خلال ما يعتبر أكبر مزاد رياضي في العالم، تقدم دار مزادات «جوليان»، التي دأبت على عرض مقتنيات المشاهير، مزادا ضخما لمقتنيات لاعب كرة القدم العالمي بيليه، يقام في لندن يوم الثلاثاء 7 يونيو (حزيران) الحالي تحت عنوان «بيليه: المجموعة الكاملة». اللاعب الأسطوري وأيقونة كرة القدم في البرازيل قرر عرض مجموعة مقتنياته وتذكارات تخلد مسيرته الكروية، للبيع في المزاد العام. وتضم المعروضات جوائز حصل عليها اللاعب العالمي وأغراضا شخصية وقطعا متنوعة ترتبط بالرياضة التي برع فيها. وعموما، تصل المعروضات إلى ألفي قطعة ستعرض من خلال المزاد الذي يستمر لمدة 3 أيام ويتوقع أن يجذب عددا ضخما من هواة كرة القدم وكبار المقتنين. ومن المعروف أن بيليه يعتبر أهم لاعب كرة قدم في العالم خلال تاريخ اللعبة، وقد حصل مع فريقه على كأس العالم ثلاث مرات، كما حصل على لقب «لاعب القرن» من الفيفا. ويحتفظ بيليه بالرقم القياسي لأصغر لاعب كرة قدم يشارك ويسجل أهدافا في مباراة نهائية في مسابقات كأس العالم، كما يحتفظ بالرقم القياسي، حسب «غينيس»، لعدد الأهداف التي سجلها خلال تاريخه، ويصل إلى 1283 هدفا. والمزاد بكل المقاييس يعد استثنائيا؛ سواء من ناحية وزن بيليه بصفته لاعبا عالميا، أو من حيث قيمة المقتنيات التي تعرض للمرة الأولى، وأيضا للعدد الضخم المعروض منها. وتغطي القطع المعروضة جميع مراحل مشوار بيليه الرياضي، وأيضا حياته الخاصة، وتعتبر بهذه الصفة بمثابة تقديم لقصة بيليه التي بدأت من توقيعه عقدا للعب مع فريق «سانتوس إف سي» البرازيلي في عام 1965 وهو في الخامسة عشرة من العمر، وصولا إلى مرحلة تلت اعتزاله اللعب وقام خلالها بكثير من المبادرات الإنسانية، وانتهت بتسميته «السفير العالمي الدائم لنادي سانتوس إف سي» في عام 2014. بيليه، الذي يبلغ من العمر 75 عاما، يعاني من مشكلات صحية أدخلته المستشفى لإجراء جراحات في الظهر والبروستاتا. وأشار اللعب إلى أن قرار بيع ممتلكاته كان صعبا، ولكن كان مدفوعا له، خصوصا أن مقتنياته تحتاج رعاية، وقال: «شعرت بأنني يمكنني عمل الخير الكثير بمقاسمتي مقتنياتي مع العالم، وأيضا بدعم القضايا المهمة بالنسبة لي». ويتوقع أن تصل العائدات من المزاد إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني. وأشار الخبير الرياضي بدار «جوليان»، في حديث لـ«بي بي سي»، إلى أن التكهنات حول الأسباب التي دفعت بيليه لطرح تاريخه الكروي في المزاد والتي تدور حول متاعب صحية أو مصاعب مالية، تبقى تخمينات. وأضاف: «هناك عدد من الأسباب، ومن الواضح أن بعضها شخصي، يعرف كنهها بيليه فقط». وستكون أمام هواة الاقتناء ومحبي كرة القدم، فرصة نادرة لاقتناء أغراض من مقتنيات بيليه؛ منها ميداليات كأس العالم من أعوام 1958، و1962 و1970. ومن القطع المعروضة أيضا القميص الذي كان يلعب به لفريق سانتوس، وحذاؤه، وعدد من الجوائز التي حصل عليها خلال فترة لعبه مع الفريق، وأيضا القمصان التي كان يرتديها خلال لعبه ضمن الفريق القومي للبرازيل، إضافة إلى جائزة «لاعب القرن» التي حصل عليها من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، و«جائزة رئيس الفيفا» التي حصل عليها في عام 2007، والمشعل الأولمبي الذي حمله في مراسم أولمبياد الألعاب الصيفية في عام 2004. ومن القطع التي ستكون في دائرة الأضواء أكثر من غيرها، الكرة التي سدد بها بيليه هدفه رقم ألف في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1969 من خلال ضربة جزاء في مباراة فريق سانتوس أمام فريق فاسكو دا غاما، التي قال عنها اللاعب بعد ذلك: «للمرة الأولى في مشواري المهني شعرت بأنني متوتر جدا». وبعد تسديد الهدف جرى بيليه ليلتقط الكرة من شباك المرمى. وكان بيليه قد قال حول عرضه جميع مقتنياته للبيع في المزاد: «بعد أن تبرعت بقسم من مجموعتي لمدينة سانتوس، قررت أن أتيح للمعجبين والمقتنين فرصة امتلاك قطعة من تاريخي أيضا. أتمنى أن يقدروها وأن يتقاسموا قصتي مع أبنائهم والأجيال المقبلة». كما أشار النجم العالمي إلى أنه سيتبرع بجانب من العائدات من المزاد لأكبر مستشفى للأطفال في البرازيل، «بيكوينو بيرنسيبي».
مشاركة :