رباب التاجر: ضحيت بالكثير من أجل الراليات

  • 6/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد حفل توزيع جوائز موسم سباقات الراليات الصحراوية 2015-2016 الذي نظمه نادي الإمارات للسيارات والسياحة نهاية الشهرالماضي، تكريم السائقة رباب التاجر، الإماراتية الوحيدة على مستوى الدولة التي تمتهن رياضة الراليات الصحراوية، وذلك لنتائجها المشرفة للموسم الثاني على التوالي في بطولة «الإمارات للراليات الصحراوية»، التي جاءت مكملة لتكريمها بجائزة الإنجاز الرياضي التي منحتها إياها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة مطلع مايو الماضي. وأكدت رباب التاجر لـ«الإمارات اليوم»، أن التكريم الذي حصلت عليه يؤكد أن الإنجاز الرياضي لا يقف عائقاً أمام المرأة التي بإمكانها تحدي الصعاب وبلوغ أعلى المراتب في شتى المجالات، مشيرة إلى أنها ضحت بالكثير في سبيل احتراف رياضة الراليات. وتعد رباب التاجر، الفتاة الإماراتية الأولى على صعيد الراليات الصحراوية، منذ احترافها عام 2002، التي لم تكن لمسيرتها الاستمرارية، لولا التشجيع المستمر من قبل الشيخ مروان بن راشد المعلا رئيس نادي «الإمارات موتر بلكس»، ورئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة محمد بن سليم، واتحاد الإمارات للسيارات والدراجات النارية، الذين وقفوا داعمين لها في مسيرتها الاحترافية، وحصولها على جائزة الانجاز، التي قالت عنها: تمثل الحافز الحقيقي نحو تطوير الذات، وتحويل الحلم إلى حقيقة في تمثيل المرأة الإماراتية والعربية في رالي داكار المقبل الذي يعد الأصعب والأشهر على مستوى العالم. ■ ■ماذا يعني حصولك على تكريم مناسب من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية؟ مواصفات خاصة أكدت رباب التاجر أن الإخلاص لرياضة الراليات الصحراوية واستمرارية المشاركة فيها، لا يقفان عند عقبة السن، وقالت: «الحصول على التمويل والرعاية هو العائق الحقيقي، فبنظرة سريعة على البطولات العالمية نجد الإسباني كارلوس سانيز الذي يبلغ من العمر حالياً 54 عاماً، لايزال يشارك في رالي داكار الأصعب والأشهر عالمياً، ولديه ابن يبلغ من العمر 21 عاماً ويشارك حالياً في بطولة العالم لسباقات الفورمولا1». - الرياضة الإماراتية لا تميز بين الرجل والمرأة، بل تعتمد في ميزانها ومعاييرها على الإنجاز، وتواجدي ضمن فئات المكرمين يعكس إخلاصي وتضحياتي في سبيل هذه الرياضة، ويخدم في الوقت ذاته رسالة المرأة، لما يحمله من حوافز تشجيعية للفتاة الإماراتية في الانخراط بشتى المجالات، منها الراليات، خصوصاً أن الإمارات في طليعة الدول الخليجية التي نظمت سباقات الراليات الصحراوية، منها رالي دبي الأعرق في الشرق الأوسط، ورالي أبوظبي الذي يعد ضمن جولات بطولات العالم للراليات الصحراوية «كروس كونتري». ■ ■هل رياضة الراليات تدر مكاسب مالية، أو تمثل هواية في حياة رباب التاجر؟ - حين فكرت في خوض هذا المجال، لم يكن يدور في خلدي أي مكاسب مالية، وتمثيل الإمارات في المحافل الدولية وإظهار صورة الفتاة الإماراتية بما يليق بها، وأنها قادرة على تحقيق الإنجازات كان هدفي الأبرز. وأضافت: «المرأة الإماراتية قادرة على مواكبة التطور والتكنولوجيا، إلا أنني واجهت الكثير من المصاعب، كون رياضة المحركات من الرياضات المكلفة مالياً، التي غالباً ما تدفع ممارسيها للابتعاد فترات طويلة، وهي مصاعب لا تقتصر على السائقين العرب والمحليين فحسب، بل تطال أبطال العالم». ■ ■مَن مكتشف موهبة رباب التاجر في رياضة السيارات؟ - الفتاة الإماراتية عاشقة بالفطرة للصحراء والرياضات التراثية، وكل ما تحتاجه فرصة تقدم لها، وحصلت على فرصتي بمحض الصدفة، حين التقيت عام 2002 ببطل الراليات اللبناني ريتشي حنين، الذي عرض علي فكرة دخول عالم الراليات بصفة ملاحة، إذ يوجد في لبنان فتيات يمارسن هذه الرياضة، وخضنا 5 راليات متتالية، جاء أولها في رالي رأس الخيمة الدولي الذي حصلنا خلاله على المركز الخامس. ■ ■ما نقطة التحول في مسيرتك الاحترافية؟ - دفعني الإحباط مرات عدة إلى الابتعاد عن عالم الراليات، إلا أن حب الراليات كان وراء العودة، وفي عام 2013 قررت تحدي الذات، والتخلي عن مهنة الملاح للمرة الأولى، وخوض رالي أم القيوين «سولو ريس»، الذي يعتمد خلاله السائق على موهبته دون وجود ملاح بجواره، ونجحت خلاله في الحلول بالمركز الأول على صعيد الفئة النسائية، والرابع في الترتيب العام. ■ ■كيف حافظتي على استمراريتك في عالم الراليات؟ - ضحيت كثيراً من اجل الاستمرار في رياضة الراليات، بدءاً بالعمل، الذي اضطررت بين عامي 2002 و2013 لتغييره أكثر من مرة، بهدف توفير مساحة زمنية تمكني من الإعداد بصورة مناسبة للمشاركة في راليات محلية وعالمية، بالإضافة إلى تأثر حياتي الشخصية كوني حتى هذه اللحظة لم أجد الرجل المناسب للارتباط به، الذي يتفهم أن هذه الرياضة بمثابة حياة لا أستطيع الاستغناء عنها. ■ ■هل التفوق الرياضي يأتي على حساب التحصيل العلمي؟ - التحصيل العلمي شيء والإخلاص للرياضة والموهبة شيء آخر، فأنا حاصلة على شهادة في إدارة الأعمال ضمن اختصاص الموارد البشرية من بريطانيا عام 2000، وعلى الرغم من ذلك لم تقف ممارستي للرياضة وإخلاصي للراليات عائقاً أمام تطوير ذاتي من الناحيتين العلمية والثقافية، فأنا أتكلم سبع لغات، وأكتب الشعر، وحصلت على جائزتين من جوائز دبي للجودة، إلى جانب الحصول على 15 شهادة مختلفة، وأدرس حالياً في علوم الطاقة الحيوية وتفريغ الطاقات والشحنات المختلفة لدى الأفراد بين بلدان أميركا والصين والهند. ■ ■ هل يتسبب وجودك كسائقة أو ملاحة في رياضة ذكورية بامتياز في أي نوع من الإحراج؟ - البدايات كانت صعبة، إلا أن تطور الثقافة المجتمعية في الدولة، لكون الإمارات من الدول الرائدة في العالم في دعم قضايا المرأة، منحني الدافع والحافز للاستمرارية في عالم الراليات، الذي فيه من البصمات النسائية الكثير، من أبرزهن الألمانية يوتا كالينشمس، التي سبق لها أن حققت الانجازات في أعتى وأقوى الراليات على العالم، وعربياً الأردنية عبير البطيخي التي تشاركنا سوياً عام 2009 فرصة الدخول في رالي دبي خاتمة جولات بطولة الشرق الأوسط لذلك الموسم. ■ ■ما المخاطر التي تقف عائقاً أمام المرأة لممارسة رياضة الراليات؟ - عالم الرياضة لا يعرف الفارق بين المرأة والرجل، والراليات عموماً من الرياضات الخطرة التي تملك في سجلاتها لحظات سوداء عبر سائقين ودعوا الحياة خلال مشاركاتهم في سباقات محلية وعالمية، وأذكر أنني في تجربتي الأولى خلال رالي دبي الذي شاركت فيه كملاحة مع السائق القطري الشيخ حمد بن عيد آل ثاني، تعرضنا لاحتراق المركبة، كما أنني تعرضت لحالة الجفاف وتلقي الإسعافات في اليوم الثاني من رالي أبوظبي الصحراوي عام 2011 الذي خضته مع السائق الإماراتي مطر المنصوري، ونجحنا رغم كل الصعاب التي رافقتنا في إنهاء السباق بالمركز الثامن. ■ ■ التألق في موسمي 2014 و2015 ماذا يعني لرباب التاجر؟ - عودة رياضة الراليات الإماراتية إلى الحياة عام 2013 بعد توقف أكثر من عامين، ومشاركتي في الموسمين الماضيين كملاحة مع السائق علي مطر الكتبي وحلولي معه بالمركز الأول للترتيب العام لفئة «تي 2» والثالث في الترتيب العام للبطولة، أعاد إحياء الأمل نحو تحقيق حلم حياتي، وهو تمثيل الدولة مستقبلاً في رالي داكار العالمي، لأكون أول امرأة عربية وإماراتية تسجل مشاركتها في الرالي الأصعب والأشهر على العالم.

مشاركة :