الحبار العملاق: وحش البحار الذي يبلغ طوله 27 مترا

  • 6/1/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حيوانات "الحبار العملاق".حيوانات غامضة على أي حال، لا تزال حيوانات "الحبار العملاق" إحدى أكثر المخلوقات الضخمة في كوكبنا هذا غموضا. اللافت أن أول صور لـ"حبار عملاق" حي ويعيش في بيئته الطبيعية لم تُلتقط سوى عام 2004، رغم أن عمليات جنوح أنواع من حبابير ذلك النوع المعروف علميا باسم "أركيتيوتس دوكس"، والذي يُعتقد أنه الأضخم على الإطلاق من بين أنواع "الحبابير"، تعود إلى عام 1639 في أوروبا. ويقول كريس باكستْن، عالم الإحياء بجامعة سنت أندروز الأسكتلندية في المملكة المتحدة إنه منذ الكشف عن وجود هذا النوع، تتردد الكثير من التكهنات حول أقصى حجم يمكن أن يصل إليه "حبار عملاق" ينتمي إليه. وفي مسعى للتعرف على إجابة لهذا السؤال، راجع باكستْن كل ما كُتب بشأن العينات المعروف انتماؤها لنوع "أركيتيوتس دوكس"، وذلك في سياق دراسة تحليلية نُشرت في دورية "جورنال أوف زوولوجي" المعنية بعلم الحيوان. Image copyright T. Kubodera National Museum of Nature and Science وتضمنت هذه المراجعة الاطلاع على تقارير تاريخية مُحقَقَة وموثقة، وكذلك على مرويات وأقاويل تتناول كلها حالات ظهور لحيوانات "الحبار العملاق"، سواء شُوهدت من على متن قوارب، أو ظهرت بقاياها وقد ألقتها الأمواج على الشواطئ، أو حتى وُجِدتْ في معدة أحد حيتان العنبر، ذاك الحوت الذي يُعتقد أنه يطارد "الرأس قدميات" العملاقة هذه ويلتهمها. وفي المجمل، قيس - بشكل أو بآخر - طول 460 نوع من أنواع الحبار العملاق.مشاهدات مذهلة بلغ طول ما يُفترض أن يكون أضخم "حبار عملاق" شوهد على الإطلاق مستوى مذهلا يصل إلى 53 مترا. ورُصد هذا الحبار قبالة سواحل جزر المالديف في إحدى ليالي الحرب العالمية الثانية، من قبل رجل يُدعى "جى.دي ستاركي"، كان على متن سفينة صيد تابعة للبحرية البريطانية. ولكن يمكن دحض ورفض العديد من تقديرات الطول هذه. فالحكايات غير الموثقة تاريخيا التي تتحدث عن مشاهدات لـ"حبابير عملاقة"، تميل إلى المبالغة كثيرا في أحجامها. فعلى سبيل المثال، ينقل كتاب جديد ألفه العالم والكاتب المتخصص في الشؤون العلمية دارِن نَيش؛ عن ستاركي ادعاءه أن الحبار الذي شاهده كان أطول من السفينة التي كان على متنها، وكذلك قوله إن تقديره لطول هذا الحيوان، لم يتضمن مجسيّه الطويلين اللذين يستخدمهما لأغراض التغذية، وهما المجسان اللذان يبلغ نصيبهما من طول الحبار أكثر من النصف عادة. كما أنه قد يصعب قياس طول جسم "الحبار العملاق" بأكمله؛ نظرا إلى أن أنسجته الرخوة تصبح لدنة ومطاطة عندما يُنتشل من الماء، وهو ما يجعلها تتمدد وتستطيل، على نحو لا يحدث عادة في بيئته الطبيعية. لذا استبعد باكستْن القياسات غير الموثوق بها التي سُجلت سابقا لطول "الحبابير العملاقة"، ومن ثم استخدم أساليب متنوعة، لتقدير أقصى طول يمكن أن يصل إليه حيوان من هذا النوع. وتتضمن هذه الأساليب؛ استنباط الطول الإجمالي للحبار استنادا إلى طول أجزاء معينة فيه، مثل رأسه الشبيه بالمنقار، والجزء الصلب من فمه الذي يستخدمه في قضم والتهام فرائسه، إلى جانب الجزء المعروف باسم "العباءة"، وهو عبارة عن طبقة سميكة في الجلد تغطي ظهر هذا المخلوق، وتشكل تجويفاً يحتوي العديد من أعضائه. ويشكل ذاك الجزء جانباً كبيراً من جسد الحبار، ويقع فوق رأسه ومجسيّه مباشرة.أضخم العينات وفي تصريحات لـ(بي بي سي إيرث)، قال باكستْن إن طول "العباءة" الخاصة بأطول "حبار عملاق" ذي قياسات موثوق فيها، بلغ مترين و79 سنتيمترا. Image copyright Christian Darkin Science Photo Library Image caption يُعثر على بقايا حبابير عملاقة بداخل جوف حيتان من نوع "حوت العنبر" وأوضح بالقول إن الحديث هنا يدور حول "عينة تقطعت بها السبل في مضيق كوك بنيوزيلندا اعتبارا من مايو/أيار 1879 .. ولكن لم يتم تسجيل الطول الكلي" لها. وأشار إلى أنه يمكن بناءً على طول هذه "العباءة" استنتاج أن الطول الكلي للحبار نفسه يصل إلى 14.28 مترا. ولكن هذا لا يعني أن ذلك المستوى هو أقصى طول ممكن للحبار؛ لسببين: السبب الأول يتمثل في أن أجساد الحبابير تتباين فيما يتعلق بالنسب الخاصة بالأجزاء المكونة لها. فربما يتماثل طولا منطقة "العباءة" لدى حباريّن، بينما يختلف طولا مجسيّ كل منهما، تماما على غرار الأشخاص العاديين، الذين قد تتماثل أطوال قاماتهم، رغم اختلاف طول ساقيّ كل منهم عن الآخر. وبالنسبة للحبار العملاق، يمكن أن تكون هذه الفروق ما بين حيوان وآخر كبيرة للغاية. أما السبب الثاني فيكمن في نظرية مفادها أنه من المستبعد للغاية أن يكون أكبر حبار عملاق عاش على هذا الكوكب هو ذاك نفسه الذي تم اصطياده وقياس طوله. ولذا، ومن هذا المنظور، فمن المرجح أن تكون هناك حبابير أضخم حجما لا تزال بعيدة عن متناولنا وأعيننا. ووفقا للدراسة التحليلية التي أجراها باكستْن، من المحتمل أن تكون مثل هذه الحبابير ذات أحجام شديدة الضخامة بالفعل.الحبار الأطول على الإطلاق Image copyright fir0002CC by NC Image caption عينة مجمدة لأحد "الحبابير العملاقة" في حديقة ملبورن للأحياء المائية وفي هذا الصدد، قال باكستْن إنه بالنظر إلى الفروق الفردية ما بين الحبابير، فيما يتعلق بأحجام أجزاء أبدانها؛ فإن الطول الإجمالي للحبار ذي "العباءة" البالغ طولها مترين و79 سنتيمترا "قد يتراوح ما بين 5.83 أمتار و27.53 متراً". ويوحي ذلك بأن "الحبار العملاق" قادرٌ على النمو إلى طول يبلغ 20 متراً، وبأن "من المعقول للغاية" أن بعضاً من هذه الحيوانات قد يناهز 27 متراً طولاً أو أكثر. ولكن باكستْن يستطرد بالقول: "رغم ذلك، أود أن أؤكد باعتباري عالماً مسؤولاً وجاداً أن كل هذا يستند إلى استنباط واستقراء . وكما أقول لطلابي الاستنباط يمكن أن يكون خادعاً". غير أنه يرى استنباطه بشأن المقاييس المفترضة للحبابير العملاقة استقراءً سليماً للغاية، ويأمل في أن يُختبر هذا الاستنباط وتتأكد صحته من خلال الاكتشافات المستقبلية، حتى ولو لم يتفق معه في ذلك الخبراء الآخرون في شؤون هذا النوع من المخلوقات.صراع تحت الماء تتحدث الأساطير والحكايات الخاصة بـ"الحبابير العملاقة" عن خوضها معارك مع حيتان العنبر، في صراعات هائلة وجبارة تدور تحت الماء. Image copyright Mark Carwardine naturepl.com Image caption حوت العنبر يتناول طعامه الذي قد يكون حباراً عملاقاً وفي ضوء العثور على بقايا "حبابير عملاقة" في جوف بعض حيتان العنبر، يبدو واضحا أن تلك الحيتان تطارد الحبابير المنتمية لنوع "أركيتيوتس دوكس" وتصطادها بغرض التهامها. كما تُقْدِم حيتان العنبر على ذلك مع أنواع أخرى من "الحبار العملاق"، أقصر في طولها من حبابير الـ"أركيتيوتس دوكس" ولكنها أضخم منها وزنا وكتلة، مثل الحيوانات التي تنتمي إلى النوع المعروف بـ"الحبار الضخم"، والذي يُعرف علمياً باسم (ميزوني كثيوتس هاميلتوني). لكن بعض الحبابير قد تصل إلى أحجام كبيرة للغاية، يصعبُ معها على حيتان العنبر الإمساك بها. وترى الدراسة التحليلية التي أجراها باكستْن أن طول "الحبابير العملاقة" الأضخم حجما، ربما يصل إلى حد يحول دون أن تتمكن إناث "حيتان العنبر" من اصطيادها، في ضوء أن طول الأنثى من هذا النوع يتراوح ما بين 11 و12 متراً. ومن هذا المنطلق، ربما لا يتسنى اصطياد غالبية "الحبابير العملاقة" سوى للذكور الأضخم حجما لحيتان العنبر، وهي الذكور التي يمكن أن يبلغ طولها هي نفسها 20 متراً. يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Earth.

مشاركة :