أصيب أربعة فلسطينيين بجروح أمس الجمعة في مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينتي نابلس ورام الله بالضفة الغربية، في وقت وصفت حكومة الوفاق الفلسطينية تصريحات الحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك عضو الكنيست التي هدد فيها بتدمير المسجد الأقصى بالعدوانية والمقززة. وكانت مواجهات قد اندلعت بعد اقتحام الاحتلال والمئات من المستوطنين قبر يوسف قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن شاباً (20 سنة) أصيب بعيار ناري في الرأس ووضعه خطر، وإن شاباً آخر أصيب بالرصاص الحي في الرجل وحالته متوسطة، وتم نقلهما إلى أحد مستشفيات نابلس لتلقي العلاج اللازم. ووفقاً للمصادر، أصيب شابان آخران بجروح متوسطة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية كفر مالك شرق مدينة رام الله. وأصدرت المحكمة المركزية للاحتلال في حيفا حكماً بالسجن 25 عاماً بحق فلسطيني من مدينة أم الفحم بعد إدانته بتنفيذ عملية دهس وطعن أربعة إسرائيليين في منطقة غان شموئيل بالقرب من حيفا. وهي المرة الأولى منذ هبة الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2015 التي يحاكم فيها فلسطيني من أراضي ال48. وصدر الحكم بحق الشاب علاء زيود (25 عاماً) من أم الفحم، بعد إدانته بتنفيذ عملية دهس بالقرب من غان شموئيل في أكتوبر الماضي، واتهمه قاضي المحكمة بأنه أصاب أربعة إسرائيليين بينهم جنديان بشكل متعمد وبدافع عنصري بحسب إعلام القضاء. كما فرضت المحكمة على زيود دفع تعويضات مالية للمصابين تراوحت بين 150 ألف شاقل (نحو 39 ألف دولار) و40 ألف شاقل (نحو 10500 دولار). وأدين زيود بارتكاب أربع مخالفات هي: محاولة القتل، ومحاولة دهس، وحيازة سكين بشكل غير قانوني، والتحرك بدوافع عنصرية. وأعلن وزير الداخلية إرييه درعي في مطلع الأسبوع أنه يعمل من أجل سحب جنسية زيود الإسرائيلية، وتقدم بطلب للمحكمة المركزية في حيفا بهذا الصدد بعد أن تلقى الضوء الأخضر من المستشار القضائي للحكومة. وقال درعي علينا الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المس بأمن الدولة. وفي قطاع غزة أصيب شاب فلسطيني بجروح برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات قرب معبر المنطار/كارني شرقي مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز صوب عشرات الشبان خلال مواجهات في محيط منطقة معبر المنطار، ما أدى لإصابة شاب بجروح نُقل على إثرها إلى مجمع الشفاء الطبي، ووصفت حالته بالمتوسطة. في أثناء ذلك، وصفت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني تصريحات الحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك عضو الكنيست التي هدد فيها بتدمير المسجد الأقصى بالعدوانية والمقززة. وشددت الحكومة الفلسطينية في بيان باسم المتحدث الرسمي باسمها يوسف المحمود، على أن تصريحات غليك تسهم في تأجيج الموقف وتدفع الأمور نحو إشعال حرب دينية في المنطقة برمتها. وقال إن غليك ما كان لينفلت بمثل هذه التفوهات لولا أنه استند إلى تفوهات مماثلة سبقه إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي ساق فيها جملة من المزاعم وصلت إلى أعلى حدود الغطرسة والتطرف والعداء للسلام عندما قال إن القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية.. وإن جذور الشعب اليهودي تمتد إلى المسجد الأقصى وهي أعمق من أي شعب آخر وإن ذلك ليس بحاجة إلى إثبات. وأضاف المتحدث الرسمي لسنا في مناظرة مع نتنياهو وغيره من المتطرفين، بل نحن في حالة اشتباك مع الاحتلال الذي يمثلانه، وإن مثل هذه التصريحات تصدر عن ممثلي الاحتلال الذي يغتصب بلادنا بقوة السلاح وفي قلبها مدينة القدس العربية المحتلة، وهذا ما تقره القوانين والشرائع الدولية وتتعامل على أساسه دول العالم كافة وتطالب بإنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يعجز نتنياهو وبقية المتطرفين عن إثبات غيره. وأردف المحمود عندما يتحدث نتنياهو وعصابات المتطرفين عن التاريخ والجذور فهم يذكرون العالم بالوضع الحالي الذي مازالت تخضع فيه الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشرقية للاحتلال الذي استولى عليها بقوة السلاح والعدوان ودعم الدول الاستعمارية. ودعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية نتنياهو إلى مراجعة دراسات كبار المؤرخين وعلماء الآثار الإسرائيليين مثل زئيف هيرتزوغ وإسرائيل فلنكشطاين وغيرهما، والتي تشكك بالمزاعم الاحتلالية حول المسجد الأقصى المبارك مستندة إلى فشل مئة عام من التنقيب والحفريات في إثبات دليل واحد على صحة المزاعم الاحتلالية. وطالب المتحدث الرسمي المجتمع الدولي بسرعة التحرك لِلَجْم التهور الخطير الذي تقدم عليه حكومة نتنياهو وتهدف إلى الدفع نحو حرب دينية. (وكالات)
مشاركة :