رغم أنها تعد مهنة حديثة على السعوديين، إلا أن مهارة 102 مرشد سياحي سعودي جذبت السياح إلى المناطق الأثرية والمواقع البكر في السعودية. واستطاع المرشدون السياحيون المرخصون المكتنزون بالمعلومات الثرية التي لديهم وبحرفيتهم العالية وإجادتهم طرق الجذب السياحي، أن يسوقوا للمناطق السعودية التي لا تشهد كثافة سياحية. يقول لـ "الاقتصادية" عبد المحسن السبيع مرشد سياحي، "إن هناك إقبالا من السعوديين على امتهان الإرشاد السياحي"، مشيرا إلى أنهم يعملون في الإرشاد السياحي متضامنين مع شركات منظمي الرحلات السياحية في المنطقة، لتقديم كل ما من شأنه خدمة السائح. وأشار إلى أن العمل كان في السنوات الماضية مقتصرا على السياح والوفود الأجنبية، إلا أن السعوديين أصبحوا يستعينون بالمرشدين السياحيين لمرافقتهم إلى المواقع التي لا تشهد حراكا سياحيا رغم جمالها وحضارتها الزاخرة. وأضاف السبيع "ينشط عمل المرشدين السياحيين في الإجازات سواء كانت الطويلة أو القصيرة، كما أن المرشد السياحي ملم بجميع المواقع السياحية والتاريخية التي تحتويها المنطقة، ويستطيع تنسيق الرحلات للسياح". ويستقبل المرشد الوفود ببشاشة، يأخذهم في رحلة داخل قريته أو مدينته، وقد امتلأت خزينة فكره بمعلومات وفيرة عن مكنونات المواقع السياحية والتاريخية التي تحتضنها بلدته، يتحدث بطلاقة يشرح ويوضح أمام ضيوفه المنبهرين بالمخزون المعلوماتي الذي يمتلكه، يوجه ويشير ومن معه يدونون ويسجلون تلك المعلومات". تزخر السعودية بمواقع بكر لا تشهد إقبالا لوعورة الوصول إليها، رغم جمالها الخلاب. «الاقتصادية» وفد سياحي يستمع لمعلومات عن موقع أثري قبل دخوله. وعاد السبيعي ليقول "إن المرشد السياحي هو سفير داخل وطنه وله الدور المميز والبارز في تشكيل الانطباع العام لدى السائح عن الرحلة والبلد الذي يزوره، وتنشيط ونمو السياحة في السعودية"، لافتا إلى أن وجود مهنة المرشد المتقاضي لأجر هي خدمة للسياح، على اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهي فكرة جاذبة لها بريق خاص، ونحو 102 مرشد سياحي موجود في مختلف مناطق السعودية. ومعلوم أن المرشد السياحي يحصل على ترخيص من الهيئة العامة للسياحة والآثار لممارسة أعمال إرشاد ومرافقة السياح والزوار في أماكن الجذب السياحي "طبيعية وترفيهية وأثرية وحضارية وغيرها" في السعودية وتزويدهم بالمعلومات والشرح عنها، وينقسم المرشدون حسب الترخيص من الهيئة إلى مرشد عام وهو المرخص الذي يشمل نطاق عمله أنحاء السعودية، ومرشد محلي المرخص الذي يشمل نطاق عمله منطقة إدارية أو محافظة أو مدينة، ومرشد موقع المرخص الذي ينحصر عمله في موقع سياحي واحد. ويتركز دور المرشد السياحي في تنظيم وإدارة مجموعة السياح، ويشبع حاجياتهم ويثريهم بالمعلومات وفق رغباتهم، ويخطط وينفذ برامج مجموعته السياحية على المدى القريب والبعيد، وينمي علاقات السياح بالمجتمع والجهات ذات العلاقات. ويتمتع المرشد السياحي بصفات شخصية تتمثل في الانتباه، اجتماعي، البشاشة، السلوك المهذب، الصبر، الشعور بالمسؤولية، الاستعداد للقيام بالمساعدة، الجدارة بالثقة، التوازن، المتطلبات البدنية، المظهر الحسن، الحالة الجسمانية الجيدة، حاسة البصر الجيدة، النطق الواضح، حاسة السمع الجيدة، صبور، ذكي، صادق، يجيد التواصل، فعال، مستمع جيد، متعاون، مسيطر على أفعاله، واثق بنفسه، يقبل انتقاد الغير له، ويستطيع اتخاذ القرارات. وأعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار برنامج ترخيص المرشدين السياحيين في السعودية من منطلق سياستها في تفعيل دور المرشد السياحي، وجعله أكثر احترافية ولإعطائه الفرصة لإظهار الوجه الحقيقي والمشرق للبلاد المتمثل في عراقة حضارتها وأرضها، وأخلاق مجتمعها، إضافة إلى أن هذا البرنامج يسعى لإيصال المعلومات عن المواقع للسائح المحلي أو الوافد بطريقة صحيحة، واحترافية. إن الترخيص للمرشدين السياحيين يأخذ الطابع الحرفي المتقن المبني على أسس علمية تساعد على تقنية الممارسة الإرشادية للأكفاء والمؤهلين من أبناء الوطن ليعملوا في مجال الإرشاد السياحي وليقدموا صورة مشرفة لبلدهم وعامل جذب سياحي واقتصادي، ليتركوا انطباعا جيدا عن الوطن والمواطن. ويلعب المرشد السياحي دورًا مميزا في تشكيل الانطباع العام لدى السائح عن الرحلة والبلد الذي يزوره، ودوره بارز في تنشيط ونمو السياحة في السعودية خاصة مع تزايد عدد السياح في المستقبل.
مشاركة :