فاعل الخير لم يفعل خيرا فانهار سقف المسجد، وبدل أن يكسب أجر المصلين الذين كانوا سيؤدون الصلاة في المسجد الذي يبنيه كسب إثم إصابة عدد من العمال الذين انهار عليهم سقف المسجد الذي كانوا يبنونه. تلك هي المسألة من وجهة نظر إدارة الأوقاف في الأحساء التي برأت نفسها من انهيار سقف المسجد مشيرة إلى أنه لا يقع تحت دائرة مسؤوليتها فقد تبرع ببنائه فاعل خير، وأعاد مدير الأوقاف سبب انهيار المسجد لسوء تنفيذ المشروع على يد مقاول غير كفء، وعمالة غير مؤهلة مؤكدا ( أن إدارته تعاني كثيرا من لجوء بعض وكلاء «فاعلي الخير» الذين يبحثون عادة عن مقاولين «رخيصين» لبناء مشاريع المساجد، فيتقدمون للإدارة بعقود تنفيذية لمتعهدين «ذوي جدارة»، حيث تشترط الإدارة أن يكون المتعهدون يحملون الاعتراف الرسمي، وذوي جدارة، ويجرون كافة أوراق معاملاتهم بطريقة نظامية في الإدارة، مع الاشتراط على تكليف مكتب هندسي للإشراف على أعمال المشروع، إلا أنهم يعملون تلك الإجراءات «صوريا»، والتوجه إلى متعهدين «ضعيفين» و «رخيصين» وعمالة غير مهارية، ويقدمون لهؤلاء «الوكلاء» عروضا رخيصة «مغرية»، والنتيجة سوء تنفيذ أعمال المشروع. وإذا كانت إدارة الأوقاف تعاني كثيرا من تصرفات فاعلي الخير، كما قال مدير الأوقاف، فقد كان الأحرى بتلك الدائرة أن تضع الضوابط التي تحول دون وقوع هذا التلاعب، وأن تراقب تنفيذ هذه المشاريع التي صرحت بها دون حاجة لأن تنتظر سقوط مسجد على من يبنونه أو سقوط مسجد على من يصلون فيه لكي تتبرأ من الحادثة وتلقي باللوم على فاعلي الخير الذين لم يفعلوا خيرا، وإذا ما كانت عاجزة عن الإشراف على مثل هذه المشاريع ومراقبة تنفيذها فإن أقل واجب كان عليها أن تتخذه أن توعز للبلدية بأمر هذه المعاناة، وتوكل للمسؤولين فيها القيام بواجبهم ومتابعة تطبيق فاعلي الخير للشروط التي حصلوا بموجبها على التصريح ببناء المساجد. وحين تعد إدارة الأوقاف بسحب مشروع المسجد الذي انهار سقفه من المقاول غير الكفء، والعمال غير المؤهلين وتسليمه لمن هو جدير ببنائه فإن ذلك الوعد يأتي متأخرا جدا، ومن شأنه أن يعزز لوم الأوقاف خاصة حين تشير إلى أنها فعلت ذلك حين انهار مسجد آخر في نفس المنطقة قبل عدة أشهر.
مشاركة :