الإعلام بمختلف وسائله ، له أثر كبير على قولبة الحقائق وتغليفها بغلاف الزور والتزوير وهذا أمر لا مشاحة فيه ولا تناطح ، كم رأينا من عقول ، قد تغيرت تبعا لتغير ما حولها من أحداث ودوافع ، عندما ترى عقولا تعرف ماضيها جيدا ، وتقف على حاضرها ،لا يخالجك شك أنها سريعة التحول لعدم خضوعها للتربية المحَصِّنة ، المشاهِدُ الآن ، سواء أكان ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الصحف المحلية أو القنوات الربحية ، ذات الأهداف المشبوهة ، يقف على طروحات ذات توجهات مؤذية ، أقل ما يقال عن ما يتبناها ، بأنهم أقران خوارج ذاك العصر سفهاء الأحلام. في هذا العصر وفي هذه الحقبات ، نحن بين سندان سفهاء الأحلام ( الدواعش الخوارج) وبين مطرقة سفهاء الإعلام ( خوارج الفكر والتوجه) كلا الفكرين ، متطرف في توجهه وفي طرحه ، سفها الأحلام (الدواعش) أرهبونا بجرائمهم وشطحاتهم التي لايقبلها مبتدئ التعليم ، فضلا عن متوسطه وعاليه ، وسفهاء الإعلام من (الكتاب والمغردين) أرهبونا بطروحاتهم الشاطحة ، المرتدة على دينهم ووطنهم ومجتمعهم ، من خلال تصنيفاتهم القبيحة ، رموا مجتمعهم بالوهابية حتى وقفوا في صف الروافض الذين دوما يرموننا بها ، فباتوا وإياهم في خندق واحد ، وآخرون منهم احتقروا بعض مناطق المملكة ، وتتعجّب أيما عجب ، عندما ترى إعلامنا المقروء ، ولنقل بعضه بالتحديد ، يتبنى ويستكتب أقلاما متحولة ، تعرف تشددها وسوابقها في ماضيها ، وتقف على ارتدادها على وطنها ومجتمعها من خلال تغريداتها وطروحاتها في صحفها بمباركة رؤساء تحريرها ، هم واضحو الأوصاف والأشكال والهيئات ، متحولون مردة يتم اختيارهم أحيانا ، ليمثلوا وطنهم ، إما في وفد أو محفل أو مركز أو معهد ، وأحيانا أخرى ، لا تتعجب من آلية الاختيار ، متى ما عرفت الدفع الرباعي الذي خلفهم ، لكن المشكلة عندما يتم تجاهل ماضي هذه الفئة الفئوية ، التي تضرب الثوابت الدينية وتدافع بحماقاتها عن أصحاب الأفكار الضالة والمنحرفة عقديا ووطنيا ، لا فرق عندي بين سفهاء الأحلام وسفهاء الإعلام ، هم جميعهم دواعش هذا العصر ، ولكنهم على طرفي نقيض ، جمعهم عين التطرف ، هذا يميني متطرف وذاك يساري متطرف ، استسهل هذين النوعين من السفه أمر الدين وأمر الوطن وأمر المجتمع ، على حين غفلة من الجهات المسئولة ، إن كانت دينية أو وطنية رغم وجود (الكشّاف) المجاني ( تويتر) أحيانا تصاب بالدهشة وأنت ترى الصمت ، إزاء هؤلاء السفهاء ، وخاصة سفهاء الإعلام ، مع أنك تفتخر وتفاخر بالقبضة الحديدية على سفهاء الأحلام دواعش العصر ، في حين ترى انفلات سفهاء الإعلام بشطحاتهم التي بلغت عنان السماء ، يزدادون شطحآ فوق شطح ، يوما بعد يوم ، الخطب جلل ، والوطن في خطر من سفهاء الإعلام ، فالإعلام سيف مسلط على العقول ، لابد من صده بالعقل النير ، بالعقل الوسطي ، كم نحن بحاجة لمراجعة حالنا الراهنة ، التي تزداد شحونات وضغوطات بسبب سفهاء الإعلام المفلوتين بإعلامنا الورقي ، وفي تويتر ، بشكل مؤذٍ ومخيف على الدين والوطن والمجتمع ، تشعر بمحركٍ خفيٍ ، يريد تمزيق وحدتنا وضرب بعضنا ببعض٠٠ودمتم بخير د محمد احمد الجوير الجزيرة
مشاركة :