الفهد، أسرع الحيوانات البرية على وجه المعمورة، وأكثرها إثارةً لمغامري السفاري. هؤلاء الفنانون اختاروا مغامرة من نوع آخر، إذ قرروا استكشاف بعضَ محمياتِ جنوبِ افريقيا، في رحلة سفاري فنية، متاعهم الوحيد فيها الورق والألوان. يورونيوز رافقتهم في مغامرتهم في ناميبيا، حيث كانت محطتهم الأولى محمية نان كوس. وتقول ماري آن بارتليت منظمة هذه الرحلة: عندما ترسم تقوم بتوثيق لحظة من الزمن. تجلس في بيئة تصبح جزءاً منها. وَغالباً ما يدخل الحيوانات على المشهد. وهذا شعورٌ استثنائي ولا يشبه شعورك عندما تقوم بمطاردة الأشياء. رحلات سفاري الفن هذه مفتوحة لجميع الأعمار وجميع هواة الرسم، سواء كانوا يمتلكون الخبرة أم لا. فبول هازلداين مثلاً ليس خبيراً في الرسم وإنما استهوته الفكرة ورغب بخوض هذا التجربة التي يراها مثيرةً: منذ عشر سنوات، كنت أسافر كثيراً في رحلات سفاري جماعية، ولكن لم يكن لدينا متسع من الوقت للتوقف. كان الأمر أشبه بسباق للحصول على صورة. وذاتَ يومٍ، مررت بماري آن في إحدى جولاتها. كانت واقفةً هناك ترسم. بالنسبة لي، لم أرسم منذ أيام الدراسة، أي منذ عشرين أو ثلاثين عاماً. فرأيت في ذلك تجربةً مثيرة. المحطة التالية للمجموعة كانت محمية اوكابولا، حيث يجدون وحيد القرن الأبيض، المهدد بسبب ازدياد صيده غير المشروع للحصول على قرنه باهظ الثمن. هذه المرة لا يستطيع الرسامون الاقتراب كثيراً، ولكنهم على مسافة تسمح لهم الحصول على رؤية مفصَّلة لهذا الحيوان. وتقول فران وليامز: قرأت يوماً أنه عندما نجلس لرسم أحد الحيوانات، نحصل فعلاً على فرصةٍ لننعم النظر في روحه. وبعد جلوسي هنا لقرابة العشرين دقيقة أو النصف ساعة، ورسم وحيد القرن عدة مرات، أعتقد أن هذا صحيح تماماً، وأنا متأكدةٌ من أنه ينطبق على جميع الحيوانات. ناميبيا هي واحدة من سبعٍ وعشرينَ دولةً حول العالم ممن ينظمون رحلات سفاري خصيصاً من أجل الفن، لا سيما وأن هذا النوع من الرسم أصبح يحظى بشعبية كبيرة في أوروبا وآسيا.
مشاركة :