وحدة الكلمة ووحدة الوطن خط أحمر

  • 6/3/2016
  • 00:00
  • 55
  • 0
  • 0
news-picture

وحدة الكلمة ووحدة الصف من أهم اسس الوحدة الوطنية ومتطلباتها في جميع الاوقات لكنها في اوقات الازمات والمحن تصبح اعمق واكثر إلحاحا بل تصبح مطلباً تسن من اجل حمايتها القوانين الصارمة التي تحرم على كل من يسعى بقصد او بغير قصد بفعله او بقوله تصنيف وتقسيم الامة حسب ميوله وهواه وليس حسب ما تقتضيه المصلحة العليا للامة والوطن والمحافظة عليه كوحدة واحدة لا تتجزأ وذلك على اساس ان الرؤى تتباين خصوصا اذا كانت تلك الرؤى تطرح او تقال او تكتب او تذاع وتعبر عن رأي شخصي يترتب عليها اثارة الاخرين وبالتالي تنعكس بسببها ردة فعل مضادة من قبل افراد او جماعات او طوائف على قاعدة لكل فعل ردة فعل مضادة مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه ان لم تكن اعتى واشد. لابد من العمل على حماية الجبهة الداخلية من خلال تعزيز وحدة الكلمة التي تعتبر عماد الوحدة الوطنية والسياق يستدعي ايضا العمل على الحد من تسفيه تاريخ الامة وامجادها من خلال جلد الذات وتجريد الامة من ابسط الاسس التي تفخر بها وردود الفعل السلبية بين البشر دائما تراكمية وهي تشبه في ذلك المتوالية الهندسية التي تنتشر في اوساط الناس كما تنتشر النار في الهشيم قوامها الشائعة التي ينطبق عليها المثل السائد شب بشيح ولقها الريح ويساعد على ذلك في هذه الايام انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت متنفسا للوشاة والحساد والهمازين واللامزين والشامتين واصحاب الاحقاد ناهيك عمن قل عقله وقلت ثقافته، مع تقاعس اصحاب الفكر النير من استغلال تلك الوسائل في مجال التوعية والتثقيف والتصدي لنشاط مثل اولئك المرجفين الذين يلقون في تلك الوسائل كل ما خطر على بالهم على عواهنه. ان الاختلاف في وجهات النظر وفي مستوى الثقافة ومستوى الالتزام ومستوى الانفتاح ومستوى التحفظ ومستوى التعصب واختلاف التوجهات وغيرها من الاختلافات موجودة في جميع المجتمعات وهي تعتبر ظاهرة صحية اذا تعايشت مع بعضها البعض وتبنى اصحابها التسامح واصبح كل منهم مسؤولا عما يفكر به او يعتقده دون ان يسعى لفرض رؤيته وأجندته على الاخرين ودون ان يعمل بقوله او فعله على فرز المجتمع الى فئات وطوائف وزرع الاحقاد فيما بينهم من خلال ان كلا منهم يعتقد انه على حق وانه على الطريق السوي وغيره على باطل وبالتالي سوف يبذل كل ما في وسعه للدفاع عن حوزته إما باليد او باللسان او بالقلب وكل واحدة من تلك الافعال او الاقوال سوف تولد ردة فعل مضادة ينتج عنها التصنيف الذي نتيجته الحتمية الانقسام وما يترتب عليه من تناحر بالكلمة اولا ثم بالكيد ثانيا ثم بالمواجهة ثالثا أليس هذا ما حدث ويحدث في بعض الدول المجاورة حيث وصل الامر هناك الى المواجهة لان ثقافة الحوار كانت معدومة ومعاول التصنيف كانت فعالة والمتربص يستغل الظروف المواتية. نعم الاختلاف موجود في كل المجتمعات بل يستحيل وجود مجتمع دون تعددية فكرية وثقافية ولذلك فإن الاختلاف في وجهات النظر نعمة وظاهرة صحية لان ذلك الاختلاف يمكن بالحوار وبالتسامح ان يولد وجهات نظر مشتركة واكثر فاعلية واكثر شمولية وبالتالي تلبي رغبات جميع المشارب بشرط قبول الحيادية واعتماد قاعدة الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية اما الفرز والتشنيع والاستهداف بالكلمة المنطوقة او المكتوبة فهي من اكبر وسائل الانقسام ومن اوسع ابواب الاستقطاب ومن اكثر اساليب تفريق المجتمع وادخاله في بؤرة الصراعات الجانبية التي تنسيه الاخطار المحدقة به من كل حدب وصوب وهي ايضا من اوسع الابواب التي يمكن ان يستغلها الاعداء لضرب الوحدة الوطنية من خلال الضرب على وتر فرق تسد التي هي اكبر عدو لوحدة الكلمة بل هو عدوها اللدود ناهيك عن ان وجود الصراعات البينية من اكبر اسباب تصدع الجبهة الداخلية وهذا اذا حدث يعتبر من اوسع الابواب التي يمكن ان يستغلها ويلج منها العدو الصائل المتربص لان ذلك يمكنه بطريقة مباشرة وغير مباشرة اعلاميا او ماديا او نفسيا او ثقافيا او فكريا على زيادة حدة ذلك الانقسام وبالتالي ضرب مكونات المجتمع ببعضها البعض واستخدام ذلك من اجل خدمة توجهاته واهدافه. اليس هذا ما تفعله ايران في الدول المجاورة وما تحاول فعله بالاخرين؟ ولهذا لابد من العمل على حماية الجبهة الداخلية من خلال تعزيز وحدة الكلمة التي تعتبر عماد الوحدة الوطنية والسياق يستدعي ايضا العمل على الحد من تسفيه تاريخ الامة وامجادها من خلال جلد الذات وتجريد الامة من ابسط الاسس التي تفخر بها وفي مقدمتها امجادها التاريخية وانجازاتها العلمية والتي تعتبر من اكبر العوامل المساعدة والمساندة للفخر الذي يعتبر عماد كل امة من اجل التحفيز على استعادة روح المبادرة لتكرار النجاح مرة اخرى على قاعدة من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له. ولهذا تجد الامم الحديثة مثل اميركا على الرغم من انها تقود العالم في جميع المجالات الا انها حديثة تاريخيا ولذلك تحاول ان تبني لها امجاد تاريخ وبطولات تلقنها ابناءها من اجل تعزيز الولاء والانتماء، كما نجد ان بعض الاعراق التي تشتتت ولم يعد لها كيان مثل اليهود الذين لم تقم لهم دولة منذ قديم الزمان وظلوا مشردين على مدى اكثر من الفي عام يحتلون فلسطين ويجمعون شتاتهم ويحيون لغتهم العبرية بعد ان اندثرت، ويسرقون الفلكلور والثقافة الفلسطينية والعربية اسوة بالارض ويدعونها لهم وينشئون اجيالهم على اساس ان هذا تاريخهم من اجل توحيد الصفوف وزرع الولاء والانتماء، على عكس بعض مثقفي العرب الذين يجلدون الذات ولا اعرف امة من الامم تنكرت لتاريخها ومنجزاتها الا تخلفت واصبحت خارج التاريخ. اقول هذا واستغرب من طروحات بعض المفكرين الذين همهم الاكبر الانتقاص من التاريخ العربي والاسلامي وابراز سلبياته والعمل على هدم اركانه ناهيك عمن يسعى بفكره الضيق على مهاجمة اعلام السلف والبحث عن اخطائهم وتكبيرها وكان الاحرى بمثل هؤلاء إن كانوا قادرين ان يستغلوا ذلك الجهد من اجل ان يوجدوا من الافكار ما يعتبر اضافة او تصحيحا او تحديثا دون التسلق على ظهور اولئك الاعلام من اجل البروز دون ادراك للضرر المترتب على ما يقولون او يكتبون على الاجيال القادمة خصوصا ان الطرح موجه الى عامة الناس وليس موجها للمتخصصين الذين لديهم الحصانة ولديهم المعلومة ولديهم القدرة على النقاش والرد. اما العامة فهم ينقسمون امام ذلك الطرح بين متلق محايد ومتلقي إمعة ومتلق مستغل ومستفيد من الطرح السلبي الذي يعتبر من اوسع ابواب الفرز ذلك ان بعضا منهم سوف يصدق وبعضا منهم سوف يقف حائرا وبعضا منهم سوف يركب الموجة لغرض في نفس يعقوب ناهيك عن ان ذلك الطرح يساعد الاعداء في استهدافهم لنا فكريا وثقافيا وعقديا وبالتالي يصبح لكل فئة منظروها وبهذا تضيع الحقيقة ويشوش على تاريخ الامة وتصبح الاكاذيب حقائق بدعم من الاعلام المأجور الذي اصبح مصدر الثقافة العامة في غياب البديل القادر والمنافس. إن وسائل التحريض عديدة فمنها ما يمكن ان يكون سياسيا او دينيا او ثقافيا او فكريا او اقتصاديا والاخير يعتبر الفتيل الذي يتم الضرب على وتيرته خصوصا عندما تستغل امور مثل البطالة ومشكلات السكن وفرز المجتمع الى طبقة مترفة محدودة العدد وطبقة فقيرة تمثل الغالبية بعد تقلص الطبقة المتوسطة وانحسارها بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ناهيك عما يرافق ذلك من بذخ غير معهود مثل الاغتسال بطيب العود او التبذير والاسراف بالولائم او انتشار اسلوب التفاخر بين الجماعات والافراد بوسائل مختلفة حافزها الاول قلة الوعي وتدني المستوى الفكري ناهيك عن الممارسات السلبية التي يمارسها بعض الشباب وتشوه صورة المجتمع. ان وجود عدة سلبيات مرتبطة ببعضها البعض بطريقة مباشرة او غير مباشرة تعتبر من اكثر اساليب التحريض واثارة الاحقاد في هذا الزمن ذلك ان بعضها يستخدم فتيلا للتحريض وزرع التذمر والتغرير ببعض من صغر عقله وضحل فكره ناهيك عمن يبحث عن دور او الحصول على شهرة ليس كفؤا لها. ان الحد من الظواهر السلبية مهما صغرت ذو اهمية كبرى في سبيل وحدة الكلمة التي هي اساس وحدة الوطن واللتان تعتبران خط الدفاع الاول ضد التطرف من ناحية، وضد النتائج المترتبة عليه سواء اكان ارهابا ام جريمة منظمة ام خدمة للاعداء ام تهريبا للمخدرات ام متاجرة بها ام افسادا في الارض ام عدم انضباط ام حتى احتكار يولد عنه عدم الرضا وقبل ذلك وبعده سد الطريق امام الاستهداف الخارجي الذي يستغل الثغرات مهما صغرت من اجل تنفيذ اجندته والمتمثلة في زعزعة الاستقرار من خلال خلط الاوراق. نعم نستطيع القول ان اصحاب التوجهات السلبية سوء أكانو خطباء ام كتابا ام محللين ام مفتين ام مروجي اشاعات ام غيرهم ممن ينحو نحوهم من الذين تنعكس اقوالهم او افعالهم سلبا على وحدة الكلمة وبالتالي وحدة الوطن يشبهون بطريقة مباشرة او غير مباشرة عوامل التعرية التي تنخر في الطبيعة بينما هم ينخرون في وحدة المجتمع وكلا الشبيهين لا تظهر آثاره السلبية الا بعد ردح من الزمن في الاحوال العادية اما في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة المعزز بوجود اطراف معتدية صائلة تستفيد من الاقوال او الافعال السلبية تؤدي الى تسارع التأثير السلبي لاقوال وافعال مثل هؤلاء حيث تتلقفها تلك الاوساط المعادية وتنفخ فيه وتضيف عليها وتعيد صياغتها حسب ما يخدم توجهاتها ثم تعيد بثها ونشرها لذلك فإن وحدة الكلمة وبالتالي وحدة الوطن تعتبران خطا احمر يجب ان تسن من اجل حمايتهما وتعميقهما القوانين الصارمة التي تحميهما وتجذرهما وتجفف منابع استهدافهما من اي مصدر معاد سواء أكان داخليا ام خارجيا. نعم وطن لا نحميه لانستحق العيش فيه. والله المستعان hlohedan@KSU.EDU.SA

مشاركة :