حرب إستنزاف بين حكومة ونقابات فرنسا وكأس اوروبا مهدد أمنيا وعماليا

  • 6/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رغم قرب انطلاق كأس اوروبا 2016  لكرة القدم في العاشر من حزيران/يونيو ترتسم اجواء حرب استنزاف في فرنسا بدون مخرج سريع لازمة اجتماعية مع اضراب مفتوح في قطاع السكك الحديد واستئناف التعبئة في وسائط نقل وقطاعات اخرى، وباتت عيون العالم كله وخصوصا متابعي كرة القدم على باريس لمعرفة تطورات التحركات العمالية التي يبدو أنّ النقابات مصرة على تصعيدها في هذا التوقيت بالذات للضغط أكثر على الحكومة وإقفال ملف المطالب بسرعة في ظل شلل جزئي يصيب حركة النقل في العاصمة الفرنسية ما قد يؤدي الى الغاء آلاف الحجوزات الى عاصمة السياحة في العالم لمتابعة مباريات يورو 2016. وباتت الحكومة الفرنسية الآن مشتتة بين مطالب وتحركات النقابات وشل حركة النقل العام في البلاد وحصر المواجهات في الشارع وبين التهديدات الأمنية التي يتخوف منها العالم بعد تفجيرات باريس وبلجيكا وتحذيرات واشنطن من إعتداءات جديدة محتملة خلال البطولة التي يتابعها الملايين حول العالم. متظاهرون يقطعون الطريق أمام إحدى المحطات النووية في فرنسا وشهدت حركة النقل الحديدي اضطرابا كبيرا حيث لم يتم تسيير سوى ثلاثة الى اربعة قطارات مناطق من عشرة، وعملت القطارات فائقة السرعة بنسبة 60% بحسب الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية التي قدرت نسبة المضربين بنحو 17%. وفي ضواحي باريس كان المشهد مماثلا مع محاولة الركاب الوصول الى وجهاتهم وسط حالات تاخير كبيرة وعربات مكتظة. وبدت حركة الخطوط الدولية خارج الاضطرابات حيث سجلت حركة عادية للقطارات الى بريطانيا (يوروستار) والمانيا وتم تسيير 75% من رحلات القطارات المتجهة الى سويسرا (ليريا) ودول البينيلوكس (تاليس). واضراب السكك الحديد هو الثامن منذ آذار/مارس لكنه الاضراب المفتوح الاول. ونقطة الخلاف منذ آذار/مارس هي اصلاح قانون العمل، حيث اكدت نقابة سي جي تي ان الامر لا يتعلق بسعي لتعطيل كاس اوروبا متهمة الحكومة برفض الحوار، وقالت اذا قالت الحكومة غدا نتحاور تتوقف الاضرابات. واضافت ان هذا الاسبوع سيكون الاسبوع الاقوى لجهة التعبئة منذ ثلاثة اشهر. ويقوم النزاع اساسا على مسائل تتعلق بساعات العمل. لكن نقابة سي جي تي الاكثر تمثيلا في قطاع السكك الحديد اضافت اليها سحب قانون العمل الجديد. وترفض الحكومة الاشتراكية تقديم تنازلات حول اصلاح قانون العمل، وقال رئيس الوزراء مانويل فالس التراجع سيكون خطأ سياسيا. وقال الرئيس فرنسوا هولاند انه لن يتم سحب المشروع. وانتقد الرئيس السابق اليميني نيكولا ساركوزي زعيم حزب الجمهوريين الفوضى السائدة في فرنسا وما أسماه ضعف وجبن وفقدان الحكومة التام لسلطتها. وترى الحكومة التي تعاني تدنيا كبيرا في شعبيتها ان مشروع القانون قيد الدرس سيسمح بان تتماشى قواعد العمل اكثر مع واقع كل شركة وبالتصدي للبطالة القريبة من 10%، لكن معارضيها يعتبرون ان مشروع القانون على العكس سيزيد من هشاشة اوضاع الاجراء، وهم كثفوا منذ آذار/مارس التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف، ودعوا الى تظاهرات جديدة في 14 حزيران/يونيو. الاضرابات والارهاب يهددان نجاح يورو 2016 وقبل تسعة ايام من انطلاق كاس اوروبا لكرة القدم الذي سياتي بآلاف المشجعين الى فرنسا اعلن عن اضرابات اخرى، ومن المقرر ان يبدا اضراب مفتوح الخميس في وسائل النقل في باريس، لكن الادارة تتوقع اضطرابات محدودة. وتريد الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) ان تعيد الاضراب الى قطاع الطاقة، ودعت الى اضراب قابل للتمديد مع عمليات قطع (كهرباء وغاز) محددة تستهدف اجهزة الدولة ومقر اصحاب العمل. وتتواصل التحركات في المصافي والموانىء النفطية في هافر (شمال غرب) التي تمد المطارات الباريسية بالكيروسين. وفي مجال النقل الجوي يستمر التهديد باضراب لثلاثة ايام بداية من الجمعة للمراقبين الجويين، وفي موازاة ذلك فان نقابة الطيارين في شركة اير فرانس صوتت لمبدأ بدء اضراب مفتوح في حزيران/يونيو احتجاجا على اجراءات تتعلق بالانتاجية، واعلنت احدى هذه النقابات عن ايداع اخطار باضراب يومي 11 و12 حزيران/يونيو. وتحدث رئيس الحكومة مانويل فالس عن الخسائر التي تتكبدها البلاد بسبب الاضرابات لدى تطرقه الى الانعكاسات الاقتصادية للنزاع، وقال مخاطبا النواب نعم هذا الخلاف يمكن ان يؤثر سلبا على اقتصادنا في الوقت الذي اتاح تحرك الحكومة حصول انتعاش وخفض البطالة. وتشير آخر المؤشرات الاقتصادية الى تراجع طفيف في نسبة البطالة والى تحسن في مستوى النمو. وفي وثيقة داخلية قدرت مجموعة توتال النفطية ان الاضراب في مصافيها الخمس يمثل خسارة عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا.

مشاركة :