حذرت وكالات سفر من خطورة حجز تذاكر السفر عبر مواقع إلكترونية غير معروفة، تستغل أوقات الذروة في موسم العطلات لإطلاق عروض ترويجية متنوعة، يوفر بعضها خصومات تتراوح ما بين 30% و40% في الأسعار، مقارنة مع مواقع شركات الطيران التي أوردت أسعاراً عالية جداً، مع عدم معرفة مدى مصداقية هذه المواقع وغياب الضمانات. وشددت وكالات السفر على ضرورة التأكد من صحة المواقع من أكثر من جانب، من خلال الاستعلام عن الأسعار من الشركات، أو تفحص الموقع ومصداقيته عن طريق مواقع أخرى، حيث يمكن أن تكون هذه المواقع مخصصة لسرقة المعلومات الائتمانية، والتي يتم من خلالها سرقة مبالغ هائلة من المستخدمين. توفر بعض المواقع خدمة مقارنة الأسعار بين مواقع عالمية أخرى، يمكن للعملاء من خلالها إجراء حجوزات للفنادق ورحلات السفر. وتجذب المواقع بأسعارها المغرية العديد من الأفراد الذي يودون اقتناص فرصة تراجع الأسعار، فيما تشير المواقع إلى عدم إمكانية إجراء أي تغيير في الحجز، ولا يمكن استرداد أي جزء من الأموال المدفوعة. تقييم المواقع أجرت الخليج تقييماً لبعض هذه المواقع، من خلال إجراء حجوزات نحو وجهات عربية وأخرى أجنبية، تبين من خلالها بلوغ نسبة التخفيضات في الأسعار إلى حد كبير جداً، مقارنة بالتطبيقات الذكية والمواقع المعروفة لدى الجمهور. ويرى مديرون ورؤساء مكاتب ووكالات سياحة وسفر أن التخفيضات التي تمنحها شركات الطيران لمواقع الحجوزات الإلكترونية تصل إلى 7% بدون الضرائب والرسوم، وأن أي تخفيضات أعلى من هذه النسبة تكاد تكون غير عملية، وخاصة مع غياب الضمانات على الحجوزات لعدم المعرفة الكاملة للموقع. خصومات نسبية وقال رياض الفيصل، مدير عام وصاحب شركة أصايل للسياحة، إن شركات الطيران توفر خصومات نسبية لمواقع الحجوزات الإلكترونية تصل إلى 7% في سعر تذكرة السفر، بدون الرسوم والضرائب أو أسعار الحقائب، وهذا يمثل الحد الأقصى من الخصومات الممنوحة لوكالات الحجز. وأضاف الفيصل أن أي خصومات كبيرة في الأسعار، وخاصة في فترات العطلات والصيف التي تزداد فيها الحجوزات، وبالتالي ارتفاع أسعار التذاكر، بناءً على مبدأ العرض والطلب، والتي تمنح عبر المواقع، تكون غير طبيعية، مشيراً إلى أنه من الناحية العملية لا تتوافر خصومات بنسبة كبيرة خلال فترات الصيف. عدم توفر ضمانات وذكر الفيصل أن بعض مواقع الحجوزات لا توفر ضمانات أو إمكانية استرداد الأموال في حال إلغاء السفر أو حتى تغير الموعد أو إجراء أي تعديلات طبيعية، ولفت إلى أن العديد من الأفراد قد تعرضوا لمثل هذا الصعوبات، بعد أن أجروا حجزاً عبر مواقع غير معروفة وفرت لهم خصومات كبيرة. وأشار الفيصل إلى أنه ربما تكون بعض هذه المواقع مصممة من قبل محترفين، وتعتبر وسائل احتيال على الجمهور، مؤكداً ضرورة عدم اللجوء إلى المواقع إذا لم تكون موثوقة واللجوء إلى المواقع الرسمية أو الوكالات الرسمية. أسعار غير معقولة من جهته، قال غسان العريضي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفا لإدارة الوجهات، إن الغالبية العظمى من المواقع الإلكترونية للحجوزات تمارس أعمالها بشكل سليم، إلا أن هناك مواقع توفر أسعاراً خارجة عن المعقول فتكون هناك علامة استفهام حول آلية عمل الموقع ومدى مصداقيته.وأضاف العريضي أن هناك العديد من مواقع الحجوزات العالمية المشهورة، إضافة إلى مواقع جديدة توفر أسعاراً منافسة جداً لجذب العملاء، من خلال طرح عروض كبيرة وبأسعار مغرية لتحقيق أهداف تسويقية، مشيراً إلى أن هناك أسعاراً غير منطقية توفرها بعض المواقع الجديدة، والتي يمكن أن تكون وسائل نصب واحتيال على العملاء. مواقع موثوقة وأكد العريضي أن إجراء الحجز ينبغي أن يكون عبر وسائل معروفة وموثوقة، من خلال المواقع الرسمية للشركات أو مواقع الحجوزات الإلكترونية المعروفة، والتي لديها تاريخ طويل في الأسواق، ولفت إلى أنه ينبغي التحقق من المواقع وخاصة التي تستخدم وسائل الدفع الإلكترونية. وأشار العريضي إلى ضرورة قراءة جميع الشروط والتعليمات عند إجراء الحجوزات، وخاصة مع وجود بعض التفاصيل التي تكلف العميل مبالغ أعلى مثل الرسوم و الضرائب وأسعار الحقائب أو عدم القدرة على التعديل. منافسة قوية من جانبه، قال ياسين دياب، المدير العام لشركة الفيصل للسفريات، إن المواقع الإلكترونية لحجوزات السفر عادة ما توفر خصومات ما بين 50 درهماً و 200 درهم، وأن الفروقات الكبيرة في الأسعار بين المواقع وشركات الطيران أو وكالات السفر تعد مثيرة للشكوك. وأضاف دياب أن المواقع الإلكترونية تعد منافساً قوياً لوكالات السياحة والسفر، وخاصة مع سرعة الإنجاز عبر المواقع والتطبيقات الذكية، ومع انتشار هذه المواقع بكثرة، تعمل بعضها على توفير خصومات كبيرة، يتضح بعضها بكونه وسائل نصب واحتيال على العملاء، في حين تعتبر بعضها وسيلة للحصول على بيانات المستخدمين أو الحصول على بيانات البطاقة الائتمانية. وأكد دياب ضرورة التأكد من صحة المواقع من أكثر من جانب من خلال الاستعلام عن الأسعار مع الشركات أو تفحص الموقع ومصداقيته عن طريق مواقع أخرى، حيث يمكن أن تكون هذه المواقع مخصصة لسرقة المعلومات الائتمانية والتي يتم من خلالها سرقة مبالغ هائلة من المستخدمين. ارتفاع مخاوف العملاء من الحجز الإلكتروني تزداد مخاوف العملاء من المواقع الإلكترونية التي تتطلب إجراء الدفع من خلال بطاقات الخصم المسبق أو البطاقات الائتمانية، وخاصة أنه لا يمكن التواصل مع هذه المواقع، والتي تضع أرقام هواتف محمولة، وليس رقماً أرضياً.وأكدت المصادر أن إجراء الحجوزات ينبغي أن يتم عبر مواقع شركات الطيران، أو وكلاء ومكاتب السفر ومواقع الحجوزات الموثوقة في الأسواق، تجنباً للوقوع في فخ دعايات مضللة أو حجوزات وهمية تمنحها المواقع للمسافرين، كما ينبغي التحقق من مدى مصداقية المواقع من خلال البحث عنها أو التواصل مع مكاتب شركات الطيران للحصول على الأسعار الحقيقية.
مشاركة :