الناخب اللبناني يرفض فتاوى إيران ويوجه رسالة للحريري

  • 6/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ختمت الأسبوع الماضي، المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات المحلية في لبنان، واختار حوالي ثلاثة ملايين ناخب مجالسهم البلدية. وفيما جرت الانتخابات في أجواء هادئة وشاركت نسبة عالية من المواطنين فيها، عدّ مراقبون الانتخابات "تمرينا على الاقتراع"، بعد 6 سنوات لم تجر فيها انتخابات نيابية، ومددت خلالها ولاية المجلس النيابي مرتين، ولم يقم هذا المجلس بواجبه البديهي في انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن. وقال المراقبون، إن القوى السياسية اللبنانية تصرفت منذ البداية مع الانتخابات المحلية بوصفها امتحانا لقدرتها ونفوذها، وجعلت من هذه الانتخابات مقياسا لحضورها اللاحق في الانتخابات النيابية التي يجب إتمامها صيف العام المقبل، مشيرين إلى أن هذه القوى تصرفت على نحو مماثل في الشكل، وإن كانت شعاراتها وتحالفاتها اختلفت في المضامين. حزب الله وأمل سعى الثنائي "حزب الله وأمل" إلى فرض سيطرة كاملة على المجالس المحلية في الدوائر الشيعية، ورفع شعارات مذهبية طائفية مغلفة بعناوين تزعم المقاومة، كما مارسا لعبة تخويف الجمهور من الإرهابيين، واحتمال تمددهم إلى لبنان، لتبرير تدخل حزب الله في سورية وقتاله إلى جانب بشار الأسد وبقيادة إيرانية، ورغم ذلك لم ينجح هذا الثنائي في فرض التزكية إلا في حوالي 40 مجلسا محليا من أصل 150، وخاض معارضوه معارك انتخابية في وجهة سجلوا فيها أرقاما ونسبا عالية، وفازوا في عدد من الدوائر، واخترقوا لوائح الثنائي في أخرى. جعجع وعون حاول الثنائي، سمير جعجع وميشال عون، القيام بتجربة مماثلة في الوسط المسيحي، مستهدفين القضاء على الصفة التمثيلية للمستقلين الذين يتبعون عائلات سياسية متجذرة في الحياة اللبنانية، إلا أن الفتاوى الإيرانية التي استعملت في الوسط الشيعي لا يمكن إيجاد شبيه لها في الوسط المسيحي، فكانت النتيجة أن هذا الثنائي فشل في تقديم نفسه كجبهة متراصة على امتداد مناطق وجوده، حيث توحدا لمواجهة خصوم أقوياء، إلا أنهما سقطا في المعركة في مدينة تنورين الجبلية ضد الوزير بطرس حرب، وفي مدينة القبيات الشمالية أمام النائب في تيار المستقبل هادي حبيش. تيار المستقبل على عكس الثنائيات، توجه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، نحو بناء تحالفات انتخابية واسعة، فنجح في معظم الدوائر في إقامة هذه التحالفات، إلا أن النتائج لم تكن قدر الطموحات. اتبع الحريري سياسة الائتلافات الواسعة في مختلف الدوائر، إلا أنه اضطر لخوض معركة انتخابية في صيدا، في مواجهة خصومه المقربين من حزب الله، بزعامة أسامة سعد، وفاز فوزا كاملا، وفي مدينة طرابلس الشمالية حرص على قيام ائتلاف ضم خصوم الأمس "رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي"، إلا أن المدينة تبنت شعارات وزير العدل المستقيل، أشرف ريفي، الذي يرفض أسلوب الحريري وحواره مع حزب الله. مفاجأة طرابلس جاءت نتائج انتخابات طرابلس لتعكس اعتراضا على سياسات الحريري، ولكنها في العمق تعبير عن نقمة المدينة الفقيرة على زعاماتها، ومنهم ميقاتي والوزير محمد الصفدي، وهما من يمثلانها في مجلس النواب، ويتهمان بأنهما لم يقوما بأي استثمار يخدم العاطلين عن العمل. ووجهت المدينة التي دعمت توجهات ريفي رسالة سياسية واضحة فحواها رفض المساومات والتنازلات، وضرورة الاستمرار في مواجهة مصادرة حزب الله لقرار الدولة، والطلب إلى الحريري نفسه القيام بهذا الدور.

مشاركة :