حذرت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها، أمس، من هجمات إرهابية محتملة في أوروبا هذا الصيف، وقالت: إن الأهداف قد تشمل مواقع سياحية ومطاعم ومراكز تجارية ووسائل النقل. وقالت، في تحذير بشأن السفر ينتهي أجله في 31 أغسطس (آب): «نحذر المواطنين الأميركيين من خطر هجمات إرهابية محتملة في أنحاء أوروبا تستهدف مناسبات رئيسية ومواقع سياحية ومطاعم ومراكز تجارية ووسائل النقل». وأضافت أن «العدد الكبير من السياح الذين يزورون أوروبا في شهور الصيف سيمثل أهدافا أكبر للإرهابيين الذين يخططون لهجمات في الأماكن العامة، خصوصا في المناسبات الكبرى». وقبل عشرة أيام من انطلاق فعاليات كأس أوروبا لكرة القدم في فرنسا، أجرت الشرطة الفرنسية أمس محاكاة لاعتداءات تستهدف استاد فرنسا في باريس ومناطق قريبة منه، استعدادا لمواجهة الأسوأ أي تعرض الملعب لاعتداء إرهابي. وتجمع نحو 500 شخص في الملعب عندما بدأت مكبرات الصوت تبث تعدادا عكسيا، قبل أن يسمع صوت انفجار قوي، ثم أصوات هلع وصراخ، لتتدخل سيارات الإسعاف بعد ذلك. ويأتي هذا التدريب في إطار الاستعداد لمواجهة أي اعتداء إرهابي قد يستهدف مباريات كأس أوروبا، وجرى في أشهر ملاعب فرنسا في شمال باريس بحضور نحو 250 شخصا لعبوا دور الجمهور ونحو 200 شخص آخر كانوا من عناصر الشرطة والإطفاء والإسعاف. ولم تعلن تفاصيل التدريب كاملة لوضع المشاركين فيها في أوضاع شبه حقيقية لمعرفة ردود فعلهم في مواجهة طارئ من هذا النوع. وقال غابرييل بلوس، المتحدث باسم فرق الإطفاء، إن الهدف من هذه التدريبات حصول أفضل تنسيق بين مختلف الأجهزة «استعدادا لليوم المفترض لكي نعمل بفاعلية». ومن المقرر إجراء سبع مباريات في «ستاد دو فرانس» الذي يتسع لثمانين ألف مشاهد، بينها مبارتا الافتتاح بين فرنسا ورومانيا والمباراة النهائية. وكانت اعتداءات 13 من نوفمبر (تشرين الثاني) بدأت أمام هذا الملعب قبل سبعة أشهر، وأوقعت قتيلا وعشرات الجرحى. وأقر وزير الداخلية، برنار كازنوف، بـ«حصول خلل» خلال المباراة النهاية لكأس فرنسا في الحادي والعشرين من مايو (أيار)؛ ما أثار قلق المسؤولين ودفع إلى إجراء هذه التدريبات التي تحاكي وقوع اعتداءات جديدة. وخلال هذه المباراة حصلت تجمعات كبيرة أمام الملعب، وتم إدخال قنابل دخانية إلى الملعب على الرغم من التفتيش، كما أطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع عند خروج المشاهدين لتفريقهم. وتعتبر الحكومة الفرنسية أن مباريات كأس أوروبا هي «هدف محتمل جذاب للمنظمات الإرهابية» أو «لأشخاص متطرفين». لذلك تم تشديد الإجراءات الأمنية وجرت عمليات محاكاة عدة مثل تلك التي جرت في كثير من المدن الفرنسية. وقالت المتحدثة باسم شرطة باريس، جوانا بريمفير: «لنتخيل أن اعتداء حصل في الساعة العاشرة مساء، والمباراة في أوجها والملعب يعج بالمشاهدين». وحسب المحاكاة، حصل الانفجار الأول وراء مقاعد المشاهدين في الملعب. أما الثاني، فوقع تحت جسر بين محطة للمترو السريع والملعب لدى خروج من يفترض أنهم المشاهدون. كما جرت عملية إطلاق نار وهمية في ملعب آخر يتسع لعشرة آلاف مشاهد على بعد كيلومترات عدة من «ستاد دو فرانس». وتمت هذه العملية من دون مشاركة أشخاص فيها. وحسب الحصيلة الوهمية لهذه الاعتداءات التي تمت محاكاتها، سقط 20 قتيلا و60 جريحا. ولم يسمح للصحافة سوى بحضور محاكاة الاعتداء الثاني الذي وقع تحت الجسر. وفي الساعة العاشرة والنصف، تحرك «روبوت» في المكان برفقة ستة عناصر من رجال الشرطة، بحثا عن قنابل مفترضة. ووصل من يفترض بهم أنهم المشاهدون، وكانوا يضحكون ويقفزون أمام الكاميرات ويتبادلون الصور. عندها حصل الانفجار القوي، فسقط عدد منهم على الأرض، في حين فر آخرون وهم يركضون متناسين أنه يفترض بهم أن يكونوا في عداد الجرحى أو القتلى. وسارع المسعفون إلى وضع شارات على صدورهم تدل على من هو في حالة حرجة يستدعي نقله فورا، ومن إصابته أقل خطورة بإمكانه الانتظار. وأضاف غابرييل بلوس أنه «يساعدنا في توقع ما يمكن أن نحتاج إليه» في حال وقوع اعتداءات فعلية. أما عناصر الشرطة من النخبة، فيفترض فيهم أن يقوموا بتأمين مكان حصول الاعتداء؛ لمنع قيام أي مهاجم آخر باستغلال تجمع الناس لارتكاب اعتداء آخر.
مشاركة :