللوجستية، والسياحة والترفيه، تحمل إمكانات كبرى للنمو، وتعد المستثمرين بتحقيق المزيد من الأرباح. البيئة السياحية قدم خالد وليد المنصوري ممثل هيئة الإنماء السياحي والتجاري، عرضاً وافياً عن البيئية السياحية في الشارقة ومقوماتها ما توفره من خدمات وتسهيلات للسائح الروسي تحديداً، الذي تعد الشارقة من الوجهات المفضلة له، حيث تشير نسب النمو لعدد السياح الروس منذ بداية التسعينات إلى ارتفاع واضح يصل إلى مئة في المئة لما تتمتع به الشارقة من طقس معتدل في فصل الشتاء، وشواطئ خلابة وبيئة طبيعة متنوعة بات المزاج الروسي يعشقها، إضافة إلى المرافق الخدمية والتجارية التي تجعل الزيارة إلى الشارقة لا تعوض. لقاءات عمل ثنائية اختتمت أعمال الملتقى بتنظيم لقاءات عمل ثنائية بين رجال الأعمال من الشارقة مع نظرائهم من الجانب الروسي تبادلوا خلالها التعرف إلى مجالات التعاون المتاحة والممكنة بينهم، ومن منطلق العمل على الاستفادة من التقنيات المتقدمة لدى روسيا الاتحادية في قطاعات الإنتاج الأساسية من صناعة وزراعة وطاقة، وتطلعها للدخول إلى السوق الروسية الكبرى التي تضم موارد طبيعية ومصادر عدة يمكن الاستفادة منها. أعضاء البعثة ترأس البعثة وليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، وضمت في عضويتها خالد بن جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء السياحي والتجاري، وزياد خير الله الحجي عضو مجلس إدارة الغرفة والمدير العام لشركة سيراميك المحدودة ومحمد جمعة المشرخ نائب مدير مكتب الاستثمار الأجنبي المباشر في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير ( شروق ) وجاسم المطوع مستشار الغرفة للعلاقات مع دول الكومنولث المستقلة وجمال سعيد بوزنجال مدير إدارة الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة في غرفة الشارقة ومروان صالح العجلة تنفيذي الترويج الاستثماري في (شروق) وخالد وليد المنصوري من هيئة الإنماء السياحي والتجاري، إضافة إلى مديرين تنفيذيين من الشركات التجارية من الشارقة.
مشاركة :