اختتمت مؤخراً فعاليات المنتدى الإماراتي-الصيني للصيرفة والتمويل الإسلامي في نسخته الافتتاحية التي حملت عنوان الصيرفة والتمويل الإسلامي: الآفاق والتحديات والتأثير المستدام ونظمها مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي في جامعة حمدان بن محمد الذكية ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع نادي التمويل الإسلامي الصيني ومؤسسة زيشانغ إنتركلتشر كوميونيكيشن وتومسون رويترز كشريك معرفي، في دياوياتي ستيت غيست هاوس ويتغراس استيت، مجمع بيت الضيافة الحكومي في العاصمة الصينية بكين
اجتمعت نخبة من كبار صناع القرار والخبراء والقادة والباحثين المتخصصين بقطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي من دولة الإمارات وجمهورية الصين تحت سقف واحد للوقوف على أهم الاتجاهات والتحديات الناشئة في المجال وبحث سبل ترسيخ أواصر العلاقات والتعاون المشترك بين الطرفين للنهوض بالاقتصاد الإسلامي على الخارطة الإقليمية والعالمية.
وألقى فهد السعدي، نائب رئيس الجامعة للموارد المؤسسية والخدمات في جامعة حمدان بن محمد الذكية، الكلمة الترحيبية خلال الحدث بالنيابة عن الدكتور منصور العور، رئيس الجامعة، الذي أكد على الأهمية الاستراتيجية للمنتدى في دعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحويل دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي على المستوى العالمي، وهي المبادرة التي يشرف عليها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى لجامعة حمدان بن محمد الذكية.
ولفت إلى أن تنظيم هذا المنتدى الأول من نوعه بين الإمارات والصين في مجال الاقتصاد الإسلامي يأتي استكمالاً للزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جمهورية الصين لتمتين سور العلاقات الاستراتيجية والتعاونية التي تجمع بين الطرفين على كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدبلوماسية.
وقال الدكتور منصور العور: شكل المنتدى الإماراتي الصيني للصيرفة والتمويل الإسلامي أهمية كبيرة في تحفيز تضافر الجهود الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المشتركة الرامية إلى دفع عجلة نمو قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي في كل من دولة الإمارات وجمهورية الصين.
وأضاف يأتي تنظيم هذا الحدث في وقت استراتيجي بالنظر إلى التوجه المتنامي للاقتصادات العالمية الكبرى نحو إعادة النظر بالمنظومة المالية التقليدية وتطويرها بالشكل الأمثل للتمكن من مواكبة التطلعات الطموحة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة، خاصة في ظل الطفرة التنموية الكبيرة التي شهدها قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي في أعقاب الأزمة المالية الأخيرة. ونحن سعداء بالاستجابة الواسعة التي حظي بها المنتدى الإماراتي الصيني والمخرجات الإيجابية التي تمخض عنها على مستوى استكشاف ومناقشة أبرز التحديات والإمكانات ورسم ملامح مستقبل قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي على الخارطة العالمية، مع التركيز بشكل خاص على تحفيز الابتكار والإبداع في المجال من أجل الارتقاء بالتجربة المصرفية الإسلامية.
وتضمن جدول أعمال المنتدى مشاركة 11 متحدثاً رئيسياً لاستكشاف سبل ترسيخ أواصر التعاون الصيني مع دولة الإمارات وسائر منطقة الشرق الأوسط وتسليط الضوء على تجربة دبي في الاقتصاد الإسلامي وآفاق نمو قطاع التمويل الإسلامي في الصين، مع التركيز أيضاً على قطاعات السياحة والضيافة وبناء الشراكات الجديدة بما يتماشى مع استراتيجية الحزام والطريق.
ومن بين أبرز المتحدثين خلال الحدث البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية لتنمية المشروعات والجامعة؛ ولي جيبينج، النائب التنفيذي لرئيس الرابطة الصينية للترويج لتمويل التنمية؛ وتشنغ مانجيانغ، خبيرة اقتصادية والرئيس العالمي لقسم البحوث في بنك الصين الدولي؛ وتشي وينبين، رئيس معهد شينجيانغ للأبحاث الأوروبية والآسيوية، وغيرهم.
واستضاف الحدث إجمالي أربع جلسات نقاشية بواقع اثنتين في كل يوم، بالإضافة إلى سلسلة من الندوات التفاعلية التي سلطت الضوء على أهم المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، أهمها تطور التمويل الإسلامي في الصين التي تطرقت إليها تشينغ مانجيانغ خلال اليوم الأول من الحدث، مستعرضةً أهمية التمويل الإسلامي في تفعيل قنوات التعاون والتحالفات الاقتصادية بين بلدان طريق الحرير ودول آسيا الوسطى والخليج العربي وجزء كبير من منطقة الشرق الأوسط، وكيفية نشر ثقافة الصيرفة الإسلامية وترسيخها ضمن السوق الصينية.
وتخلل اليوم الأول من الحدث أيضاً استعراض مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي وأهم التحديات والفرص المتاحة في المناخ المالي الحالي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ملامح استراتيجية التنمية المستدامة التي تنتهجها الحكومة الصينية وسبل تعزيز وتوسيع نطاق العلاقات التعاونية بين دولة الإمارات والصين في مختلف الجوانب والمجالات المتعلقة بالتمويل الإسلامي.
وكان اليوم الثاني والأخير من الحدث حافلاً أيضاً بالعديد من النقاشات رفيعة المستوى التي تمحورت حول عدة مواضيع رئيسية، أبرزها جدوى الصكوك الإسلامية لدعم صناديق التمويل المخصصة لمشاريع البنية التحتية في الصين، وواقع قطاع السياحة والضيافة من المنظور الإسلامي، وآفاق نمو قطاع التمويل الإسلامي في هونج كونج، وتحديات نمو قطاع التكافل على الصعيد العالمي، وذلك بمشاركة عدد من كبار الخبراء في المجال منهم الدكتور سيد فاروق، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة المستشارون العالميون للشرق الأوسط ومستشار المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي كلمة له خلال الحدث، أشار عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، إلى أن الهدف من مناقشة واقع وآفاق التمويل والصيرفة الإسلامية التي تعد ركيزةً أساسية من ركائز الاقتصاد الإسلامي، ليس فقط معرفة كيفية إدارة وتنظيم المؤسسة المالية بل تحديد وظيفتها كعامل ثبات واستقرار للاقتصاد الكلي وكوسيلة لنهضة كافة القطاعات الاقتصادية وضمان استدامتها بدون إغفال حقيقة أن تمكين المؤسسة المالية من أداء هذه المهمة يتطلب تحقيق الكفاءة والمهارة اللازمة، ولا بد لها أن تنضوي تحت نظم الحوكمة لتعزيز شفافيتها وثقة الجمهور فيها والامتثال لمنظومة من المعايير والأخلاق بحيث تكون هذه المنظومة إلزاماً تقتضيه ضرورات الاستدامة وليست خياراً مرحلياً.
وأضاف العور: نحن سعداء بقرار الحكومة الصينية إصدار صكوك لتمويل مشاريع البنية التحتية، ونعتبر هذه الخطوة فاتحةً لمشهد تنموي جديد يستمد قوته من الحضور القوي والمؤثر للاقتصاد الصيني في كافة أنحاء العالم.
ويعد المنتدى الإماراتي الصيني للصيرفة والتمويل الإسلامي المبادرة الأولى من نوعها على المستوى المحلي التي تستهدف توطيد العلاقات والجهود المشتركة مع جمهورية الصين فيما يخص الاقتصاد الإسلامي.
تطوّر قطاع التمويل الإسلامي
قدّمت تومسون رويترز ثلاثة تقارير حول تطوّر قطاع التمويل الإسلامي، وواقع الإقتصاد الإسلامي العالمي، وقطاع الصكوك الإسلامية. كما تم عقد أربع جلسات خاصة ترأسها خبراء إماراتيون رفيعو المستوى، وهي هيكلة السندات الإسلامية: المعرفة الداخلية وشمول الصين برئاسة معين الدين معلم، الشريك الإداري في شركة ألترناتيف إنترناشيونال مانجمنت سرفيسز؛ وعولمة قطاع التأمين الإسلامي: الفرص المتاحة للصين للدكتور عمر فيشر، المدير الإداري لشركة خضر سوليوشنز؛ والتحديات والفرص المتاحة لشركات التمويل الإسلامي في الصين برئاسة سهيل زبيري، الرئيس التنفيذي لشركة دار الشريعة للاستشارات القانونية والمالية التابعة ل بنك دبي الإسلامي؛ والنظام العام للمعايير الوطنية في دولة الإمارات برئاسة طارق عبد الرحمن محمد زينل، رئيس قسم الرقابة في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس.
دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي
يأتي إلتزام مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي التابع ل جامعة حمدان بن حمدان الذكية بنشر المعرفة ووضع الأسس والمرتكزات الأساسية للوصول بالصيرفة والتمويل الإسلامي إلى العالمية، تماشياً مع التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات بجعل دبي عاصمة عالمية للإقتصاد الإسلامي، ويعد تنظيم هذا المنتدى الأوّل من نوعه بين الإمارات والصين في مجال الاقتصاد الإسلامي استكمالاً للزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الجمهورية الصينية لتمتين سور العلاقات الاستراتيجية والتعاونية التي تجمع بين الطرفين على كافة الأصعدة الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والدبلوماسية.