العين (الاتحاد) ناقش «مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة» بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسسة المجلس، مساء الاثنين (30 مايو 2016م)، كتاب «العود الهندي» حيث استضاف المجلس الدكتورة شمس الإسلام حالو التي عرضت فصول الكتاب. في الباب الأول تحدثت عن وقفات من حياة مؤلفه العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف والذي يعد فقيهاً ومحدّثاً ومفسراً وأديباً وشاعراً، ينظم عقود جواهره بآيةٍ محكمةٍ، أو حديث صحيح، أو بيتٍ لطيفٍ، ويعد العود الهندي من الكتب العظيمة التي تدل على سَعة علم مؤلفه وقوته. وأشارت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان للقيمة الأدبية التي يتصف بها الكتاب، مستشهدة بما قاله الدكتور عائض القرني: سوف أجعل كتاب (العود الهنديّ) بمشيئة الله مادتي في دروس الأدب والشّعر، لأنّني وجدت فيه ضالتي بعد ثلاثين سنة من الترّحال فيه. كما ناقش المجلس ثلاث روايات أولها «سر يؤرقني» للكاتبة الكندية أليس مونرو التي وُصِفَت أعمالها بأنها أحدثت ثورة في بنية القصة القصيرة، وتتميز قصصها بأنها تستكشف الجوانب الإنسانية المعقدة. وفي الرواية يظهر ذكاء الكاتبة، وقوة الملاحظة، والأسلوب النثري المباشر، والإتقان، فضلاً عن الحرفيّة في رسم الشخصيات التي تزخر بالأمل والحب، وتموج بالغضب والوفاق، وذلك في سعيها للتعامل مع الماضي والحاضر واستشراف المستقبل. أما الرواية الثانية فهي «جامع العوالم» للكاتب إيليا ترويانوف وهي رواية مستوحاة من حياة وأعمال ريتشارد فرانسيس برتن الشخصية التاريخية الواقعية، لكنها في مجملها من نسج خيال المؤلف. وقد اتخذت الرواية الشكل البوليسي، في رصدها الرسائل المتبادلة بين الولاة العثمانيين وأشراف الحجاز، وقدرته على التبدّل، وتقمّص أدوار متباينة أخفت تحتها مهمته الحقيقية، وهي التجسس لمصلحة الجمعية الملكية للدراسات الجغرافية، وهي النقطة التي لا تجيب عنها الرواية.وجاءت الرواية الثالثة «وجوه خبيئة» التي كتبها الرسام الشهير سيلفادور دالي وتمحورت حول البطلة (سولانج دي كليدا) التي جعل منها الكاتب واحدة من أبرز الشخصيات الروائية اللواتي خلّدهنّ التاريخ، فهي المرأة التي يحترق أبيقور وأفلاطون في شعلة غموضها الأنثوي الأبدي، وقد صاغها سيلفادور دالي تعبيراً عن اللذة والألم، وصاغ من الحب والموت عالماً روائياً،والجدير بالذكر أنها تقرأ كرواية تاريخية، تعيش شخصياتها مشاهد غارقة في هالة من ذكريات عصر الانحطاط الرومانسي مع انتقال المشاهد من فرنسا إلى شمال أفريقيا، مالطا، الولايات المتحدة ومن ثم العودة إلى فرنسا. وخلال اللقاء قامت الرسامة منى راشد النعيمي بتقديم هدية تمثلت في لوحة بعنوان (من القراءة إلى العالمية) معربة عن سعادتها بمناسبة الفوز بأكبر درس قرائي قدمته الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وحطم الرقم القياسي بدخوله في موسوعة جينيس ريكورد للأرقام القياسية العالمية في الثاني من مايو عام 2016م، وتجسد اللوحة أمهات الكتب والموسوعات وكتب المعارف التي هي أساس المعرفة منذ أن توصل العالم نيوتن إلى قانون الجاذبية، كما احتوت اللوحة على تفاحة بداخلها صورة للكرة الأرضية باعتبارها رمز المعرفة التي تمتلكها بين يديك.
مشاركة :