مخرجات التعليم لا توازي الميزانية المخصصة

  • 6/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المتتبع لمخرجات التعليم يجد أن التحسن فيه لايوازي الأموال المصروفة والمشاريع الطموحة، وقد تسعى الوزارة بحثا عن الحلول فتبذل أموالا أخرى طائلة للمعالجة وتحسين الواقع ثم بعد حين نجد أن الأمر لم يتغير، وأن الأموال التي أنفقت على المعالجة تحتاج أيضا معالجة، فأين تكمن المشكلة؟ ولماذا لم يتميز تعليمنا وينافس؟ نحتاج إلى تأمل علمي يهدف لمعالجة التطوير بصوت مسموع، والأهم قبل بدء أي مشروع تطويري يجب أن ندرس لماذا لم تحقق الاستراتيجيات التطويرية السابقة أهدافها المرسومة كما كان ينبغي لها؟ وذلك ليس نقداً لأعمال السابقين وجهودهم ولكن حتى لانعيد اختراع العجلة، ولنبدأ حيث انتهى الآخرون ولنستثمر الجهود السابقة فنتعرف على العقبات التي حالت دون تميز التعليم لدينا، فنكون أكثر دقة وتركيزاً في التعامل مع أي مشروع جديد. وأرى أن أحد أهم المعوقات التي تعترض التطوير، أن أسلوب المعالجة يجري في كل مرة وفق أسلوب متقارب ومتشابه يضعف فيه الاعتماد على البيانات الموضوعية ويضعف استخدام الأسلوب العلمي الذي يفحص صحتها وحقيقتها وأثرها على التعليم ومخرجاته. إن أسلوب التغيير الذي يعتمد على فرق ولجان وفق خبرات وممارسات ميدانية يعتبر قاصراً، لأن الميدان أكبر من أن يحيط به خبرات مجموعة أفراد مهما تمكنت في موقعها ولأن خبراتهم قد لاتكون هي فعلا الواقع ولأن خبراتهم لا تعطي الصورة كاملة عن أدائهم أنفسهم. وضعف اعتمادنا على الأسلوب العلمي في تطوير التعليم يستنزف مزيداً من الأموال، التي توجه إلى جوانب غير مؤثرة في النتائج والمخرجات فعلى سبيل المثال حين تبذل الأموال في تجهيز المدارس وبنائها وتزيينها فكم يستهلك ذلك من الميزانية؟ وربما يكون أثره محدوداً في العملية التعليمية فهل نتائج طلابنا في المدارس راقية المبنى أفضل من غيرهم؟ وحين تبذل الأموال في تحسين الكتب الدراسية والمناهج التعليمية فتكون فائقة في الإخراج والإعداد بل وتنافس عالميا كما هو الحال في مشروع الرياضيات والعلوم فإن نتيجة ذلك في التعليم ربما تبقى دون تأثير واضح في النتائج، وحين يجري الطلبة اختبارات قياس والتحصيلي فهل كان تعليمنا بعدهما أفضل من قبل؟ استخدام الأسلوب العلمي في تطوير التعليم هو استخدام لمعادلة في غاية البساطة لكنها ذكية في نفسها؛ إذ تزيل المساحيق التجميلية التي نضعها على مشاريعنا التطويرية لنحصل على الموافقات؛ فهذه المعادلة قادرة عند استخدامها على أن توفر على الوزارة مليارات، وأفضل من ذلك أنها ستوجه تلك الميزانيات نحو الاتجاه الصحيح. ومن أهم جوانب المعادلة تغيير نمط التطوير ليعتمد على بيانات الطلبة بموضوعية وعلمية وفق البيانات المتاحة، وهذا الحل يعتبر مخرجاً للطوارئ في هذا الوقت فإما أن نسلكه أو نقبع سنين مديدة في دائرة الانفاق والاستهلاك دون نتائج ملموسة. سعود الكثيري - جامعة الملك سعود

مشاركة :