عودة سعر البرميل إلى 50 دولارا، يعني أن الـ13 عضوا في اجتماع أوبك، هذا الأسبوع، هم أفضل حالا بكثير مقارنة مع حالهم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما كانت الأسعار تهوي بسرعة متزايدة بسبب الفائض في المعروض. التحدث عن تجميد الإنتاج سرعان ما لم يعد خيارا على الطاولة، إذ وقفت المملكة العربية السعودية في وجه هذه الاستراتيجية، عندما اقترحتها 18 دولة، بما فيها دول غير عضوة في المنظمة، في اجتماع الدوحة في أبريل/ نيسان الماضي. ومع تضاعف أسعار النفط تقريبا، من المستوى المتدني الذي وصله في فبراير/ شباط الماضي، ستجادل الدول العضوة في أوبك بقيادة السعودية، بأن استراتيجيتها للحفاظ على الإنتاج لطرد المنافسين إثر أسعار الإنتاج العالية تعمل. قال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الطاقة الحكومية في منطقة الخليج، إنه سيكون من الخطأ تقليص الإنتاج لزيادة الأسعار لأن ارتفاعا في أسعار البرميل إلى أعلى من 50 دولارا قد يغري منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة ويحفز مشاريع الإنتاج في حقول بحرية بأمريكا اللاتينية وأفريقيا مرة أخرى. إذا استمر هذا الرأي، كما يبدو مرجحا للغاية، فسيكون قد جاء رغما عن مقاومة ما يطلق عليه المحللون في أسواق رأس المال "الخمسة الهشين بأوبك." إذ تعاني الجزائر وأنغولا والإكوادور ونيجيريا وفنزويلا من انخفاض حاد في الإيرادات، حيث تستند الميزانيات الحكومية في تلك الدول على سعر للنفط يبلغ 80 دولارا للبرميل أو أعلى. أوبك تنتج الآن عند مستويات شبه قياسية تبلغ 32.7 مليون برميل يوميا، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، مع منتجي الخليج الأربعة، المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر، يشكلون أكثر من نصف الناتج. قارن ذلك مع إنتاج الولايات المتحدة، التي تراجعت بشكل مطرد هذا العام إلى نحو 8.8 مليون برميل يوميا، ما يقرب من مليون برميل أقل من ذروته، وفقا للبيانات الأسبوعية الصادرة مؤخرا عن إدارة معلومات الطاقة في واشنطن. ومع انخفاض إنتاج الولايات المتحدة والطلب العالمي القوي، قد تريد قوى أوبك الكبرى أن تترك الأمور وحدها. خاصة، لأنها ستحرص بشكل خاص على تجنب خلاف علني ضار آخر بين اثنين من أكبر اللاعبين في أوبك، السعودية وإيران. وسيكون هذا اجتماع أوبك الأول لوزير الطاقة الجديد للمملكة العربية السعودية، خالد الفالح، الذي لا يزال رئيس شركة أرامكو السعودية. وهو حليف مقرب من نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة، ويرغب الكثيرون في رؤية ما سيفعله الرجل المعروف بأسلوبه المباشر، وهل سيعيد بنهجه الوحدة إلى المجموعة المنقسمة.
مشاركة :