توقع مسؤولون ورجال أعمال واقتصاديون أن تبدأ عجلة الإنتاج فى مصر في الدوران بكثافة بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد. وقالوا لـ «عكاظ» فى القاهرة إن الفترة المقبلة سوف تشهد انتعاشة اقتصادية فى كافة المجالات بعد توقف حوالى ثلاث سنوات منذ 25 يناير 2011م، مؤكدين أن انتعاش القطاع السياحي كفيل بإنعاش كافة الأسواق المصرية. وحددوا مجموعة من المطالب الملحة لسرعة دوران عجلة الإنتاج بعد إقرار الدستور، لتشغيل العمالة بعد أن وصل معدل البطالة إلى 15 في المئة منذ انتفاضة 25 يناير 2011م، وعلى رأس تلك المطالب استقرار منظومة التشريعات والقرارات الإدارية المنظمة للاستثمار واستقرار أسعار الصرف للعملات الأجنبية والترشيد المتدرج لأسعار الطاقة. بداية قال وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور «إن استحقاق الدستور أثبت قدرة الشعب المصري على فرض كلمته وإرادته، التي طالما طالب بها على مدى الثلاث سنوات الماضية، وضحى من أجلها بأرواح المئات بل الآلاف من شبابنا وبناتنا». وأضاف «ها نحن اليوم نحصد ثمار هذه المرحلة بدستور يحظى بأعلى نسبة تأييد في تاريخ مصر، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على وعي هذا الشعب العظيم ورغبته الأكيدة فى استكمال خارطة الطريق وتحقيق الاستقرار والتنمية لمصرنا الحبيبة. نقول إن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء الاقتصاد والعمل الجاد من أجل نهضة حقيقية». ويرى الدكتور عادل عبد العزيز مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية للقانون والتحكيم أن المرحلة المقبلة سوف تشهد انتعاشة كبيرة فى كافة القطاعات الاقتصادية، ولا سيما بعد التعديل الوزاري المرتقب وبدء مرحلة جديدة من العمل الوطني». وأكد أن مصر سوف تشهد انطلاقة حقيقية للمستقبل، بعد أن أثبت المصريون للعالم قدرتهم على مواجهه التحديات، وترحيبهم بالأمن والاستقرار ونبذ العنف، وهذا ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء على الدستور، حيث إن غالبية الشعب قالت نعم بنسبة تتعدى 98 في المئة. ويؤكد خبير أسواق المال الدكتور مصطفى بدره إن الفترة القادمة ستشهد انطلاقة ملحوظة فى الاستثمار بأسواق المال، بعد القواعد الجديدة التى وضعتها هيئة الرقابة المالية للتداول والقيد فى البورصة، ودعا إلى الحد من القرارات والقوانين المفاجئة والمتضاربة. أما أحمد سالم مشهور، الأمين العام لجمعية شباب الأعمال المصرية، فيتوقع أن يشهد عام 2014 انطلاقة كبيرة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وشدد على ضرورة تعويم تلك المشروعات وربطها بالمشروعات الكبرى لتصبح صناعات مغذية لها. وتقول الدكتورة هدى جلال يسي رئيسة اتحاد المستثمرات العرب إنه يجب الإصرار على ضرورة إنشاء شركات قابضة ذات رؤوس أموال ضخمة للاستثمار فى الصعيد، يساهم في رأسمالها الأفراد والمؤسسات النقدية الكبرى، كالبنوك وشركات الاستثمار وبنوك الاستثمار من خلال الاكتتاب العام.