هناك قرار سبق إصداره على مستوى الدولة ولكن مع الأسف الشديد لا يطبق من بعض شركات المقاولات والمستخدمين العمال في المشاريع الإنشائية والمباني والشوارع والطرقات وبناء المنازل وهذا القرار يمنع تشغيل العمال في فترة الظهيرة الحارقة وكثير من العمال يجهلون ذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن شركات المقاولات وأصحاب العمل والقائمين بالبناء لم يعطوا أهمية لهذا القرار والمفروض أن تعلق نسخة من هذا القرار في أماكن البناء ويوزع على العمال ويترجم إلى لغات العمال لأن القرار على ما أعتقد باللغة العربية والذين لا يتحدثون باللغة العربية لا يستطيعون قراءته لذلك فالتوعية واجبة لمعرفة العمال بحقوقهم الإنسانية على الأقل فهؤلاء العمال بشر مثلنا تحرقهم الشمس الحارقة والرطوبة الشديدة خاصة أننا مقبلين على فصل الصيف الحار الذي تتعدى درجة الحرارة في منتصف النهار وعند الظهيرة أكثر من خمسين درجة مئوية . لذلك علينا أن نراعي إنسانية العمال المساكين الذين يعملون لكسب لقمة العيش والعرق يتصبب من أجسامهم ويبلل ملابسهم ولا حول لهم ولا قوة إذا توقفوا عن العمل للاستراحة في الظل لأنهم بذلك لن يسلموا من مرؤوسيهم ومراقبيهم الجالسين في المكاتب المكيفة وهؤلاء المساكين من العمال يعملون في حر شديد مع أن هناك قرار من الحكومة بمنع تشغيلهم في فترة الظهيرة الحارقة وعلى من أصدر مثل هذا القرار أن يتابعه ويراقبه لا أن يصبح قرار على الورق يوضع في ملفات من أصدر هذا القرار وشركات المقاولات ولا يطلع عليه العمال ليطالبوا بتطبيقه ولو فترة ساعات قليلة والواحد منا يتحسر ويتألم وهو جالس في سيارته المكيفة وهو يشاهد العمال المساكين يعملون في المشاريع والجسور والمباني ويذهب إلى منزله مرتاح البال لا حر ولا رطوبة والله رحيم بعباده . إن هناك دول خليجية شديدة الحرارة في فصل الصيف سبقتنا في إصدار قرار بمنع تشغيل العمال في فترة الظهيرة لساعات قليلة وبما أن دولة الكويت اختيرت مركزا للعمل الإنساني فمن أولويات العمل الإنساني معاملة البشر المساكين مثل العمال الذين يعملون في فصل الصيف شديد الحرارة والرطوبة فلنطبق الحقوق الإنسانية في العمال ونتعاطف مع هؤلاء المساكين حتى لو لم يكن هناك قرار بأن نطلب من العمال الراحة في جو بارد ومكيف ليستطيعوا أن يعملوا أكثر ويضاعفون العمل فهم بشر مثلنا يشعرون بما نشعر ويحسون بما نحس ولكن من أجل لقمة العيش يتحاملون على أنفسهم في هذا الحر الشديد فارحموهم يرحمكم الله . آخر الكلام : نشير هنا إلى قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتفتيش وتطوير بيئة العمل في المملكة العربية السعودية الشقيقة ينص على (أنه لا يجوز تشغيل العامل في الأعمال المكشوفة تحت أشعة الشمس من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثالثة مساء خلال الفترة الواقعة بين اليوم الخامس عشر من شهر يونيو إلى نهاية اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر من كل عام ميلادي) . كما أن هناك قرار صادر في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ويحذر على أصحاب العمل تشغيل العمالة في الأماكن المكشوفة في أجواء الطقس الحار والرطوبة الشديدة وذلك في أشهر الصيف وفي ساعات معينة . إن قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لو طبق فإنه سيجد صدى إيجابيا وإشادة من المنظمات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان في الكويت وفي العالم وهذا لن يحدث إلا بالتوعية الإعلامية والمقابلات مع أصحاب العمل والعمال ليتحدثوا بأنفسهم عن استفادتهم في مثل هذا القرار الذي يقف بجانبهم وينصفهم ويريحهم في أعمالهم وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com
مشاركة :