تعهد تحالف مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة أمس، بطرد تنظيم داعش من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها في شمال سوريا وحض السكان على تجنب مواقع التنظيم، في وقت تلقى الحملة تأييداً تركياً من دون المشاركة فيها، بينما سقط قتلى بقصف على تلبيسة في حمص وتفجير في اللاذقية. وشنت قوات تحالف سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية هجوماً على مناطق يسيطر عليها داعش قرب الحدود التركية هذا الأسبوع بدعم من غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فضلاً عن قوات خاصة أميركية على الأرض. وأكد التحالف في بيان باسم قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج أن الحملة ستستمر حتى يتم تحرير آخر شبر من أرض المدينة ومحيطها. وتلا البيان على ضفاف نهر الفرات عدنان أبو أمجد قائد المجلس العسكري لمدينة منبج. وتهدف العملية إلى منع دخول عناصر التنظيم إلى الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية والتي طالما استخدمها داعش في نقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا. وقال مسؤول عسكري أميركي إن العملية مهمة كونها تستهدف منفذهم الأخير إلى أوروبا. وستحظى العملية بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي نفذ 18 ضربة ضد مواقع التنظيم قرب منبج، منها ست وحدات تكتيكية عسكرية ومقران وقاعدة تدريب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة أدت إلى مقتل 15 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال قرب منبج خلال الساعات الـ24 الماضية. وتوقع مصدر كردي أن يصل المسلحون السوريون إلى منبج خلال أيام بعد اقترابهم لمسافة 10 كيلومترات من المدينة. وقال إن من المبكر التنبؤ بسير معركة منبج، لكنه أضاف أن دفاعات داعش المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات انهارت في بداية الحملة. وقال فاروق الماشي رئيس المجلس الذي سيدير الشؤون المدنية لمنبج إن المجلس شكل في مايو في بلدة صرين التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب العام الماضي. وأضاف أن التنظيم بدأ حملة اعتقالات في منبج والمناطق الريفية ويحاول قطع الاتصالات قبل الهجوم. ويمثل طرد داعش من آخر معقل له على الحدود مع تركيا أولوية للحملة. ويسيطر التنظيم على نحو 80 كيلومتراً من الحدود الممتد غرباً من جرابلس. وأفاد المسؤولون الأميركيون بأن العملية ستتألف بالكامل من عرب سوريين وليس من القوات التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية والتي لن تمثل سوى خمس أو سدس القوة الإجمالية. لكن دبلوماسي غربي بارز ذكر أن الأكراد يشكلون نحو 90 في المئة من قوات سوريا الديمقراطية وإن التمثيل العربي فيها رمزي لا أكثر. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن تحالف الفصائل السورية يتألف في معظمه من مقاتلين عرب فيما تقدم قوات كردية الدعم اللوجستي. وأضاف في مؤتمر صحافي في نيروبي بكينيا أن القوات التي تشن العملية العسكرية تضم 2500 مقاتل سوري عربي و450 عنصراً فقط من وحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف المسؤولون الأميركيون أن تركيا أيدت العملية، لكن مسؤولاً آخر أوضح أنه ليس من المتوقع أن تشارك بشكل مباشر عسكرياً. وذكر مصدر عسكري تركي أن واشنطن أبلغت أنقرة بالعملية. قاعدة للمؤامرات من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن داعش استخدم منبج قاعدة لتدبير مؤامرات ضد أوروبا وتركيا والولايات المتحدة ما جعل من الضروري شن هجوم بدعم أميركي ضد التنظيم. في الأثناء، قالت مصادر عسكرية تركية إن الجيش قتل خمسة من مقاتلي داعش في قصف عبر الحدود. وأشارت المصادر إلى أن حرس الحدود قصف بالمدفعية موقعين للتنظيم على مقربة من بلدة أعزاز غربي موقع العملية العسكرية وجنوبي بلدة كلس الحدودية التركية التي تصيبها باستمرار صواريخ التنظيم. وطالبت منظمة أطباء بلا حدود تركيا بفتح حدودها أمام حوالي 100 ألف شخص فارين من المعارك الدائرة بين الجماعات المتمردة وتنظيم داعش بشمال سوريا، وضرورة أن تبدأ أوروبا في منح الفارين من مناطق جبهات القتال حق اللجوء. قصف وتفجير إلى ذلك، أفاد المرصد بمقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين جراء قصف طائرات حربية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وقال المرصد في بيان إن أماكن في قريتي الغجر والمكرمية بالريف الشمالي لحمص تعرضت أيضاً لقصف جوي من قبل طائرات حربية. وأشار إلى وقوع اشتباكات بين النظام وداعش في البادية الشمالية الشرقية لمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط تقدم لقوات النظام. وسقط قتيل وثلاثة جرحى في تفجير انتحاري قرب احد المساجد في مدينة اللاذقية الساحلية في غرب سوريا. تفسير قالت عضو وفد المعارضة السورية لمفاوضات السلام بسمة قضماني إن قوات تحالف سوريا الديمقراطية شنت بدعم أميركي هجمات على مجموعات مسلحة تعارض الرئيس بشار الأسد وإن مصالحها تبدو في بعض الأحيان متوافقة مع الحكومة السورية. وقالت قضماني إن الهيئة ترغب في الحصول على توضيح بشأن أهداف قوات سوريا الديمقراطية. وأضافت أن هذه المخاوف تشمل كيف ينظر إليهم السكان المحليون وما هي مواقفهم السياسية ولأنهم أيضاً هاجموا بعض فصائل الجيش السوري الحر ومناطق تحت سيطرته. خطة أممية لإلقاء المساعدات من الجو على المناطق المحاصرة أعلن مساعد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا رمزي رمزي أمس، إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على خطة لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا جواً، بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم (الجمعة) للبحث في ما إذا كان من الضروري إلقاء المساعدات من الجو. وجاءت تصريحات رمزي للصحافيين بعد اجتماع لمجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بعد انقضاء مهلة الأول من يونيو المحددة لبدء عمليات إسقاط المساعدات جواً. وقال رمزي إن خيار إسقاط المساعدات جواً ما زال قائما وسيتم بحث التوقيت الصحيح لتنفيذه في حال لم تكن الاستجابة كافية فيما يتعلق بإيصال المساعدات لكافة المناطق. وأوضح أن الروس ليسوا وحدهم القلقين حيال الأمن. إنه موضوع يجب أن يحل بطريقة تسمح بالمضي قدماً في هذا الأمر. من ناحيته، اعتبر يان اجلاند أن الموافقات التي تم الحصول عليها من السلطات السورية بالنسبة لخطط شهر يونيو للمساعدات والمقدمة من الأمم المتحدة مؤشرات إيجابية بأن الوضع سيكون أفضل من شهر مايو المنصرم. وقال إن قافلة تنقل المساعدات الغذائية إلى بلدة داريا المحاصرة كان من المقرر أن تصل الجمعة ربما تتأخر ولكن هناك مؤشرات واضحة على أنها ستتوجه إلى هناك في غضون أيام. وكشف عن وجود تخطيط أممي لمد المساعدات إلى 11 من المناطق المحاصرة من بين 18 منطقة في الأيام القادمة. ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سوريا اليوم (الجمعة) للبحث في ما اذا كان من الضروري القاء مساعدات إنسانية من الجو للمناطق المحاصرة بعدما كانت حددت المجموعة الدولية لدعم سوريا والأمم المتحدة الأول من يونيو كمهلة لبدء اعتماد هذا المسار في حال لم تتمكن قافلات المساعدات من الوصول برا.
مشاركة :