كتب - طوخي دوام: تجاهلت بورصة قطر التحسن اللافت في أسعار النفط في السوق العالمية الذي وصل للأعلى مستوى له منذ 7 أشهر بتخطيه مستوى الـ 50 دولاراً للبرميل في بعض جلسات الأسبوع الماضي، كما لم يتفاعل السوق مع المحفزات الداخلية المتعلقة بالاقتصاد، بالإضافة إلى محافظة قطر على ترتيبها المتقدم في مؤشر التنافسية العالمية. وتراجعت مؤشراتها خلال شهر مايو الماضي بأكثر من 6% في تعاملات شهر مايو الماضي. وقالت أوساط مالية إن البورصة تنتظر محفزات إيجابية لإنهاء المسار الهابط للسوق، مشيرين إلى أن أجواء الصيام ودخول موسم الصيف فرضا نفسيهما مبكراً على أداء البورصة التي سجلت إحجاماً ملحوظاً عن الشراء ترافق معه انخفاض في التداولات التي بلغت أدنى مستوياتها منذ بداية هذا العام، لافتين إلى أن ضعف السيولة الموجود في السوق يرجع للترقب وعدم وضوح الرؤية وغياب الحافز على الشراء رغم وجود العديد من الأسهم التي بلغت مستوياتها السعرية حدوداً مغرية للشراء إلا أن الترقب والحذر كانا أقوى من المغامرة والدخول لشراء هذه النوعية من الأسهم. وأشاروا إلى أن السيولة لا تزال عند مستوى متدنٍ، في ظل سيطرة عمليات المضاربة والضغوط البيعية وجني الأرباح السريعة على حركة التداولات، الأمر الذي يشير إلى عزوف المستثمرين عن دخول السوق لعدم وجود أي محفزات إيجابية تعمل على جذب شريحة المستثمرين على المدى القصير. وتوقع المحللون أن يشهد السوق عمليات شراء انتقائية لبعض الأسهم التشغيلية من قبل صانعي السوق، موضحين أن المسار العام لأداء الجلسات المقبلة هو سيطرة المضاربات على الأسهم الصغيرة التي لن تكون في مصلحة السوق في المنظور القريب. كما توقعوا أن تشهد جلسات هذا الأسبوع تركيزاً من جانب المتعاملين على اقتناص الفرص وزيادة أوامر الشراء والبيع، وذلك بالتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك وحدوث عمليات مضاربات، خاصة مع ارتفاعات أحجام السيولة التي يشهدها السوق في ظل الارتدادات الفنية على العديد من المستويات السعرية للأسهم خاصة التشغيلية منها. وأكد الخبراء أن تراجع المؤشر من بداية العام بنسبة 8.6% ليفقد بذلك حوالي 900 نقطة من رصيده حتى الآن ليغلق عند مستوى 9532 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي، لا يظهر الوضع الحقيقي للسوق ومتانة العوامل الأساسية بالاقتصاد القطري ولا قوة الشركات العاملة فيه. وأشار الخبراء إلى أن هناك الكثير من المستثمرين الفاعلين في السوق ابتعدوا حاليًا عن قاعات التداول أو اتجهوا إلى قطاعات استثمارية أخرى مثل العقارات وغيرها على حد قولهم. وأوضحوا أن السوق المالي يشهد حالياً حالة من الترقب خاصة من قبل المستثمرين، فالغالبية العظمى منهم تترقب استقرار السوق وبعدها يقبلون على الشراء مرة أخرى، وبالتالي ستأخذ قيمة التداولات في الارتفاع مرة أخرى، مشيرين إلى أن الفترة المقبلة من المتوقع أن تعاود فيها التداولات الارتفاع خاصة أن السوق حالياً يمر بمرحلة تجميع، وبعد ذلك سوف يواصل السوق ارتفاعه مرة أخرى وبالتالي قيمة التداولات سوف تتحسن. أبو حليقة: التعاملات تتجه للهدوء في رمضان قال المستثمر يوسف أبو حليقة: إن السوق تحركت خلال الأسبوع الماضي على وقع عمليات التسييل وجني الأرباح التي نفذها مضاربون بهدف الحصول على أرباح في ظل عودة الترقب والحذر للمستثمرين في محاولة للاستفادة من المستويات السعرية التي وصلت الأسهم إليها خلال الجلسات الماضية. وأضاف: شهد السوق من بداية الشهر الماضي انخفاض قيم التداولات بشكل واضح جداً ووصل إلى مستويات لم يصل إليها منذ أكثر من عامين حيث شهدت البورصة في بعض الجلسات وصول التداولات لأقل من 64 مليون ريال وهذا الانخفاض يثير الكثير من علامات الاستفهام، ولفت إلى أن انخفاض قيم وأحجام التداول الفترة الحالية يرجع بالأساس إلى عزوف المضاربين عن الدخول إلى السوق الفترة الحالية انتظاراً لمعرفة اتجاهات السوق المستقبلية. حيث فرضت حالة الترقب نفسها على المضاربين في ظل انعدام المحفزات الفترة الحالية. وتوقع أبو حليقة أن تشهد البورصة هدوءاً نسبياً في تعاملاتها خلال شهر رمضان وسط أداء إيجابي للأسهم، مستبعداً حدوث انخفاضات عنيفة، وأوضح أنه في حالة تجاوز المؤشر لمستوى الـ 9700 نقطة فسيستهدف المؤشر تحقيق مستويات جديدة. ووصف شهر رمضان كباقي أشهر العام باستثناء انخفاض قيم التداولات. وأوضح أن هناك الكثير من العوامل الإيجابية على المستويين المحلي والعالمي من شأنها التأثير على أداء سوق الأوراق المالية في الفترة المقبلة، خصوصاً مع تحسن مؤشرات الاقتصاد العالمية، والتقارير الاقتصادية العالمية المبشرة عن صحة الاقتصاد العالمي. ماهر: الاستثمار طويل الأجل يغيب عن البورصة أكد المحلل المالي أحمد ماهر أن انخفاض مؤشرات السوق يعبر عن الحالة التي يعيشها السوق حالياً من انحسار السيولة وغياب المبادرات من المجاميع الاستثمارية وأيضًا لحالة تراجع الأسواق الخليجية، مشيراً إلى أن تذبذب أداء السوق خلال الجلسات الماضية يرجع إلى غياب البعد الاستثماري طويل الأجل في البورصة توجه العديد من الافراد والمؤسسات إلى المضاربة اليومية التي تسطير على التعاملات داخل السوق حالياً، وهو ما يمنعها من مواكبة النهضة التي تعيشها قطر على كافة الأصعدة. وأشار إلى أن هناك حالة ترقب وخوف شديدين لدى معظم المستثمرين، خصوصًا الأفراد منهم وهو ما يجعلهم يحجمون عن الشراء خوفاً من استمرار التراجع، مشيراً إلى أن أسباب ذلك غير واضحة بشكل كامل ولكن أهمها الأجواء المحيطة بالمنطقة بالإضافة إلى حالة الترقب التي تلازم المستثمرين خلال هذه الأوقات بانتظار إفصاح الشركات عن بياناتها المالية للربع الثاني من هذا العام. وقال ماهر: إن السيولة موجودة ولكن حذر المستثمرين وترقبهم يمنعهم من البيع الفترة الحالية لأن الفترة الحالية هي فترة شراء خاصة أن المؤشر يؤسس هذه الأيام لانطلاقة قوية خلال الجلسات المقبلة، وأوضح أن أغلب الشركات في البورصة حققت نتائج إيجابية في أعمالها حتى الشركات الصغيرة وهو ما يجعل هبوط الأسعار حالياً غير مبرر، وتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل تحسناً في الأسعار إلا أن الذي سيحدد ذلك هو سلوك المستثمرين في السوق من خلال عمليات البيع والشراء.
مشاركة :